تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بعد استغلال الست والعندليب.. "الهولوجرام" خداع بصري غير قانوني
source icon

سبوت

.

بعد استغلال الست والعندليب.. "الهولوجرام" خداع بصري غير قانوني

كتب:سيد محمود



تقنية "الهولوجرام" إحدى أكثر الابتكارات إثارة وإبهارًا، حيث تتيح عرض صور ثلاثية الأبعاد تطفو في الهواء، وقد بدأت هذه التقنية تفرض نفسها في مصر والعالم العربي لتعيد تجسيد عمالقة الطرب على المسارح والمهرجانات، ففي عام 2019، شهدت دار الأوبرا المصرية عرضًا بارزًا أعادت فيه تقنية الهولوجرام "كوكب الشرق" أم كلثوم إلى جمهورها، مصحوبة بأوركسترا حية.

وقد أثارت تلك الخاصية المبتكرة جدلًا واسعًا، وبخاصة عندما تم عرض حفلات للعندليب عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام في مهرجان "موازين" بالمغرب.

المنظمون أكدوا حصولهم على التصاريح من الوكالة المالكة للحقوق، بينما نفت الشركة المالكة للحقوق، ليبدأ نزاع لازال قائمًا، حيث أكد نجل شقيق العندليب، محمد شبانة، أنه لجأ إلى القضاء ولن يسمح باستغلال شخصية عمه في أي تجسيد دون الرجوع إلى الأسرة.


الحقوق لأهلها
في مصر، أشار نقيب المهن السينمائية، المخرج مسعد فوده، إلى وجود اتجاهات قانونية متعددة بشأن استخدام صور الفنانين الراحلين، أحدها يعطي الحق لورثتهم، وآخر للمنتجين، وثالث يتأثر بتطور الذكاء الاصطناعي، وأكد أن ما حدث مع أم كلثوم وعبد الحليم يخضع لهذا الإطار القانوني المركب، مما يفرض على المشرّع التدخل.

وأشار فوده إلى أن ما حدث من تطور تقني، وبخاصة مع تقنية الذكاء الاصطناعي، يؤكد أننا قد نكتشف أفلامًا بها مشاهد مركبة لشخصيات من أمثال عبد الحليم حافظ، أم كلثوم، محمد فوزي، وليلى مراد، ومن ثم نفكر حاليًا، نحن رؤساء النقابات، في دراسة قانونية لاستغلال مبدعينا وفنانينا في مثل تلك التقنيات، ومنها "الهولوجرام".

وأضاف: شاهدت خلال الأشهر الماضية تركيبًا وخدعًا بالذكاء الاصطناعي لكبار الفنانين والمبدعين وحتى السياسيين، فيها ما هو حسن وإيجابي، وما هو مهين وسلبي، ولذلك وجب علينا أن نضع حدًّا لمثل هذه التجاوزات، لأن القوانين السابقة لم تكن تتنبأ بهذه التجاوزات التي يفرضها التطور المتسارع لوسائل التكنولوجيا.

موافقات قانونية 
من جهته، أكد الشاعر فوزي إبراهيم، أمين جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية، أن استخدام صورة أو صوت فنان راحل بتقنية الهولوجرام يتطلب الحصول على موافقات قانونية واضحة. 
وأوضح أن حقوق الصورة تعود للورثة، بينما تندرج التسجيلات الصوتية تحت ما يسمى بالحقوق المجاورة، وهي حقوق المنتج، كما تخضع الكلمات والألحان لحقوق المؤلف والملحن، ولا يجوز استخدامها دون إذن رسمي.

ويشيرفوزي، إلى تعدد الحقوق فيقول:" هناك أيضاً إلى جانب العناصر القانونية، الأبعاد الأخلاقية التي تتعلق باحترام صورة وكرامة الفنان، ففي حال تقديم صورة كاريكاتورية أو غير لائقة، يحق للورثة الاعتراض والمطالبة بتعويض.

وتخضع هذه المسائل لقانون حماية الملكية الفكرية المصري رقم 82 لسنة 2002، الذي ينص على حماية الحقوق الأدبية والمالية للمؤلف، والحقوق المجاورة للمنتج، بالإضافة إلى حقوق الورثة في الصورة والاسم والهيئة.

تجسيد شخصية بحجم أم كلثوم عبر الهولوجرام ليس مجرد تجربة بصرية، بل هو فعل قانوني وأخلاقي يتطلب احترام الحقوق كافة، ويُنتظر أن يسهم هذا الواقع الجديد في دفع المشرعين نحو وضع أطر قانونية دقيقة تنظم استخدام هذه التقنية في المستقبل.

نشأة وتطور
تعود جذور تقنية "الهولوجرام" إلى منتصف القرن العشرين، وهي تقنية تصوير تُستخدم لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد، تقوم الفكرة الأساسية على استخدام أشعة الليزر لتسجيل التداخل بين شعاعين من الضوء؛ أحدهما ينعكس على الجسم المُراد تصويره، والآخر يُستخدم كمرجع، ومن خلال هذا التداخل، يتم تخزين المعلومات البصرية الدقيقة عن الشكل والعمق والزوايا، مما يسمح بإعادة بناء صورة ثلاثية الأبعاد للجسم عند إضاءة الهولوغرام مجددًا.

وقد بدأت كفكرة في عام 1947، عندما قام العالم الفيزيائي المجري دينيس غابور بتطوير مبدأ التصوير الهولوجرافي أثناء عمله على تحسين دقة المجاهر الإلكترونية، وبعد أكثر من 20 عامًا، جاء التقدم الحاسم باختراع الليزر، حيث قام كل من العالمين إيميت ليث ويوريس أوباتنيكس في جامعة ميشيغان باستخدام الليزر لأول مرة في التصوير الهولوجرافي، ليُحدثا نقلة نوعية في هذا المجال، حيث استطاعا تسجيل أول هولوجرام ثلاثي الأبعاد حقيقي.

ومنذ ذلك التاريخ، والمحاولات مستمرة لتقديم أشكال وشخصيات بتلك الخدع على مسارح العالم، ثم عرفتها مصر بعد أن سعت قناة "إم بي سي" لتقديم حفل عن أم كلثوم بمحكى القلعة في منتصف التسعينات، أعقبه حفل آخر بدار الأوبرا كانت بطلته سيدة الغناء العربي أم كلثوم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية