تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بدأتها مصر بـ "باب الحديد".. نصف قرن من البحث عن حلم الأوسكار المفقود
source icon

سبوت

.

بدأتها مصر بـ "باب الحديد".. نصف قرن من البحث عن حلم الأوسكار المفقود

كتب:سيد محمود

برغم أنها تنتهي دائمًا بخيبة أمل، إلا أنه وفي مثل هذا التوقيت من كل عام تُعقد اجتماعات لجنة الأوسكار في مصر لاختيار فيلم يمثل مصر في أهم حدث سينمائي في العالم وهو جوائز أكاديمية العلوم والفنون “الأوسكار”.

تلك المسابقة التي عرفت مصر الطريق إليها منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، غير أن هذه الرحلة الممتدة لأكثر من ستة عقود ظلّت مليئة بالمحاولات والخيبات والآمال المؤجلة، ولم تثمر حتى اليوم عن تتويج مصري في الفئات الروائية الكبرى، مع أن دولًا أخرى مجاورة تدخل مضمار المنافسة على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية التي تتنافس عليها جميع الدول باستثناء أمريكا، ومنها دول عربية مثل تونس، فلسطين، لبنان، والأردن، حتى بلغ عدد الأفلام التي رشّحتها مصر رسميًا للأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي نحو 38 فيلمًا، على مدى أكثر من 60 عاماً ،لم يحالف الحظ أيًا منها بالوصول إلى القائمة النهائية، باستثناء "الميدان" في الفئة الوثائقية.

مهمة صعبة
في هذا العام بدأت المحاولات بشكل جيد من قبل نقابة المهن السينمائية المشرفة على الترشح، وهي التي تتولى عقد اللجان برئاسة نقيبها مسعد فودة الذي أكد أن المهمة ليست سهلة، وأنه في كل عام تبدأ النقابة المهمة بشكل جاد بحصر الأفلام التي عُرضت تجاريًا في الفترة من أكتوبر العام الفائت حتى سبتمبر الجاري، وكان عددها 35 فيلمًا، وبـلجنة عدد أعضائها 35 عضوًا أيضًا، عُقدت على جلستين ومناقشات امتدت لساعات بين أعضائها.

المشاركة مطلوبة
من جانبه أكد الناقد السينمائي خالد محمود، أن مجرد المشاركة أمر مطلوب، فليس معقولًا أن تدفع جميع دول العالم بما لديها من أفلام لتعبر عن إنتاجها القوي، وأن لديها سينما ونحن نقف كمتفرجين، وقد جربنا عدم المشاركة منذ عامين وانتقد البعض ذلك، ومن ثم فأنا مع المشاركة حتى وإن لم ندخل القوائم القصيرة أو الطويلة أو نصل إلى النهائيات، فاسم مصر يستحق أن يُسجل ضمن الدول المشاركة.

وأشار محمود، إلى أن فيلم "عيد ميلاد سعيد" بطولة نيللي كريم وحنان مطاوع المرشح لتمثيل مصر هذا العام به مؤشرات تؤكد أنه يستحق المنافسة بقوة.

وقال: للعلم هناك عناصر علينا ألا نغفلها، وهي أن أكثر من مائة دولة تتقدم بأفلام لجائزة واحدة هي أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية أي غير الإنجليزية، وقد لا يلتفت إلى أفلام من دول كثيرة غير التي حظيت بدعاية جيدة وعُرضت في مهرجانات وحازت على جوائز، ومن ثم أصبحت لها سمعة عالمية وكُتب عنها نقد في المجلات السينمائية العالمية.

التصويت بمراحل
من بين الأفلام التي وصلت إلى المرحلة النهائية للتصويت: "البحث عن منفذ الخروج السيد رامبو"، "رفعت عيني للسما"، "سنو وايت"، "شرق 12"، "الهوى سلطان"، بالإضافة إلى فيلم "ضي"، الذي تم عرضه تجاريًا بعد موعد الاجتماع الأول للجنة، وفيلم "عيد ميلاد سعيد" الذي تقرر عرضه تجاريًا يوم 17 سبتمبر 2025.

تعثر مستمر
في عام 1959 قدّمت مصر أول ترشيح رسمي لها في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية عبر فيلم "باب الحديد" للمخرج الكبير يوسف شاهين، الذي عُرض عالميًا بعنوان Cairo Station، ورغم القيمة الفنية للفيلم وما حظي به من تقدير نقدي واسع، فإنه لم يصل إلى القائمة النهائية للأوسكار، ومنذ ذلك الحين صار اسم مصر حاضرًا على قوائم الترشيحات الأولية كلما أتيحت الفرصة.

سألنا الناقدة ناهد صلاح عن تعثر مسيرة الفيلم المصري فقالت: الحقيقة أن الأمل لا ينقطع، ومن المفترض أن يظل حاضرًا دائمًا، فعلى مدار السنوات الماضية كانت مصر حريصة على ترشيح أفلامها، وبعضها كان على قدر كبير من القوة بما كان يؤهله لدخول القائمة القصيرة، غير أن السينما المصرية مرّت في أحيان أخرى بظروف صعبة، حتى أصبح اختيار فيلم واحد لتمثيلها مهمة بالغة التعقيد.

لقد عاشت السينما المصرية سنوات ازدهار، وأخرى من التراجع، وفي فترات الازدهار، على الرغم من وجود أفلام قوية جرى ترشيحها، لم يحدث أن ارتقى أي منها إلى القائمة القصيرة، وربما يعود ذلك إلى توجهات الأكاديمية في تلك الأوقات، أو إلى قوة الأفلام المنافسة، أو لعوامل أخرى.

 كما أن الأوسكار نفسه لم يكن دائمًا جائزة عادلة، حتى بالنسبة لبعض الأفلام الأمريكية أو نجوم هوليوود.

أما هذا العام، فالمشهد مختلف إلى حد ما؛ إذ نلحظ حالة من الحشد والتنوع داخل لجنة الاختيار، التي تضم أطيافًا متعددة من السينمائيين، وممثلين لمهن مختلفة، وأسماء كبيرة، وهو ما يعكس حرصًا على الشمولية والموضوعية. 

كذلك يظهر جهد واضح في صناعة السينما المصرية، سواء على مستوى الإنتاج التجاري أو الإنتاج المستقل، في محاولة للارتقاء بمعايير الفيلم المصري وتطويرها.

ولدينا هذا العام أكثر من فيلم جدير بالترشيح؛ بعضها شارك في مهرجانات كبرى وحصد جوائز، وبعضها الآخر نال قبولًا نقديًا وجماهيريًا. وهذا يبرهن على أن هناك جهدًا مبذولًا على مستوى الصناعة والاختيار معًا.

لكن تبقى النتيجة النهائية مجهولة، فلا يمكن لأحد أن يجزم ما إذا كان الفيلم المصري سيصل إلى القائمة القصيرة أو يحظى بفرصة حقيقية في الأوسكار.

 فالأمر مرهون بعوامل كثيرة، منها توجهات الأكاديمية والمناخ العام وظروف المنافسة في وقتها. ومع ذلك، يبقى من المؤكد أن هناك اجتهادًا حقيقيًا وملموسًا في الساحة، يمكن لكل متابع أن يراه ويقدّره.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية