أكد الدكتور تامر الحسيني، نائب رئيس هيئة الدواء المصرية، في تصريحات خاصة لموقع "سبوت"، حرص الدولة على تحصين شعبها ضد الفيروسات والأوبئة والأمراض، وسعيها بجدية نحو توطين صناعة اللقاحات في مصر، موضحا أنه بعد استيراد 80 مليون جرعة لقاح لكافة الأمراض والفيروسات بتكلفة 108 مليون دولار خلال العام الماضي، بزيادة 35% عن العام السابق، والذي شهد استيراد 50 مليون جرعة .. وافقت الدولة على نقل التكنولوجيا من 5 دول أجنبية تمتلكها، عبر  منشأة صناعية وطنية تم وضع حجر أساسها مؤخرا.

ولفت إلى أن مصر تمتلك أدوات رقابية على ملف الدواء منذ الترخيص ومرورا بالصناعة، وانتهاءا بالتداول في الأسواق، مما أهلها لأن تصبح واحدة من 18 دولة فقط بالعالم، حاصلة على أعلى مستوى في مجال الرقابة الدوائية.

وأشار الحسيني، على هامش مؤتمر وضع حجر أساس أول منشأة صناعية متكاملة لإنتاج اللقاحات في مصر، إلى أن دعم المشروعات الوطنية ضرورة حتمية لتعزيز الأمن الصحي والاقتصادي، وأن هذا الصرح الصناعي مؤشر ناجح للشراكة الحقيقية بين القطاع الحكومي، الذي يوفر الإطار التشريعي والتنظيمي والبنية التحتية الداعمة، والقطاع الخاص، الذي يمتلك الخبرة والرؤية والقدرة على التنفيذ.

ولفت الحسيني إلى أن المشروع سوف يوفر احتياجات مصر من 29 لقاحا بيولوجي أساسي، تلبي احتياجات السوق المحلية والإقليمية من طعوم شلل الأطفال، والالتهاب الكبدي، والحصبة والحاصلة الالمانية، والسعار، والورم الحليمي، وغيرها من الطعوم الإجبارية والاختيارية.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تتزامن مع حصول مصر ممثلة في هيئة الدواء المصرية، على النضج الثالث من تنظيم اللقاحات والأدوية وفق تقييم منظمة الصحة العالمية، لتصبح مصر أول دولة إفريقية تحقق هذا المستوى المتقدم، مما يعزز مكانة هيئة الدواء المصرية كجهة تنظيمية مرجعية إقليميا ودوليا، ويدعم جهود الدولة في تحقيق التكامل الصحي، والتنظيمي مع مختلف دول العالم.

يأتي ذلك في ظل توجهات الدولة نحو توطين صناعة المستحضرات الدوائية، وتعزيز قدرات الشركات الوطنية على التصنيع المحلي، وخفض فاتورة الاستيراد، من خلال إحلال منتجات محلية عالية الجودة محل المستورد، وجذب استثمارات جديدة في مجالات التكنولوجيا الدوائية المتقدمة.

وأكد نائب رئيس هيئة الدواء، على جاهزية مصر لتصنيع اللقاحات وفق أعلى المعايير العالمية، والعمل مع الدول الإفريقية للارتقاء بمنظوماتها الصحية.