دأبت إسرائيل خلال السنوات الماضية، على سرقة الكثير من الآثار والعادات والأطعمة ونسبها لها، في محاولة منها لإظهار أنها تمتلك تراثا، يربطها بأرض فلسطين، التي سلبتها العصابات اليهودية، لتُقيم عليها دولتهم المزعومة منذ عام 1948.

 و كانت آخر تلك السرقات، محاولة سرقة الطعمية أو الفلافل ونسب أصلها للإسرائيليين، رغم أنها أحد الأطعمة الشعبية في كثير من الدول، منها مصر، حيث لا توجد مائدة إفطارمصرية إلا ونجد عليها "قرطاس الطعمية". 

وإمعانًا في تكريس تلك الأكاذيب الإسرائيلية حول الطعمية، انتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي، شائعات تُفيد بأن إسرائيل سجلت هذا الطعام الشعبي، على قوائم التراث العالمي غير المادي بمنظمة اليونسكو، على أنها طعام تراثي إسرائيلي، و هو ما نفاه د. خالد الصباح، الخبير في التراث غير المادي، في تصريحات خاصة لـ "سبوت"، حيث قال إن إسرائيل لم ولن تٌسجل الطعمية على قوائم التراث غير المادي لمنظمة اليونسكو، لأنها غير مُوقِعة على اتفاقية صون التراث غير المادي، والتي تم إقرارها في 17 أكتوبر 2003، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2006.

 وعن أصل الطعمية، قال "الصباح"،  إنه من غير الضروري البحث عن أصل الطعمية، سواء كان مصريا أو شاميا، بل الأهم هو  إثبات إن هذا العنصر، سواء طعام أو نشاط، يتم ممارسته لأجيال، وأنه يعمل على تعزيز هوية المجتمع.

 وأضاف أن التسجيل على قوائم التراث غير المادي لليونسكو، يكون على قائمتين، الأولى هي القائمة التمثيلية، ويتم التسجيل فيها إذا توافر معيار أو أكثر، من بين 5 معايير في العنصر المطلوب تسجيله، مثل الاعتراف بالدور المحوري للعنصر، وإسهامه في التنوع الثقافي، أما القائمة الثانية فهي قائمة الصون العاجل، ويسجل عليها العنصر أو النشاط المعرض للخطر، مثل الأراجوز الذي سُجل على قائمة الصون العاجل عام 2018. 

وأوضح د. خالد الصباح، أنه عند تسجيل أي طعام، على قوائم التراث العالمي غير المادي، فإنه يتم إعداد مقطع فيديو، لا تتعدى مدته 10 دقائق، يُوَضح خلاله كل ما يخص تلك الأكله، من المكونات، والأدوات، والمواد المستخدمة، فعلى سبيل المثال، إذا قامت مصر بتسجيل الطعمية، فإنها ستُعد فيديو عن الفول، وغسله، ونقعه، وطحنه، سواء بالحجر أو أي أداة أخرى، ثم باقي طرق الإعداد، وكافة الإضافات، لإثبات النكهة المصرية التي تتميز بها الطعمية