تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أعلنت شركة ميتا Meta عن إنشاء مختبر جديد مخصص لأبحاث الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير ما يُعرف بـالذكاء الفائق أو الذكاء الاصطناعي العام والمعروف اختصاراً AGI وهو نظام ذكي قادر على محاكاة قدرات العقل البشري بل وتجاوزها أيضًا، في خطوة تعكس حِدة السباق التكنولوجي العالمي الذي يُعيد رسم موازين القوى التقنية في العالم.
فالذكاء الاصطناعي هو ذكاء ضيق متخصص في مهمة واحدة أو مجموعة مهام محددة ضمن إطار ضيق، أما الذكاء الإصطناعي العام فهو طموح لإنتاج منظومة قادرة على التفكير والفهم وحل المشكلات بطريقة أفضل من الإنسان، وذلك في جميع المجالات وليس في مجال واحد فقط، إنه الذكاء القادر على التعلم الذاتي والتكيف واتخاذ القرارات بشكل مستقل.
وحسب موقع The Guardian فإن شركة ميتا قد أعلنت عن استثمار مبلغ 15 مليون دولار لتنفيذ الذكاء الفائق، حيث من المتوقع أنها ستقوم بشراء نسبة 49 % من شركة Scale AI الناشئة.
وقد وصف مايكل وولدريدج أستاذ الذكاء الإصطناعي بجامعة " أوكسفورد " تلك الصفقة المتوقعة بأنها أشبه بمحاولة من شركة ميتا لإستعادة زمام المبادرة بعد فشل مشروع "ميتافيرس"، وقد أدت تلك الخطوات إلى قيام الحكومات الأوروبية بالدعوة لإطلاق حملات بحثية شفافة لضمان تطوير التكنولوجيا مع الحفاظ على ثقة الجماهير.
يأتي ذلك بعد أن أجّلت شركة ميتا إطلاق نظام الذكاء الإصطناعي Behemoth بسبب مخاوف لم تُحل بشأن قدرات النموذج ومخاطره المحتملة، ويذكر الدكتور محمد محسن خبير الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، أن هذا النموذج أظهر قدرات تفوق ما كان متوقعًا، وهو ما أثار مخاوف داخلية تتعلق بعدم القدرة على السيطرة عليه أو توقع سلوكه، مُضيفًا أنه يمكن إعتبار التأجيل قرارًا مسئولًا وليس استسلامًا.
وأكد على أن ما تقوم به شركة ميتا اليوم ليس مجرد مشروع تقني بل هو محاولة لصياغة المستقبل، فالذكاء الاصطناعي العام أو "الفائق" قد يكون أعظم ما ابتكرته البشرية وأخطره في نفس الوقت، فإذا نجحت الشركة في تحقيق هذا المستوى من الذكاء فإن مستخدمي منصاتها قد يشهدون نقلة نوعية في الخدمات مثل:
• مساعدات ذكية فائقة الدقة تفهم السياق العاطفي والثقافي للمستخدم.
• تحسين آليات الأمان ومكافحة التضليل الرقمي باستخدام تحليل معمق للنوايا والسلوكيات.
• تجارب واقع افتراضي وميتافيرس أكثر تفاعلية.
• دعم لغوي وترجمي غير مسبوق، ينافس العقل البشري في الترجمة والتواصل.
•
أما السلبيات فهي:
• فقدان وظائف بسبب دمج التكنولوجيا المتقدمة فيها.
• صعوبة ضبط القرار الأخلاقي للآلة.
• احتمالية الانحراف أو الفوضى إذا تطور النظام دون رقابة.
• إمكانية استخدامه كأسلحة سيبرانية هجومية أو أنظمة مراقبة استبدادية.
لذلك فإنه إذا لم تُبَنَ هذه الأنظمة بمنهجيات حوكمة قوية، فإن قدرتها على التعلم الذاتي قد تخرج عن السيطرة، وقد حذرت جهات علمية مرموقة مثل معهد "مستقبل الحياة " – مؤسسة بحثية مقرها " بوسطن " تعمل على رصد المخاطر التي تهدد البشرية - من سيناريوهات مرعبة مثل التي رأيناها في أفلام "I, Robot" أو "Her”.
وعن مدى تأثير نجاح شركة ميتا في الوصول إلى ذكاء إصطناعي عام متكامل يقول د. محمد محسن إنه سيشكل تهديدًا استراتيجيًا لعمالقة الـ AI مثل Google Gemini و DeepMind و ChatGPT لكنه لن يُقصيهم تمامًا، فالأمر أقرب إلى سباق تسلح تكنولوجي ينجح فيه الجهات القادرة على دمج القوى التقنية بالحوكمة الأخلاقية والمرونة السوقية.
وأشار إلى أن استعانة ميتا بخبراء من Google DeepMind يعكس رغبة الأولى في تسريع سباقها نحو الذكاء العام، خاصة وأن DeepMind كانت أول من أعلن قبل سنوات عن طموحها لتطوير الذكاء الاصطناعي العام AGI.
وأضاف إنه إذا بلغ الذكاء الاصطناعي العام مرحلة التطور الذاتي، فقد يُصبح قادرًا على حماية نفسه باستخدام تقنيات غير تقليدية مثل التشفير الديناميكي أو التعلم التكيفي، لكن في المقابل إذا تم اختراقه فالنتائج ستكون كارثية، لأننا لا نتحدث عن نظام محدود المهام بل عن عقل رقمي شامل، وفي هذه الحالة فإن السيناريوهات المتطرفة التي رأيناها في أفلام I, Robot أو The Matrix قد تُصبح قريبة إلى الواقع.
تطبيقات خطيرة
أما المهندس محمد رمضان الخبير في أمن المعلومات، فيقول إن الذكاء الاصطناعي أصبح مخيفًا بشكل كبير وذلك بسبب التطور المرعب الذي أصبح عليه، فالـ AI يمتلك الآن مجموعة من التقنيات والتكنولوجيات التي تمكنه من صنع محتوى أقرب للواقعية بشكل كبير، فعلى سبيل المثال هناك نسخ من تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل Google Veo يمكن من خلالها صناعة فيديوهات لا يمكن اكتشاف تزييفها.
و أضاف أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحكمها مجموعة من القواعد و المعايير الأخلاقية التي تمنعها من عمل أي شيء يخالفها، وذلك عكس Dark Web الذي يمكن من خلاله عمل كل ما ليس له علاقة بتلك القواعد مثل اختراق المواقع و الحسابات سواء مجانًا أو بمقابل مادي، منوهًا إلى أن الذكاء الاصطناعي تطور بشكل يجعله يرفض ما يُطلب منه مثل ما حدث منذ فترة بسيطة عندما رفض أحد تطبيقات الـ AI إغلاق نفسه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية