تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في عصر السرعة والابتكار، تسللت التكنولوجيا إلى تفاصيل حياتنا اليومية، ومنها مطابخنا، لتقدم لنا أجهزة ذكية تسهل الطهي وتوفر الوقت، إلا أن هذه الوسائل لم تسلم من سيل الشائعات والمخاوف، لا سيما ما يتعلق بتأثيرها على الصحة العامة، وتحديدا خطر الإصابة بالسرطان.
يبرز جهازا "الميكروويف" و"الأير فراير" كأبرز المتهمين في هذا السياق، وسط حالة من القلق الشعبي والتشويش المعلوماتي.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على الحقائق العلمية والطبية المرتبطة باستخدام الميكروويف والأير فراير، ونفند الادعاءات المتداولة، من خلال آراء متخصصين في الطب والفيزياء، بهدف الوصول إلى فهم واع ومستنير لهذه الأدوات التي باتت جزءًا من حياة الكثيرين.
مخاوف مشروعة أم مبالغات
يؤكد الدكتور محمد ممدوح، استشاري الباطنة والكلى، أن جهاز "الأير فراير" – رغم كونه وسيلة حديثة وأقل ضرراً من القلي التقليدي – أثار جدلاً واسعاً بسبب الحديث عن مادة "الأكريلاميد" وعلاقتها بالسرطان.
يوضح أن الأكريلاميد هي مادة كيميائية قد تتكون عند طهي الأطعمة الغنية بالنشويات –مثل البطاطس– في درجات حرارة عالية، خاصة عند تحول لونها إلى البني الداكن أو الاحتراق، لكنها لا تتكوّن فقط في الأير فراير، بل تظهر أيضاً في القلي العميق، أو الطهي في الفرن، وحتى أثناء التحميص.
ويشير إلى أن القلق من هذه المادة جاء نتيجة دراسات أجريت على الحيوانات، استخدمت فيها كميات ضخمة لا تماثل ما يتعرض له الإنسان في نظامه الغذائي المعتاد، ما يجعل تعميم نتائجها على البشر أمراً غير دقيق.
وبحسب تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، تعد الأكريلاميد "مادة محتملة التسرطن للبشر"، ما يعني أن هناك دليلا محدوداً في البشر وأدلة كافية في الحيوانات، لكنها لا تعتبر مادة مسرطنة مؤكدة في النظام الغذائي العادي.
ويضيف د. محمد أن استخدام الأير فراير بطريقة صحيحة يمكن أن يقلل من الدهون المشبعة، ويساهم في تحسين صحة القلب وإنقاص الوزن، مشيراً إلى ضرورة تجنب الطهي حتى مرحلة الاحتراق.
وينصح بعدة إجراءات لتقليل تكون الأكريلاميد:
-نقع البطاطس في الماء قبل الطهي.
-تجنب تعريض الطعام لدرجات حرارة عالية لفترات طويلة.
-إخراج الطعام عند وصوله إلى اللون الذهبي الفاتح، وتجنب تحميره حتى الاحتراق.
إشعاع لا يضر
من جانبه، يفند الدكتور نادر فتحي، أستاذ فيزياء الإشعاع بكلية العلوم، الشائعة المنتشرة حول ربط الميكروويف بالإصابة بالسرطان، مؤكدا أن هذا الادعاء لا يستند إلى أي أساس علمي موثوق.
يوضح د. نادر أن الميكروويف يعمل بواسطة إشعاع غير مؤيّن، وهو نوع منخفض الطاقة لا يمتلك القدرة على كسر الروابط الكيميائية في الحمض النووي، وبالتالي لا يمكنه التسبب في طفرات جينية أو الإصابة بالسرطان، على عكس الإشعاعات المؤينة مثل الأشعة السينية أو أشعة جاما.
ويضيف أن الميكروويف يُسخن الطعام من خلال تحفيز جزيئات الماء داخله، ما ينتج حرارة تطهى أو تسخن الطعام، ولا تظل أي موجات إشعاعية في الطعام بعد انتهاء التسخين، لذا فإن فكرة أن "الطعام يصبح مشعا" بعد الميكروويف هي مجرد خرافة شائعة.
