تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بسبب موجات الحرارة.. "القاتل الصامت" يهدد أوروبا
source icon

سبوت

.

بسبب موجات الحرارة.. "القاتل الصامت" يهدد أوروبا 

كتب:سعاد طنطاوي 

حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة العالم من كارثة كونية جديدة بسبب موجات الحرارة الشديدة التي اجتاحت أجزاء من أوروبا مما جعلها تؤكد أن "القادم أسوأ".

 تشير التقارير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن هناك موجات شديدة الحرارة تتأثر بها أوروبا، هذه الارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة سجلت هذا العام أرقاماً قياسية وصلت إلى 46 درجة مئوية في إسبانيا والبرتغال، أما ألمانيا وفرنسا فتجاوزت 40 درجة مئوية. 

وتعتبر هذه أسوأ موجة حارة تشهدها القارة الأوروبية، وقد بدأت منذ شهر يونيو الماضي واستمرت حتى الأيام والأسابيع الأولى من يوليو الجار
ي. 

القاتل الصامت 
تشير الدكتورة إيمان شاكر مدير مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إلى أن هذه الموجة الحارة سميت بـ "القاتل الصامت" لأنها قد تسبب وفيات لا تُسجل دائمًا بشكل مباشر في العديد من الدول، مثال على ذلك، سجلت فرنسا حالتين وفاة، وإسبانيا حالة، وإيطاليا حالة لسيدة في الخمسين من العمر. 
 
موجات أسوأ
ومع ارتفاع درجات الحرارة هذا العام أفادت التقارير أن شهر يونيو الماضي سجل أعلى معدل في درجات الحرارة بعد يونيو 2023، ومن المتوقع خلال الأيام القادمة مع استمرار زيادة التغيرات المناخية، وزيادة الملوثات أن تكون هناك موجات حارة أسوأ من ذلك. 

الإنذار المبكر 
وتضيف د. إيمان شاكر، إن تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يشير إلى التأقلم مع الموجات الحارة، حيث يكون هذا التأقلم من خلال أجهزة الإنذار المبكر، ومبادرة الإنذار المبكر التي تم إطلاقها في 2022، تحت اسم “الإنذار للجميع"، والتي تهدف إلى تطبيق أنظمة الإنذار المبكر في جميع الدول، بحيث يتم إصدار إنذارات تحذيرية لكافة المواطنين في الدول المختلفة تجنباً لحالات الطقس المتطرفة، سواء كانت موجات حارة، باردة، سيول، فيضانات، أو ما شابه ذلك. 

توقف للأنشطة
ونتيجة لهذه الحرارة الشديدة عطلت فرنسا الدراسة في 1900 مدرسة، كما أغلق برج إيفل أمام السائحين خوفاً من تعرضهم لضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، كما عطلت إيطاليا بعض المزارات السياحية، وتم تخفيف بعض الأعمال في الفترة من 12ظ-5 م كإجراء وقائي متبع في العديد من الدول أيضاً. 

حرائق ووفيات وثاني أكسيد الكربون 
هذه الموجة الحارة أشعلت حرائق الغابات التي تشهدها اليونان وتركيا وبعض المناطق من إيطاليا، مما تسببت في خسائر مادية فادحة بسبب الحرائق، وهو ما يزيد الملوثات بسبب انطلاق ثاني أكسيد الكربون. 

القبة الحرارية 
وترجع د. إيمان السبب العلمي لهذه الموجة الحارة  إلى وجود مرتفعات جوية  تؤثر على مناطق  شمال أفريقيا، ويمتد تأثيرها الي القارة الأوروبية، حيث يعني المرتفع الجوي وجود هواء هابط من طبقات الجو العليا  يعمل على حبس درجات الحرارة في الطبقات القريبة من سطح  الأرض، وتؤدي إلى الموجات الحارة  والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وهو ما يعرف علمياً  باسم "القبة الحرارية"، وهو مصطلح علمي أطلق على هذه الظاهرة الجوية نتيجة تكون ما يشبه الصوبة الزجاجية التي تعمل كغطاء  للغلاف الجوي تمنع ارتداد درجة الحرارة مع دخول أشعة الشمس  التي امتصتها اليابسة والبحار المحيطات إلى خارج الغلاف الجوي مرة أخرى، فيعمل ذلك على تسخين  طبقات الجو القريبة من سطح الأرض،  وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة. 

مخاطر صحية وزراعية 
وارتفاع درجات الحرارة له العديد من المخاطر منها المخاطر الصحية وأهمها "الإجهاد الحراري" الذي قد يؤدي إلى حالات الوفاة التي شهدتها الكثير من الدول. 
كما يؤثر سلباً على قطاع الزراعة وبشكل كبير جداً على إنتاجية المحاصيل، لأن المحاصيل التي يتم زراعتها في شهري يونيو ويوليو متأقلمة على درجات حرارة معينة، وأن زيادة هذه الدرجات بقيم كبيرة ولفترات طويلة يؤثر سلباً على إنتاجيتها. 

إجراءات وقائية 
وعن كيفية التعامل مع الموجات الحارة في مصر تشير د. إيمان، إلى أن هناك تنسيق مع كافة الجهات المعنية في الدولة بحيث تتعامل كل وزارة وفقاً لاختصاصاتها فمثلاً: 
- وزارة الزراعة ترشد المزارعين لكيفية التعامل مع النبات. 
- وزارة الصحة توعي المواطنين. 
- الارصاد الجوية تحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس. 
وتنصح د. إيمان، بارتداء غطاء للرأس للتخفيف من شدة الحرارة، وضرورة تهوية المنازل معظم فترات اليوم لتجديد الهواء. 
وتوضح أيضاً انه يمكن استخدام رشاشات المياه في الشوارع لتهدئة الحرار ة.  

البحر المتوسط ومنخفضات جوية 
وتشير د. إيمان إلى أنه لم ترتفع فقط درجات الحرارة في اليابسة، لكن حدث ارتفاع أيضاً في درجة حرارة مسطح البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة أنه مؤشر خطير جداً، حيث سجلت درجة حرارة مياه البحر المتوسط هذا العام 26.3 درجة مئوية، وهي أعلى من المعدل بـ 3 درجات، بل ويعد رقماً قياسياً تم تسجيله لأول مرة هذا العام. 

موضحة أنه منذ 5 سنوات وهناك ارقام قياسية، وارتفاع ملحوظ في حرارة سطح البحر المتوسط، وهذا يؤدي إلى العديد من المشكلات التي قد تظهر مع قدوم فصل الخريف، حيث سيكون مؤشر خطير لتكون المنخفضات العميقة  التي تسمى "ميديكين"، التي تتكون في البحر وهو ما يعني أنه من المحتمل  أن تتعرض الدول المطلة على المتوسط لأمطار غزيرة أو فيضانات نتيجة ارتفاع  درجات حرارة  المياه، مثال ذلك حالة درنا في ليبيا عام 2023، ولذلك يجب على هذه الدول الحذر واتباع المنخفضات الجوية وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية