تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بين مؤيد ومعارض.. آية عبد الرحمن تثير الجدل بعد تقديمها "دولة التلاوة"
source icon

سبوت

.

بين مؤيد ومعارض.. آية عبد الرحمن تثير الجدل بعد تقديمها "دولة التلاوة"

كتب:سيد محمود

أثار برنامج دولة التلاوة حالة واسعة من الجدل خلال الأيام الأخيرة، ليس بسبب محتواه الهادف أو فكرته الجديدة التي تعيد إحياء المدرسة المصرية في الأداء القرآني، بل بسبب الهجوم الذي استهدف مقدمته الإعلامية المصرية آية عبد الرحمن.

فعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه البرنامج منذ بداية عرضه، خرجت أصوات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد وجود مذيعة امرأة في برنامج ذي طابع ديني، في محاولة واضحة لخلق معركة لا علاقة لها بجوهر العمل الإعلامي ولا برسالته.

البعض انتقد تقديم امرأة لبرنامج ديني، فيما رأى آخرون أن هذا الطرح غير منصف، خصوصًا مع التزام مقدمة البرنامج واحترافيتها، وفي المقابل خرج الإعلامي جمال الشاعر مشيدًا بقدراتها اللغوية والمهنية، وهكذا، تحوّلت السوشيال ميديا إلى ساحة نقاش حاد، تؤكد مجددًا قدرتها على تحويل تفاصيل صغيرة إلى قضية رأي عام، رغم أن البرنامج يُعد من أبرز المواهب القرآنية على الساحة.


ضد المهنية 
وقد جاء ردّ العديد من الإعلاميين والمسئولين ورجال المؤسسات الدينية داعمًا للمذيعة، ورافضًا لما وصفوه بمحاولات النيل من نجاح البرنامج، فقد أكدت الإعلامية الكبيرة سوزان حسن لـ سبوت أن برنامج دولة التلاوة رائع للغاية، وآية عبد الرحمن متميزة جدًا، والأطفال المشاركون يضفون جمالًا وروحًا خاصة على هذا العمل العظيم.

كما أوضحت شافكي المنيري أن الحجاب لا يشكل أي تعارض مع تقديم البرامج التلفزيونية، وأن الهجوم على آية عبد الرحمن لا يستند إلى أي أساس مهني أو منطقي، وأن برنامج دولة التلاوة يقدم قيمة حقيقية للمشاهد من خلال إبراز جمال التلاوة بالمدرسة المصرية التي تمتاز بالوسطية والرصانة وجودة المقامات الصوتية، وأن هذا في حد ذاته كافٍ ليُغضب البعض ممن يحملون مواقف مسبقة تجاه كل ما يبرز الهوية المصرية في مجال ديني.

وشددت على أن آية ظهرت بصورة لائقة تجمع بين الحداثة والأصالة، وأن حضورها على الشاشة جاء معبّرًا عن وعي وثقافة واحترام للمحتوى، مؤكدة أن الجدل المثار مجرد محاولة لإسقاط نجاح البرنامج وليس نقاشًا مهنيًا حقيقيًا.

تقديم احترافي
من جهته، أبدى الدكتور إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم، إعجابه بأداء آية عبد الرحمن، معتبرًا أنها قدمت البرنامج باحترافية عالية وقدرة واضحة على الربط بين الفقرات وتقديم المحتوى بتلقائية وهدوء بعيدين عن التكلف.

وأشار إلى أن من يعترض على وجود المرأة في هذا الموقع يعبّر عن عقلية متحجرة لا تواكب الواقع؛ فالمرأة المصرية اليوم تتولى مناصب رفيعة مثل القضاء والنيابة العامة، وتؤدي مهامها بكفاءة، وبالتالي فإن ظهورها في تقديم برنامج ديني ليس أمرًا مستغربًا ولا مخالفًا لطبيعة رسالتها، خاصة وهي ترتدي زيًا لائقًا لا يتعارض مع هيبة البرنامج.

أعداء النجاح وراء الحملة
أما بوسي شلبي فقد رأت أن ما يحدث هو «عداء نجاح» لا أكثر، وأن برنامج دولة التلاوة استطاع أن يحقق صدى واسعًا عند الجمهور، وهو ما أثار حفيظة البعض على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكدت أن آية عبد الرحمن أثبتت مهنيتها واحترامها للمشاهد، وأن السوشيال ميديا لا يمكن أن تتحول إلى معيار لاتخاذ القرارات أو تقييم الأعمال الإعلامية، لأنها في كثير من الأحيان تضم حملات ممولة أو لجانًا إلكترونية تستهدف إثارة الفتنة لا أكثر.

وأوضحت أن المؤسسات الإعلامية المصرية تتحرك وفق اعتبارات مهنية حقيقية، وأن الدولة لا يمكن أن تنساق وراء ضوضاء إلكترونية تسعى فقط لهدم النجاحات.

