المتهم الأول 
وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد عوض، استشاري المخ والأعصاب، إن إصابة الفنان محمد صبحي تجعلنا نبرز الفيروسات التي يمكن أن تتسبب أعراضًا مشابهة، من أجل توخي الحذر، لافتًا إلى أنه من هذه الفيروسات الهربس البسيط فهو المتهم الأول عندما يتبين وجود التهابات حادة في المخ، لاسيما أنه الأكثر انتشارًا والأكثر خطورة أيضا، لأنه يصيب البالغين ويؤثر على الجهاز العصبي ويستقر في الفص الصدغي، وهو الجزء المسئول عن الذاكرة لذا عند فقدان الوعي المريض لا يتذكر ما الذي كان يحدث قبل حالة الأغماء.

ومن أبرز أعراض هذا الفيروس ارتفاع في درجة الحرارة ويكون هذا الارتفاع مفاجئ، مع صداع شديد، ويشعر المرض ببعض الاضطرابات في الوعي، يصاحبه تشنجات أو نوبات تشبه "الصرع" مع فقدان للذاكرة خصوصًا قبل الأغماء، ويتم تشخيصه بعمل رنين مغناطيسي، مع تحليل عينة من السائل الشوكي لفحص الفيروس بالـPCR ، مع فحص كهرباء المخ إذا ظهرت نوبات.

والمريض يتم علاجه في المستشفى تحت رعاية طبية مشددة بإعطائه مضاد فيروسي قوي بالوريد، دون انتظار نتائج التحاليل، لأن كل ساعة تأخير قد تترك أثرًا دائمًا على خلايا الدماغ.

عائلة الهربس
ومن عائلة الهربس يوجد السيتوميجالوفيروس وأوضح د. عوض أنه من الممكن أن يعيش داخل الجسم لفترات طويلة بدون أي أعراض ويظهر مع ضعف المناعة، لذا فمن الفئات الأكثر عرضه للإصابة به كبار السن وحديثي الولادة لأن مناعتهم تكون ضعيف، وكذلك مرضى السرطان، وهو فيروس يهاجم الجهاز العصبي والمخ مسببًا صداع مستمر وارتفاع في درجة حرارة الجسم، ونوبات التشنج.

 وفي بعض الحالات يسبب التهاب شبكية العين خصوصًا لمرضى نقص المناعة، وهو فيروس منتشر، وخطورته تكمن في إن أغلب المصابين به يتعرضون له في سن صغيرة دون أن يشعرون، لكنه نادرًا ما يسبب التهابًا في المخ.

فيروس غرب النيل
وهناك فيروس آخر يصيب المخ وهو يسمى فيروس غرب النيل وتحدث عنه د. عوض قائلاً إنه ينتقل عن طريق لدغة بعوضة مصابة بنفس الفيروس، ويصيب هذا الفيروس المخ أيضا، ويسبب التهاب عصبي قد يتطور بشكل سريع، وأعراضه تشمل الحمى، وشعور بالإرهاق الشديد والدوار والصداع الشديد، واضطراب في التركيز، وفقدان وعي أو انخفاض في الضغط مسببًا هبوط في الدورة الدموية بشكل مفاجئ، مؤكداً أنه يتم اكتشافه بإجراء فحص الأجسام المضادة في الدم أو السائل الشوكي، ولا يوجد علاج مباشر للفيروس نفسه.

الحزام الناري يصيب المخ
وفي السياق ذاته، تحدث الدكتور محمد القاضي، استشاري المخ والأعصاب، أن مرض الحزام الناري من الفيروسات التي تصيب المخ، فقد يعتقد البعض أنه فيروس يصيب الجلد وهذا خطأ، فهو قد يعيش داخل الأعصاب لسنوات دون نشاط، ولكنه قد ينشط في أي وقت ويسبب التهابًا يصل أحيانًا إلى الدماغ.

ومن أعراض الحزام الناري الصداع والقيء، والحرارة المرتفعة، وتشوش وفقدان في الوعي، وأحيانًا يظهر طفح جلدي قبل أو بعد الأعراض العصبية، ويشخص بإجراء تحليل الـ PCR، ويعالج بمضادات فيروسية قوية شبيهة بعلاج الهربس، في بعض الحالات يستخدم الكورتيزون في العلاج.

اكتشاف أسباب الإغماء
ويقول د. القاضي إن حالات الإغماء لها العديد من الأسباب فعند وصول أي مريض للمستشفى يعاني من فقدان الوعي، يبدأ الفريق الطبي بفحص السبب الرئيسي وراء هذه الحالة، فيتم عمل أشعة على المخ لاستبعاد وجود أي جلطة أو نزيف، ويتم تحليل السائل الشوكي لتحديد نوع الفيروس، ومن ثم خضوع المريض للعلاج المناسب، مع وجوده تحت الرعاية الطبية الدقيقة لمنع التدهور المفاجئ.

وأوصى استشاري المخ والأعصاب بضرورة التوجه على الفور للمستشفى بالمريض في حالة تعرضه للإغماء، فسرعة العلاج عنصر هام في القضاء على هذه الفيروسات.