تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لقد توقف الارتباط بين العادات الغذائية وخطر الإصابة بالعديد من الأمراض عن كونه مجرد شك، بل أصبح يقينًا إحصائيًا، مدعومًا بأبحاث دقيقة.
الأنظمة الغذائية غير الصحية: طريقٌ إلى تعدد الأمراض
على مدى 15 عامًا، قام فريق من الباحثين بمتابعة ما يقرب من 2500 من كبار السن في السويد، بهدف فهم كيفية تأثير الأنماط الغذائية على الصحة مع تقدمنا في السن.
وتكشف الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Aging ، أن أولئك الذين اختاروا اتباع أنظمة غذائية غير صحية - غنية باللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية - أصيبوا بأمراض مزمنة وتدهور إدراكي بمعدل أسرع بكثير من أولئك الذين اختاروا أنماط الأكل الصحية، مثل النظام الغذائي المتوسطي أو النظام الغذائي MIND.
لم يُعطَ هؤلاء المشاركون تعليمات بشأن ما يجب عليهم تناوله؛ بل قُيِّمت عاداتهم الغذائية الفعلية ببساطة من خلال استبيانات دورية. أوضحت النتائج أن الخيارات الغذائية السيئة لا تؤثر على عضو واحد فحسب، بل ترتبط أيضًا بتراكم متزامن لعدة أمراض، وهي ظاهرة تُعرف باسم تعدد الأمراض.
نماذج النظام الغذائي التي حللها العلم
لتصنيف الأنماط الغذائية المختلفة، استخدم العلماء العديد من الأدوات المرجعية.
ويشجع النظام الغذائي المتوسطي، التقليدي في جنوب أوروبا، على تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والأسماك وزيت الزيتون، ويحد بشكل كبير من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة شديدة المعالجة.
من جانبه، يجمع نظام MIND الغذائي، الذي تم إنشاؤه لحماية الدماغ، أفضل ما في النظام الغذائي المتوسطي ونظام DASH الغذائي ، مع التركيز بشكل خاص على الخضروات الورقية الخضراء، والفواكه الحمراء، وتجنب الأطعمة المقلية، والزبدة، والحلويات.
إن مؤشر الأكل الصحي البديل (AHEI)، الذي يروج له باحثون من جامعة هارفارد، يكافئ التكرار الذي يتم به استهلاك الأطعمة الطازجة ويعاقب استهلاك اللحوم الحمراء والدهون المتحولة.
تم أيضًا استخدام مؤشر الالتهاب الغذائي التجريبي (EDII)، والذي يصنف الأنماط التي تعزز الالتهاب، وخاصة تلك التي تستهدف الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم المصنعة والمشروبات الغازية.
أظهرت البيانات المُحصّلة أثناء المتابعة فرقًا كبيرًا بين مجموعتي النظام الغذائي الصحي وغير الصحي. فقد انخفض متوسط عدد الأمراض المزمنة لدى من حصلوا على درجات أعلى في النماذج المُوصى بها بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات في نهاية فترة المراقبة، مقارنةً بمن تناولوا كميات أكبر من الأطعمة المُصنّعة واللحوم الحمراء. وكانت هذه الفائدة أكثر وضوحًا لدى النساء والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 78 عامًا فأكثر.
علاوة على ذلك، كانت العلاقة بين النظام الغذائي والصحة بالغة الأهمية فيما يتعلق بأمراض القلب والخرف ، من بين أمراض أخرى. في المقابل، كان تأثير النظام الغذائي على اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي - مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام - أقل بكثير.
وفقا للخبراء، الأطعمة المرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالخرف هي:
اللحوم الحمراء:
ترتبط بارتفاع خطر التدهور الإدراكي في الدراسات طويلة الأمد.
النقانق واللحوم الباردة:
الاستهلاك المتكرر لها يرتبط بتطور الأمراض العصبية التنكسية.
الأطعمة فائقة المعالجة:
غنية بالمواد المضافة، وهي مرتبطة بزيادة معدلات الإصابة بالأمراض المتعددة والخرف.
المشروبات السكرية:
الاستهلاك المفرط لها يؤثر سلبا على صحة الدماغ.
الحلويات الصناعية:
تحتوي على السكريات والدهون المتحولة، والتي تشكل عوامل خطر تؤدي إلى التدهور الإدراكي.
الأطعمة المقلية:
يمكن لمحتواها العالي من الدهون غير الصحية أن يعزز العمليات الالتهابية المرتبطة بالخرف.
الوجبات السريعة:
شائعة بسبب راحتها، ولكنها خطيرة بسبب ملفها الغذائي غير المناسب في سياق الصحة العقلية والعصبية.
ارتفاع الطلب على الأطعمة فائقة المعالجة ومخاطرها
يُثير تزايد انتشار الأطعمة فائقة المعالجة قلق المجتمع العلمي. ووفقًا لبيانات حديثة نشرتها صحيفة ديلي ميل ، تُمثل هذه المنتجات أكثر من نصف متوسط النظام الغذائي في المملكة المتحدة وحدها، وترتبط بحوالي 18,000 حالة وفاة مبكرة سنويًا بسبب أمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
ويعزز هذا الوضع الحاجة إلى فهم وتعديل عادات الأكل لمعالجة ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المتعددة والخرف، وهي الأمراض التي سيستمر معدل انتشارها في النمو على مستوى العالم في العقود المقبلة.
يؤكد مؤلفو الدراسة أن النظام الغذائي يمكن أن يكون أداة فعّالة لتأخير الشيخوخة المرضية وتحسين جودة الحياة. فمن خلال المساعدة في إبطاء الالتهابات المزمنة المرتبطة بالعمر، يوفر النظام الغذائي المتوازن حماية من مختلف الأمراض.
في المستقبل، يؤكد الباحثون أهمية تصميم توصيات مُخصصة لكل فئة من كبار السن بناءً على متغيرات مثل العمر والجنس والظروف الاجتماعية أو الصحية. وبالتالي، قد يصبح السؤال اليومي عن "ما نأكله" أحد أهم القرارات لحياة أطول وأفضل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية