سادت حالة من الترقب، عقب إعلان منظمة الصحة العالمية، مؤخراً، أن جدري القرود لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، على إثر تراجع ملحوظ في حالات الإصابة والوفيات في الدول المتضررة، وخاصة في قارة أفريقيا، وعلى رأسها الكونغو الديمقراطية، ورغم ذلك قرر مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، رفع حالة الطوارئ، بشأن تفشي فيروس جدري القردة، بعد توصية لجنة متابعة المرض بالمنظمة التي انعقدت الخميس الماضي.

وأكد مدير المنظمة، أن هذا القرار استند لإحصائيات انخفاض أعداد الإصابات والوفيات في الدول المتضررة، ومنها الكونغو وبوروندي وسيراليون وأوغندا، بعد تطوير سبل الرصد والعلاج، وتسليم أكثر من 3 ملايين جرعة لقاح ضد المرض ل 12 دولة، تم تطعيم مليون جرعة منها حتى الآن.

وأرجعت المنظمة رفع حالة الطوارئ رغم انخفاض الأعداد، إلى تحذير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، من أن المرض لازال يشكل "طارئة قارية"، حيث يصيب المرضى بحمى وطفح جلدي على شكل حويصلات، وأن هناك 34 ألف حالة إصابة مؤكدة في الفترة بين شهري يناير و يوليو العام الجاري، بينهم 138 وفاة.

سلالات جديدة
ويحذر الدكتور أحمد السيد، خبير السياسات الصحية، من خطورة سلالات جديدة من جدري القرود، انتشرت في وسط وشرق أفريقيا، تحمل أسماء مثل "clade I" و"clade Ib"، وهي أكثر خطورة من السلالة التي سببت الانتشار العالمي في عامي 2022 و 2023، وهو ما كان سبباً في تأكيد الصحة العالمية على استمرار اليقظة، ومواصلة الاستثمار في الموارد المالية، والشراكات لمواجهة المرض، خاصة في الدول الإفريقية الأكثر تضرراً.

مشيراً إلى وجود حالات متفرقة من جدري القرود في دول أخرى حول العالم، بما فيها أمريكا واستراليا وأوروبا، انتقلت إليها بسبب السفر والتنقل بين الدول التي بها إصابات بالمرض، وهو ما يؤكد استمرار التحديات الجديدة التي تفرضها السلالات الأكثر خطورة بأفريقيا، مما يتطلب تواصل المراقبة لاحتواء الفيروس.

الدليل الوقائي حائط صد
تطبق وزارة الصحة مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية والاستعدادية لمواجهة كافة الجوائح والأوبئة، ومنها جدري القرود، المعروف باسم إمبوكس "Mpox"، لمنع انتشاره داخل البلاد، وتستند هذه الإجراءات إلى خطة استراتيجية شاملة، تهدف إلى الحفاظ على الوضع الوبائي الآمن داخل مصر، من خلال الاستعداد للتعامل مع أي حالات محتملة، مع التشديد على أن الوضع الوبائي في مصر آمن.

وترتكز استراتيجية الصحة حسب الدليل الإشادي لقطاع الطب الوقائي على 5 محاور، وهي:

1- المراقبة والترصد الوبائي
- تنشيط الترصد: تقوم الصحة بتنشيط الترصد للمرض في جميع أنحاء البلاد، مع نشر تعريف الحالة المشتبه فيها في كل المنشآت الصحية.

- الإبلاغ الفوري: تشدد الصحة على الإبلاغ الفوري عن أي حالة مشتبه فيها، وذلك للتعامل معها بسرعة وفاعلية.

- تحديث الدليل الإرشادي: يحدث قطاع الطب الوقائي الدليل الإرشادي الخاص بتشخيص وعلاج جدري القرود بشكل دوري، ويتم توزيعه على الأطباء والقطاعات الطبية، لضمان تطبيق أحدث البروتوكولات العلاجية.

2- الحجر الصحي في منافذ دخول البلاد
- رفع درجة الاستعداد: يتم رفع درجة الاستعداد في أقسام الحجر الصحي، بجميع المطارات الجوية، والموانئ البحرية، والمعابر البرية.

- تنشيط الإجراءات الوقائية: يتم تنشيط كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بالمرض، في منافذ دخول البلاد لمنع تسرب العدوى.

3. التعامل مع الحالات المشتبه بها والمؤكدة
- العزل الفوري: فعند الاشتباه في أي حالة، يتم عزلها فورا، لضمان عدم انتقال العدوى إلى الآخرين.

- تطبيق البروتوكول العلاجي: توفر الصحة بروتوكول علاجي محدد للتعامل مع الحالات، حيث يتم تقديم الرعاية الطبية الكاملة للمرضى، وتخفيف الأعراض، ومنع المضاعفات.

- متابعة المخالطين: يتم متابعة جميع المخالطين للحالة المؤكدة أو المشتبه بها، لمدة 21 يوما، لضمان عدم ظهور أعراض عليهم، وفي حالة ظهورها تم التعامل معهم، وتطبيق البروتوكولات العلاجية، والعزل الصحي لهم.

4- التوعية ومكافحة العدوى
- التوعية العامة: تقوم وزارة الصحة بتوعية المواطنين بأعراض المرض وطرق الوقاية منه، مثل تجنب ملامسة الحيوانات التي قد تحمل الفيروس، وغسل اليدين بانتظام، واستخدام أدوات الوقاية الشخصية.

- مكافحة العدوى بالمستشفيات: يتم التشديد على الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية، وتشمل غسل الأيدي، وارتداء أدوات الوقاية الشخصية، والتنظيف والتطهير المستمر.

5- الجاهزية التشخيصية والعلاجية
- توفير الكواشف: تم توفير كواشف تشخيص المرض في المعامل المركزية، لضمان سرعة ودقة التشخيص.

- توفير الأدوية: يتم توفير الأدوية اللازمة لعلاج الحالات بالمستشفيات، بما في ذلك الأدوية التي تستخدم لعلاج الفيروسات.