هجوم غير مبرر
بدوره، اعتبر محمد عبد العزيز، رئيس إذاعة صوت القاهرة، أن الهجوم على آية عبد الرحمن غير مبرر على الإطلاق، مؤكدًا أن الانتقادات التي ظهرت لم تتضمن أي حجة موضوعية أو رؤية مهنية تستحق النقاش.

وأوضح أن الهجوم الموجه لمجرد الظهور أو بهدف لفت الأنظار لا يجب الالتفات إليه، لأنه نوع من محاولات التعطيل التي تستهدف كل تجربة ناجحة، مشيرًا إلى أن الفريق القائم على البرنامج قدم تصورًا فنيًا وإعلاميًا محترمًا، وأن النجاح الواضح الذي حققه البرنامج هو السبب الحقيقي خلف موجة الاعتراضات المفتعلة.

وأضاف عبد العزيز، يبدو أن النجاح الكبير الذي حققه دولة التلاوة لعب دورًا أساسيًا في إشعال هذا الجدل، إذ استطاع البرنامج إعادة تقديم التلاوة المصرية بشكل يبرز جمال المقامات ودقة التجويد وروحانية الأداء، ما جعل الجمهور يلتف حوله في وقت قصير، مؤكدا أن البرنامج أعاد إلى الواجهة دور المدرسة المصرية في عالم التلاوة الذي لطالما شكّل جزءًا مهمًا من الهوية الدينية والثقافية لمصر.

وقال رئيس إذاعة صوت القاهرة، إن ما جرى يعكس بوضوح أن المعركة ليست مع آية عبد الرحمن كشخص، بل مع فكرة التجديد نفسها، ومع حضور المرأة المهني في المجالات التي اعتاد البعض حصرها في أطر ضيقة. ومع ذلك، يبقى البرنامج قادرًا على فرض نفسه بقيمته، محتواه، ورسالته، بينما تظل الضجة حوله مجرد موجة عابرة لا تنال من نجاحه الفعلي لدى الجمهور.

واختتم، أن دولة التلاوة نجح في إعادة تقديم جماليات الأداء القرآني بروح مصرية أصيلة، والهجوم الذي طاله لا يعدو كونه ضجيجًا بلا تأثير، بينما تبقى القيمة الحقيقية في ما يقدمه للمشاهد من راحة روحانية وفنية وفكرية تستحق الإشادة لا الهدم، إذ خرجت أصوات من شركاء الوطن ومنهم مراد مكرم يشيد بالبرنامج وبمقدمته، مؤكدًا أنه عمل رائع، وكتب إعلاميون وفنانون، ومقدمي برامج منهم الإعلامية لمياء عبد الحميد التى تقدم برنامجها بالحجاب، تؤيد وتناصر مقدمته، وهو ما يؤكد بأن ما حدث من كتائب إليكترونية كان ضجيج بلا طحن .

مشوار إعلامي طويل
 وتعد مقدمة البرنامج آية عبد الرحمن التي أثير حولها الجدل من الوجوه ذات الحضور الإعلامي المميز لخبرتها التي تمتد لسنوات، حيث بدأت رحلتها المهنية في سن 18 عامًا عبر كورسات في الإعداد والتقديم، ثم انتقلت للعمل التلفزيوني في قناة الحدث العراقية، ثم مذيعة في قناة النهار بعد اجتيازها مسابقة تقدم لها أكثر من 13 ألف متسابق وكانت واحدة من بين 6 فقط تم اختيارهم، كما عملت لمدة 5 سنوات في راديو مصر حيث أتقنت اللغة العربية والإلقاء السليم وتدربت في إذاعة الشرق الأوسط ثم صوت العرب، وعملت كمذيعة في قناة Extra News، وشاركت في تغطية منتدى شباب العالم، كما أجرت حوارات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدداً كبيراً من الوزراء.

 حصلت آية على درجة الماجستير في الإعلام التربوي من كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة بتقدير امتياز، ثم دبلومة في النقد الفني من أكاديمية الفنون عام 2016، ودبلومة في مسرح الأطفال.

دولة التلاوة
ويُقدّم البرنامج بالتعاون مع وزارة الأوقاف وبرعايتها مع «المتحدة للخدمات الإعلامية»، وتبلغ القيمة الإجمالية لجوائز البرنامج 3.5 مليون جنيه، يحصل الفائزان بالمركز الأول في فرعي الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما، إلى جانب تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما وإذاعته على قناة "مصر قرآن كريم"، فضلًا عن تشرفهما بإمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان المقبل.
 
شهد البرنامج مشاركة واسعة تخطت 14 ألف متسابق من مختلف المحافظات، انتهت باختيار 32 موهبة للمنافسة النهائية تحت إشراف لجنة علمية من وزارة الأوقاف، كما يضم البرنامج لجنة تحكيم رفيعة من علماء القراءات والمقامات، إلى جانب مشاركة ضيوف شرف من كبار القراء في العالم الإسلامي، وحقق البرنامج نجاحًا واسعًا على المنصّات الرقمية حيث اقترب إجمالي المشاهدات من 200 مليون مشاهدة مع ارتفاع عدد متابعي حسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الآلاف.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية