تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : برؤية مصرية.. ملايين وتعاون دولي لإعادة " كتشنر" إلى الحياة
source icon

سبوت

.

برؤية مصرية.. ملايين وتعاون دولي لإعادة " كتشنر" إلى الحياة

كتب: سعاد طنطاوي 

أطول مصرف زراعي في مصر، يمر خلال ثلاث محافظات، اكتسب شهرة عالمية ليس فقط لطوله وروافده، بل لشدة تلوثه.. بالتأكيد.. فالملوثات تفوق الحد المسموح به، وتشكل خطرًا على صحة ما يزيد عن 5 ملايين مواطن، مما استدعى قيام الدولة بالاستعانة بالخبرات الدولية لمحاولة إنقاذه من التلوث، وتحسين حالته.

سر التسمية

مصرف الغربية الرئيسي في منطقة الدلتا، أو ما يطلق عليه مصرف "كتشنر" ترجع تسمية بالأساس للورد البريطاني "هوراشيو هربرت كيتشنر" عندما أمر قوات الاحتلال البريطانية عام 1893 بحفره ليغذي الأراضي الزراعية في وسط الدلتا، والتي تبلغ نحو 460 ألف فدان وقتها.

إلا أنه بعد قرن ونصف من الزمان تسببت الكثــافة السكانية المتنـامية، والزحف العمراني، والتنمية الصناعية في زيادة تلوثه، والتي تخطت الحـدود المسموح بيئياً، بسبب عدم وجود خدمات للصرف الصحي في المناطق التي يمر بها.

تلوث غير محدود

 ويشق كتشنر طريقه بطول 69 كيلومتراً، حيث يخدم مساحة زراعية وصلت إلى حوالي 588 ألف فداناً، عبر 182 قرية خلال 3 محافظات منها 118 بالغربية، 29 بالدقهلية، و35 بكفرالشيخ، جميعهم يستخدموه في ري أراضيهم، وصيد الأسماك منه رغم تلوثه. 

ويعتبر كتشنر أكثر المصارف تلوثًا في مصر، بعد تجرده من وظيفته الأساسية كمصرف زراعي يستخدم في التخلص من مياه الري الزائدة عن حاجة النباتات، ليستخدم بدلاً عن ذلك في تصريف مياه الصرف الصحي المنزلية، ومياه الصرف الصناعي المعالجة وغير المعالجة، بالإضافة إلى النفايات البلدية (القمامة وغيرها) المنتشرة على طول ضفاف المصرف الرئيسي وفروعه.

 فتأزمت المشكلة وأصبح سبباً في العديد من المشكلات البيئية، الصحية، والزراعية الكبرى كما ألحق ضررًا بالغًا باقتصاد المنطقة. 

مشروع التأهيل

وكان الحل لإعادة تأهيل ورفع كفاءة المصرف وفقً لـ اسكانيو كاراتشولو ميليسانو ممثل بنك الاستثمار الأوروبي بإصدار قرار رقم 84 لسنة 2019، بتمويل من "البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية" بقيمة 148.350 مليون يورو، للتخلص من النفايات الصلبة، و213 مليون يورو لشبكة الصرف الصحي، بالإضافة إلى منحة لا ترد بقيمة 45 مليون يورو.

وتساهم الحكومة المصرية في تمويل المشروع بقيمة 38.8 مليون يورو، وتكون مدة المشروع 5 تنتهي في 2026.

حلول متكاملة 

وتقول نبال الزغيبي مسئول العلاقات الخارجية بالبنك الأوروبي يعد كيتشنر المشروع الأول من نوعه الذي يدعم النهج الشامل لمشاريع إزالة التلوث بحلول متكاملة، بما يعني إدارة النفايات الصلبة، مياه الصرف الصحي، إدارة الحمأة، وتحسين الصرف الصحي.

كما سيوفر المشروع تغطية الصرف الصحي للقرى الواقعة على المصرف، ومعالجة 71 ألف متر مكعب يوميًا من مياه الصرف الصحي، كما سيعيد تأهيل 24 محطة معالجة قائمة بالفعل، ويوفر مرافق تستوعب 4800 طن نفايات صلبة يوميًا.

استخدامات خطيرة

ويؤكد عبد الرحيم النجاتي من أهالي محافظة كفر الشيخ، أن أكثر ما يزيد من تلوث كيتشنر هو التخلص من مياه الصرف الصناعي فيه، حيث تصب 4 مصانع مخلفاتها فيه، بالإضافة إلى الوحدات الصنـاعية الصغيــرة مثل مدابغ الجلود، مصانع المنسوجات والكرتون، والمشكلة أن المصرف يستخدم لبعض الاستخدامات المنزلية، بالإضافة للري مما يؤدي لتدهور خصوبة الأراضي. 

تعاون مؤسسات الدولة

وتقوم وزارة الإسكان حالياً بإنشاء 3 محطات جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتوسعات لمحطتين وتأهيل ٣ محطات قائمة بالفعل.

 أما وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع وزارة البيئة فتعمل على إنشاء منظومة متكاملة لجمع وتدوير المخلفات الصلبة، وإنشاء مدافن صحية لها، وتختص وزارة الموارد المائية والري بحسب الدكتورة ريهام محمد القرشي مدير مشروع كتشنر في وزارة الموارد المائية والري؛ بإعادة تأهيل المصرف وفروعه، توفير نظام لمراقبة نوعية وتصرف المياه.

كما تم طرح عملية إنشاء محطتي الحامول وسمتاي بمحافظتي الغربية، وكفر الشيخ ضمن مكون إعادة تأهيل المصرف، حيث تقوم محطة الحامول برفع المياه من المصرف لتغذية بحر تيرة، وتقوم محطة سمتاى بتغذية المصرف من مصرف سمتاي، ويتم إحلال كلا المحطتين نظرًا لتقادمهما حيث تم إنشاء محطتي الحامول وسمتاى في عامي ١٩٦٢ و١٩٧٨ على التوالي.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية