تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
باتت الأطعمة الجاهزة والمعلبة تحت المجهر بعد تزايد حالات التسمم الغذائي وانتشار الأمراض في الآونة الأخيرة، مما جعل هناك تحذيرات متكررة من خبراء الصحة حول مخاطرها المحتملة على سلامة الجسم، فهذه الأطعمة قد تحمل بين مكوناتها تهديداً خفياً مما يستدعي مزيداً من الحذر والانتباه من المستهلكين، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وسوء التخزين.. نستعرض في هذا التقرير الأضرار والمخاطر التي تهدد الصحة وكيفية الحد منها قدر الإمكان.
الشعيرية سريعة التحضير.. جدل لا ينتهي
تؤكد المهندسة رقية حسن، اختصاصية علوم وتكنولوجيا الأغذية، عن أن الشعيرية سريعة التحضير، أو ما يعرف بـ "النودلز"، من أكثر المنتجات الغذائية التي أثارت الجدل أيضا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد تكرار حالات التسمم المرتبطة بها.
لكنها تؤكد أن النودلز كمنتج في حد ذاته لا يشكل خطورة صحية مباشرة، وهو معترف به ومصرح باستخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، حتى مادة جلوتامات الصوديوم، التي تستخدم لإضفاء نكهة مميزة، لم تثبت الأبحاث العلمية حتى الآن بشكل قاطع أنها مادة مسرطنة.
تكمن الخطورة، في ظروف التصنيع والتخزين، خاصة في مصر، والتي تختلف تمامًا عن الدول الآسيوية حيث يتم استهلاك النودلز بشكل يومي دون مشكلات صحية تذكر. ففي مصر، تختلف طبيعة الخامات وظروف البيئة، بالإضافة إلى ضعف الالتزام بإجراءات السلامة في مراحل التخزين والتوزيع.
فمن أبرز المشكلات، تعرض المنتج لأشعة الشمس والرطوبة، سواء أثناء التخزين أو التوزيع، ما يؤدي إلى تلف التوابل الموجودة داخل العبوة. هذه التوابل يجب أن تحفظ في أماكن جافة وبعيدة تمامًا عن الحرارة والضوء، وإلا فإنها تصبح بيئة مثالية لنمو البكتيريا، التي قد تكون ناتجة عن تلوث خط الإنتاج نفسه، والمقلق أن نوعية هذه البكتيريا مشابهة لتلك الموجودة في الفسيخ الفاسد، والتي تسبب تسممًا شديدًا.
وتضيف أن بعض أنواع البكتيريا مثل الإيشيريشيا كولاي، أصبحت شبه ملازمة للعديد من المصانع والمطاعم في مصر، بسبب عدم اتباع العاملين لإجراءات النظافة الشخصية والسلامة الغذائية. وبما أن النودلز بيئة خصبة لنمو هذه البكتيريا، فإن فرص التلوث والتسمم تصبح عالية للغاية.
تأثيرات سلبية
كما حذرت الدكتورة رشا الطنطاوي، استشاري التغذية العلاجية، من التأثيرات السلبية الشديدة لتناول الوجبات الجاهزة والمعلبة، خاصة على الفئات الحساسة مثل الأطفال، النساء الحوامل، وكبار السن، وأشارت إلى أن هذه الأطعمة لم تعد مجرد وسيلة سهلة وسريعة لتناول الطعام، بل أصبحت مصدراً للعديد من المشكلات الصحية التي قد لا تظهر مباشرة، لكنها تتراكم لتسبب أمراضاً مزمنة وخطيرة.
اضطرابات هرمونية
وتؤكد د. رشا، أن من أكثر ما يثير القلق في اللحوم المغلفة وسريعة التحضير، احتواؤها على كميات من الهرمونات الصناعية، والتي تؤثر بشكل مباشر على النمو الطبيعي للأطفال والمراهقين من الجنسين، إذ قد تؤدي هذه الهرمونات إلى مشكلات جسدية واضحة، مثل الضعف الجنسي لدى الذكور، وظهور تكيسات المبايض لدى الفتيات، وهي مشكلات مرتبطة باختلالات هرمونية قد يصعب علاجها لاحقاً.
بكتريا خطيرة
أما المعلبات الغذائية فتحتوي على كميات كبيرة من الملح، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، كما أن بعض المعلبات تحتوي على نسب مرتفعة من السكر، ما يجعلها عاملاً مساهماً في رفع مستويات السكر في الدم وزيادة احتمالات الإصابة بمرض السكري.
الأسوأ من ذلك أن هذه المعلبات قد تحتوي على بكتيريا خطيرة تُعرف بالمطثية الوشيقية، وهي قادرة على التسبب في حالات تسمم غذائي حادة قد تؤدي إلى الشلل أو حتى الوفاة.
إلى جانب ذلك، فإن وجود مادة فوسفات الصوديوم في بعض المعلبات له آثار صحية خطيرة، حيث يسبب اضطرابات هرمونية، تلفًا في الأنسجة، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل في العظام والكلى، كما أن مادة BPA الكيميائية، التي تدخل في صناعة عبوات المعلبات، ترتبط بأمراض مثل السكري من النوع الثاني، والضعف الجنسي، وأمراض القلب.
من ناحية أخرى، تفقد هذه المعلبات جزءًا كبيرًا من قيمتها الغذائية، حيث تقل فوائدها بنسبة قد تصل إلى 40% مقارنة بالأطعمة الطازجة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالخضروات والفواكه، فضلا عن أن المعلبات تُحفظ غالبا بإضافة كميات من الدهون لزيادة كثافتها وتماسكها، ما يرفع من سعراتها الحرارية ويزيد من فرص الإصابة بالسمنة.
نكهات مسرطنة
وتنوه د. الطنطاوي، إلى أن الطعام الجاهز من المطاعم والوجبات السريعة يحتوي في الغالب على مواد حافظة ومنكهات صناعية بعضها مصنف كمسرطنات محتملة، إلى جانب كميات كبيرة من زيت النخيل والسعرات العالية من الصوديوم والنشويات، هذه المكونات مجتمعة تؤدي إلى احتباس الماء داخل الجسم، وترفع من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، كما تؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
خطر المواد الحافظة
وتعد المواد الحافظة المستخدمة في الأطعمة الجاهزة والمعلبة من أخطر المكونات على المدى البعيد، فهي لا تؤثر فقط على جودة الطعام وطعمه، بل تتسبب في ضعف مناعة الجسم أمام البكتيريا والفيروسات، كما أن تأثيرها على الأطفال قد يكون أكثر ضررًا، إذ ترتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالحساسية، وقد تؤدي إلى أضرار في الدماغ شبيهة بتلك الناتجة عن التعرض لمادة الرصاص.
وتفقد الأطعمة المحفوظة نكهتها الطبيعية مقارنة بالأطعمة الطازجة، كما أنها سريعة التلف بعد فتحها، مثل الحليب المعلب، ما يزيد من احتمالات تعرض المستهلك لتسمم غذائي إذا لم يُحفظ بشكل سليم بعد الفتح.
أعراض التسمم
وتتمثل أعراض التسمم الناتج عن تناول النودلز الملوثة في ارتفاع ضغط الدم، والشعور بالزغللة والصداع، والغثيان، وضيق التنفس، إضافة إلى الانتفاخ العام بالجسم، وفي حال ظهور هذه الأعراض، تؤكد المهندسة رقية على ضرورة التوجه فورًا إلى مستشفى عام أو مركز للسموم، لأن هذه الحالات تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا لا يمكن لطبيب العيادة العامة التعامل معه بالشكل المناسب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية