مساحة من الأمل في مستقبل مشرق يفتحها مهرجان الجونة للعديد من كتاب السيناريو في مصر، بالتعاون مع مؤسسة ساويرس للتنمية وورشة "سرد" التي أسستها السيناريست مريم نعوم، فقد أطلقوا معًا برنامج التطوير المهني "مختبر ساويرس للسيناريو"، الذي يهدف إلى دعم مشاريع السيناريو الفائزة أو المرشحة رسميًا لجائزة ساويرس الثقافية في فئة أفضل سيناريو سينمائي.

يستهدف البرنامج كتاب السيناريو الذين فازت نصوصهم أو وصلت إلى القائمة القصيرة المعلنة رسميًا لجائزة ساويرس الثقافية في الفترة ما بين عامي 2015 - 2024، ولم تحظ بفرصة التنفيذ أو الإنتاج السينمائي. واشترط على الكاتب التقديم بنفس النص أو نسخة منه قام بتطويرها.

البرنامج يسعى إلى صقل تلك المواهب من خلال ورش متخصصة في تقنيات كتابة السيناريو، وتمكينهم من تطوير نصوصهم، وتدريبهم على كيفية تقديم مشاريعهم لجهات إنتاج محلية ودولية. كما يتيح لهم فرصًا للتواصل المباشر مع صنّاع السينما من خلال منصات مهرجان الجونة السينمائي، ناقشنا هذا المشروع مع القائمين عليه وبعض نقاد السينما المصريين.

نافذة جديدة لشباب المبدعين
في البداية، تقول السيناريست مريم نعوم، رئيس مؤسسة "سرد" للسيناريو وملتقى "سيني جونة" :هذا المختبر سيكون بمثابة نافذة جديدة يمكن لكتاب السيناريو الذين لفتوا الأنظار بأعمالهم ضمن جائزة ساويرس الثقافية، ولم تتح لهم الفرصة لرؤية أعمالهم على الشاشة، أن يطلوا منها، من خلال هذا المشروع، نطمح إلى تهيئة بيئة إبداعية ومهنية تمكّنهم من تطوير نصوصهم والتفاعل مع صناع السينما في مصر والمنطقة العربية، على أمل أن تكون هذه المبادرة دافعًا لمزيد من النصوص الجيدة نحو التنفيذ الفعلي وتحويلها إلى مشروعات سينمائية ناجحة".

الأدب والسينما يشكلان الوعي الجمعي
من جانبها، تقول ليلى حسني، المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس، نؤمن جميعًا بضرورة تعزيز الجسور بين الأدب والسينما، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في تشكيل الوعي الجمعي وتوسيع آفاق التعبير الإبداعي، من خلال هذه الشراكات، نقدم فرصًا حقيقية للمبدعين، ونمكنهم من إيصال أصواتهم إلى جمهور أوسع محليًا وإقليميًا، والمساهمة في صناعة ثقافية وفنية أكثر حيوية وتأثيرًا، ودفعهم لتحويل نصوصهم إلى أعمال سينمائية مؤثرة تثري المشهد الثقافي والفني في مصر والمنطقة.

لعلهم ينجحون
أما الكاتب والسيناريست سمير الجمل، فيقول، نأمل أن يحقق المشروع هدفه، ويتم منح كل موهوب حقيقي فرصة حقيقية لظهور أعماله للنور، قطاع كتاب السيناريو يعاني منذ زمن من الإهمال، المتمثل في التخلي عن كبار الكتاب الذين أبدعوا أعمالًا خالدة، على عكس الدول الكبرى في مجال الإنتاج الفني والسينمائي، التي تمجّد الكتاب وتزداد ثقتها بهم كلما تقدموا في العمر.
ناهيك عن المعاناة الأكبر لأي موهوب، وهي الشللية المتأصلة منذ سنوات، التي ترفض التعامل مع أي شخص خارج إطارها المحدد، مما يدفع الموهوبين إلى البحث عن منافذ أخرى لعرض أعمالهم، نأمل أن تكون هذه التجربة حقيقية في دعمها لكل موهبة صادقة، لعلنا ندفع بمجتمعنا إلى الأفضل، وبشاشتنا إلى مستوى أرقى.