معايير الأمان
يشدد د. نادر على أن أجهزة الميكروويف الحديثة مصممة وفق معايير أمان عالمية تضمن عدم تسرب الموجات الكهرومغناطيسية خارج الجهاز، طالما أنه سليم من الناحية الفنية ولا يحتوي على أعطال أو كسور في الباب أو الإطار.
ويؤكد أن الوقوف بجوار الميكروويف أثناء تشغيله لا يشكل خطراً صحياً، بشرط أن يكون الباب مغلقاً بإحكام والجهاز يعمل بشكل جيد.
أما من ناحية التغذية، فيوضح أن الميكروويف لا يفقد الطعام قيمته الغذائية بشكل كبير، بل إن بعض الفيتامينات الحساسة للحرارة –مثل فيتامين C– تحتفظ بنسبة أكبر منها مقارنة بالسلق أو الغلي، لأن مدة التسخين فيه قصيرة.
لكنه يشير إلى أن بعض المركبات الطبيعية مثل "الأليسين" في الثوم قد تتأثر إذا تم تسخينها لفترات طويلة داخل الميكروويف، لذا يُنصح بعدم تعريض الأطعمة التي تحتوي على مضادات أكسدة حساسة للحرارة المفرطة.
ومن أجل الاستخدام الآمن للميكروويف، يوصي بما يلي:
-استخدام أوعية مخصصة للميكروويف، وعدم استخدام البلاستيك غير المخصص.
-عدم تشغيل الجهاز فارغاً.
-التوقف عن استخدامه فور ظهور أي أعطال تقنية أو تسريب في الباب.
بين الخرافة والعلم
في نهاية المطاف، تشير الأدلة العلمية والطبية المتوفرة إلى أن الذعر المحيط باستخدام الأير فراير والميكروويف غالباً ما يكون غير مبرر، ويعتمد على تأويلات غير دقيقة لمفاهيم علمية متخصصة.
فالأير فراير لا ينتج مواد مسرطنة بحد ذاته، بل يمكن أن تتكون بعض المركبات الضارة نتيجة سوء الاستخدام أو الطهي الزائد، وهو في الأساس وسيلة طهي أكثر صحية من القلي التقليدي.
أما الميكروويف، فلا يصدر إشعاعات خطرة ولا يحوّل الطعام إلى مادة مشعة، طالما يستخدم وفقاً للإرشادات الصحية ومعايير السلامة.
يبرز جهازا "الميكروويف" و"الأير فراير" كأبرز المتهمين في هذا السياق، وسط حالة من القلق الشعبي والتشويش المعلوماتي.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على الحقائق العلمية والطبية المرتبطة باستخدام الميكروويف والأير فراير، ونفند الادعاءات المتداولة، من خلال آراء متخصصين في الطب والفيزياء، بهدف الوصول إلى فهم واع ومستنير لهذه الأدوات التي باتت جزءًا من حياة الكثيرين.
مخاوف مشروعة أم مبالغات
يؤكد الدكتور محمد ممدوح، استشاري الباطنة والكلى، أن جهاز "الأير فراير" – رغم كونه وسيلة حديثة وأقل ضرراً من القلي التقليدي – أثار جدلاً واسعاً بسبب الحديث عن مادة "الأكريلاميد" وعلاقتها بالسرطان.
يوضح أن الأكريلاميد هي مادة كيميائية قد تتكون عند طهي الأطعمة الغنية بالنشويات –مثل البطاطس– في درجات حرارة عالية، خاصة عند تحول لونها إلى البني الداكن أو الاحتراق، لكنها لا تتكوّن فقط في الأير فراير، بل تظهر أيضاً في القلي العميق، أو الطهي في الفرن، وحتى أثناء التحميص.
ويشير إلى أن القلق من هذه المادة جاء نتيجة دراسات أجريت على الحيوانات، استخدمت فيها كميات ضخمة لا تماثل ما يتعرض له الإنسان في نظامه الغذائي المعتاد، ما يجعل تعميم نتائجها على البشر أمراً غير دقيق.
وبحسب تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، تعد الأكريلاميد "مادة محتملة التسرطن للبشر"، ما يعني أن هناك دليلا محدوداً في البشر وأدلة كافية في الحيوانات، لكنها لا تعتبر مادة مسرطنة مؤكدة في النظام الغذائي العادي.
ويضيف د. محمد أن استخدام الأير فراير بطريقة صحيحة يمكن أن يقلل من الدهون المشبعة، ويساهم في تحسين صحة القلب وإنقاص الوزن، مشيراً إلى ضرورة تجنب الطهي حتى مرحلة الاحتراق.
وينصح بعدة إجراءات لتقليل تكون الأكريلاميد:
-نقع البطاطس في الماء قبل الطهي.
-تجنب تعريض الطعام لدرجات حرارة عالية لفترات طويلة.
-إخراج الطعام عند وصوله إلى اللون الذهبي الفاتح، وتجنب تحميره حتى الاحتراق.
إشعاع لا يضر
من جانبه، يفند الدكتور نادر فتحي، أستاذ فيزياء الإشعاع بكلية العلوم، الشائعة المنتشرة حول ربط الميكروويف بالإصابة بالسرطان، مؤكدا أن هذا الادعاء لا يستند إلى أي أساس علمي موثوق.
يوضح د. نادر أن الميكروويف يعمل بواسطة إشعاع غير مؤيّن، وهو نوع منخفض الطاقة لا يمتلك القدرة على كسر الروابط الكيميائية في الحمض النووي، وبالتالي لا يمكنه التسبب في طفرات جينية أو الإصابة بالسرطان، على عكس الإشعاعات المؤينة مثل الأشعة السينية أو أشعة جاما.
ويضيف أن الميكروويف يُسخن الطعام من خلال تحفيز جزيئات الماء داخله، ما ينتج حرارة تطهى أو تسخن الطعام، ولا تظل أي موجات إشعاعية في الطعام بعد انتهاء التسخين، لذا فإن فكرة أن "الطعام يصبح مشعا" بعد الميكروويف هي مجرد خرافة شائعة.
معايير الأمان
يشدد د. نادر على أن أجهزة الميكروويف الحديثة مصممة وفق معايير أمان عالمية تضمن عدم تسرب الموجات الكهرومغناطيسية خارج الجهاز، طالما أنه سليم من الناحية الفنية ولا يحتوي على أعطال أو كسور في الباب أو الإطار.
ويؤكد أن الوقوف بجوار الميكروويف أثناء تشغيله لا يشكل خطراً صحياً، بشرط أن يكون الباب مغلقاً بإحكام والجهاز يعمل بشكل جيد.
أما من ناحية التغذية، فيوضح أن الميكروويف لا يفقد الطعام قيمته الغذائية بشكل كبير، بل إن بعض الفيتامينات الحساسة للحرارة –مثل فيتامين C– تحتفظ بنسبة أكبر منها مقارنة بالسلق أو الغلي، لأن مدة التسخين فيه قصيرة.
لكنه يشير إلى أن بعض المركبات الطبيعية مثل "الأليسين" في الثوم قد تتأثر إذا تم تسخينها لفترات طويلة داخل الميكروويف، لذا يُنصح بعدم تعريض الأطعمة التي تحتوي على مضادات أكسدة حساسة للحرارة المفرطة.
ومن أجل الاستخدام الآمن للميكروويف، يوصي بما يلي:
-استخدام أوعية مخصصة للميكروويف، وعدم استخدام البلاستيك غير المخصص.
-عدم تشغيل الجهاز فارغاً.
-التوقف عن استخدامه فور ظهور أي أعطال تقنية أو تسريب في الباب.
بين الخرافة والعلم
في نهاية المطاف، تشير الأدلة العلمية والطبية المتوفرة إلى أن الذعر المحيط باستخدام الأير فراير والميكروويف غالباً ما يكون غير مبرر، ويعتمد على تأويلات غير دقيقة لمفاهيم علمية متخصصة.
فالأير فراير لا ينتج مواد مسرطنة بحد ذاته، بل يمكن أن تتكون بعض المركبات الضارة نتيجة سوء الاستخدام أو الطهي الزائد، وهو في الأساس وسيلة طهي أكثر صحية من القلي التقليدي.
أما الميكروويف، فلا يصدر إشعاعات خطرة ولا يحوّل الطعام إلى مادة مشعة، طالما يستخدم وفقاً للإرشادات الصحية ومعايير السلامة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية