تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بعد التصعيد الأوكراني.. هل تدخل أوروبا في دائرة الحرب الروسية؟
source icon

سبوت

.

بعد التصعيد الأوكراني.. هل تدخل أوروبا في دائرة الحرب الروسية؟

كتب:د. نسرين مصطفى

في تطور لمسار الحرب الروسية الأوكرانية، كثّفت أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة من هجماتها داخل العمق الروسي، مستهدفة منشآت عسكرية وصناعية حساسة في مدن مثل بيلجورود، كورسك، وحتى موسكو نفسها باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة التوجيه، هذا التصعيد الميداني أثار موجة تحذيرات من موسكو والتي اعتبرت القيادة الروسية أن هذه الضربات تنفَّذ بدعم وتخطيط غربي مباشر، ما يُنذر بتوسيع ساحة المواجهة خارج الحدود الأوكرانية، لتتصاعد المخاوف الدولية من تحول هذا الصراع الإقليمي إلى مواجهة أوسع قد تطال القارة الأوروبية برمتها، فمع استمرار الدعم الغربي غير المحدود لأوكرانيا، وتصعيد الخطاب الروسي الرسمي بشأن التهديدات الأوروبية بات السؤال المطروح هل أصبحت أوروبا على حافة مواجهه عسكرية روسية؟  

تكنولوجيا الناتو 
 في ظل هذا التصعيد، تبقى أوروبا بين مطرقة الدفاع عن أوكرانيا وسندان تجنب الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع موسكو، خاصة بعد أن أكدت تقارير أن الأسلحة المستخدمة في هذه الهجمات تحمل بصمة تكنولوجيا الناتو، مما دفع روسيا لتحذير دول أوروبية من مغبة الاستمرار في دعم كييف، مشيرة إلى أن هذه الأفعال قد تعتبرها أعمالًا عدائية مباشرة في الوقت الذى تزداد المخاوف الأوروبية من جرّ الناتو إلى مواجهة مباشرة مع روسيا خاصة أن بعض الدول الأوروبية بدأت برفع درجة التأهب تحسبًا لأي رد فعل روسي قد يشمل مصالحها أو قواعدها العسكرية في شرق أوروبا.

سيناريوهات محتملة
يقول محمد وزان باحث متخصص في الدراسات السياسية والاستراتيجية، حتى اللحظة لا توجد مؤشرات عملية أو عسكرية مؤكدة على أن روسيا تعتزم توسيع دائرة الحرب المباشرة لتشمل دول أوروبا الغربية أو الوسطى، والاستراتيجية الروسية تركز على إنهاك أوكرانيا تدريجيًا، وفرض أمر واقع جغرافي وسياسي دون الدخول في مواجهة شاملة مع حلف شمال الأطلسي. 

واستطرد وزان لكن في المقابل، هناك ثلاثة سيناريوهات قد تفتح الباب أمام اتساع الحرب باتجاه أوروبا:
- الأول: قيام دول أوروبية كفرنسا أو بولندا بإرسال قوات مقاتلة علنًا إلى أوكرانيا، وهو ما اعتبره الكرملين "خطًا أحمر" يساوي إعلان حرب.
- الثاني: استهداف روسيا لمنشآت عسكرية أو لوجستية داخل أراضي دول الناتو ردًا على تسليح نوعي متقدم يصل لكييف.
- الثالث: هو تصعيد غير محسوب نتيجة خطأ في التقدير أو ضربة سيبرانية تتطور إلى مواجهة مفتوحة، وهذا احتمال قائم لكنه منخفض في ظل وجود قنوات اتصال مفتوحة بين موسكو وواشنطن تهدف تحديدًا لتفادي هذا النوع من الانفجار.

تهديد قائم
وأكد المتخصص في الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن روسيا تدرك أن مهاجمة أراضي أوروبية بشكل مباشر تعني الدخول في حرب مع الناتو، وهو ما لا يتناسب مع أهدافها الحالية ولا قدراتها اللوجستية، في ظل النزيف البشري والاقتصادي المستمر على الجبهة الأوكرانية، ومع ذلك يظل التهديد السياسي والاستراتيجي قائمًا كورقة ضغط وليس كخطة تنفيذية فورية.

حق وطني
أما عزيزة الصادى باحثة وأكاديمية في الشأن السياسي والعسكري، فتقول بداية يجب أن نعلم أن أوكرانيا فى الأساس جزء من روسيا، وهو أصل تاريخي وديني، فسكان أوكرانيا هم روس ناطقين باللغة الروسية على المذهب الأرثوذكسي، لذا تعتبر روسيا هذه الأراضي حق وطني.

الأناكوندا
أضافت الصادي، ورغم تعرض روسيا مؤخراً لضربات من أوكرانيا، إلا أنها ردت بهجوم في عملية أطلق عليها أسم "الأناكوندا" وهي عملية خنق أوروبا، وعلى الجانب الآخر قامت روسيا بعقد اتفاقيات استراتيجية لبيع النفط والغاز للصين لمدة 25 سنه قادمة رغم العقوبات، كما أوقفت تصدير بعض المواد الخام لأوروبا، لتعطل الكثير من الصناعات الأوروبية، كما سيطرت روسيا على 75% من المعادن النفيسة الأوكرانية.

فشل استخباراتي وتخطيط أمريكي
وترى الصادي أن ضرب أوكرانيا للعمق الروسي هو في الحقيقة فشل استخباراتي روسي، يشير إلى وجود خيانة من الجبهة الداخلية، خاصة أن السلطات الروسية ألقت القبض على العديد من عناصر التجسس الأوكرانية، كما أن اختيار الأهداف الأوكرانية -من وجهة نظر الصادي- تم بناء على مخطط أمريكي شبيه بما حدث في الداخل الإيراني.

تحذير بوتين
وعن احتمالية أن تطل الحرب الروسية الأوكرانية الدول الأوروبية فقالت: أن الرئيس الروسي بوتين حذر أوروبا عدة مرات من الاقتراب من الحدود الروسية تجاه أوكرانيا، في إشارة إلى أن حلف الناتو أنشأ في الأساس للقضاء على روسيا.

نظام اليد الميتة
وتؤكد الصادي، إمكانية أن تمتد الحرب إلى أوروبا، فمن المتوقع أن تبدأ بالعاصمة البريطانية ثم فرنسا ثم ألمانيا، فروسيا لديها نظام تسميه “اليد الميتة" وهو نظام يعمل على استشعار الغبار الذرى في الجو يطلق بعده قنابل نووية مدمرة دون الرجوع للرئيس، ويتم تحديثه كل 6 شهور، وقادر على ضرب كل العواصم الاوروبية.

كما أن روسيا تمتلك أكبر غواصة نووية في العالم، لذا فهي قادرة على مواجهة أوروبا والولايات المتحدة، بل تستطيع أن تحارب في الجبهة الأوكرانية وكذلك إلى جوار إيران في نفس الوقت، وترى عزيزة الصادى أن السيناريو الأقرب أن تجبر الولايات المتحدة أوكرانيا على الاستسلام لروسيا لإنهاء الحرب.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية