تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بالتكنولوجيا.. عيدية 2025 "شكل جديد"
source icon

سبوت

.

بالتكنولوجيا.. عيدية 2025 "شكل جديد"

كتب:نهى العليمي

 في طفولتنا  كانت العيدية تلك الورقة المالية الجديدة الحادة  لها فرحة لاتوصف، طقس مبهج أساسي ننتظره في العيد، أما أولادنا اليوم  فلم تعد للعيدية التقليدية تأثيرها، بل قد تجد امتعاضاً، فطلباتهم أكثر وأغلى، ويطلبون بدلاً منها أشياء جديدة علينا ولكنها كافية لإشعال الحماس في نفوسهم.. 

عيدية طغى عليها سحر التكنولوجيا فتصدرت منصات الألعاب، والتطبيقات الإلكترونية الموقف، فهل فقدت العيدية النقدية رونقها ودخلت التكنولوجيا طقوس العيد؟ 

تفاجئت أنا وغيري من الأمهات والآباء بأن أولادنا لا يريدون "العيدية" بشكلها التقليدي، بل يطلبون أشياء جديدة، مثل بطاقة شحن للعبة "فورتنايت"،فقد كان هذا ما طلبه آدم خالد ١١سنة من والدته المهندسة سامية مدحت، فتقول:" وجدته قبل العيد بأسبوع يقول لي يا ماما احتاج هذا الشحن ضروري على الإنترنت للعبة فورتنايت لا أريد العيدية نقود".

أفلام و"روبلوكس"
أما ليلى كريم ١٥ سنة واختها لارا، طلبتا اشتراكًا في "نتفلكس"، حيث قالت والدتهما هدى حسين: "العيد أصبح فرصة للأولاد لتنفيذ ما أجلناه طول العام، فيطلبون العيدية على شكل أشياء أعلى قيمة،  فقد أصبحوا واعيين عنا في سنهم "
 
أما عمر محمود ١٤ سنة، فيريد عيديته "روبكس" للعبة  "روبلوكس"، وهي عملة التعامل في اللعبة على الإنترنت، يريد الأولاد زيادة ثروتهم في اللعبة فيطلبوا من الآباء شراء تلك العملة بأموال حقيقية، وأقل كمية يمكنك شرائها ٤٠ روبكس  تساوي ٢٥ جنيه تقريباً، وبالطبع إغراءات اللعبة لشراء أكبر عدد من الروبكس كبيرة، لأن الروبكس لايشتري شيء  وأقل شيء  ٥٠٠ روبكس، والعيدية  مثالية لطلب ١٠٠٠ أو ٢٠٠٠ روبكس مثلاً. 

سماعة بلوتوث
سماعة بلوتوث هذا ما طلبته جيداء من جدتها  قبل العيد، حتي لا تعطيها مالاً، وأرسلت لها لينكاً لشرائها أونلاين.

أما رانيا وليد فتقول أبحث عن  مجسمات لشخصيات "الأنمي" قبل العيد لأن اولادي طلبوها في العيد بدلاً من العيدية، وهي شخصيات كرتونية يابانية  يتابعونها وايضاً كيبورد مضيء لجهاز الكومبيوتر.

جلسة تصوير
أما أغرب عيدية  فهي جلسة تصوير احترافية لإطلالة العيد لنشرها على موقع التواصل الاجتماعي، هذا ما تقوله الدكتورة سارة غنيم عن طلب بناتها، فيريدون أن توفر لهن مصور محترف لجلسة التصوير خاصة أن العيد سيكون موافقا لعيد ميلاد إحدى بناتها. 

إهداء وفرحة
سألنا نهى أبو العزم أخصائية علم النفس التربوي، عن رأيها في هذا التحول، وعما إذا كانت هده التغييرات قد تجر ورائها سيلاً من التقليعات العصرية التي من الممكن أن  تتمثل تهديداً على عاداتنا الثقافية ولو على المدى البعيد .

فأجابت: العيدية ليست فقط نقودًا، بل هي مفهوم للفرحة والانتماء، الجيل الجديد يعبر عن فرحته بلغة مختلفة، ولكن ما نحتاجه هو الحفاظ على الطقس نفسه – فكرة الإهداء والفرحة- مع مرونة في الشكل لا ضرر فيها، حتى لو أن العيدية شيئًا رقمياً إذا ظلت تحمل رمزية العطاء والاحتفال، لكن الخطر اذا تحولت العيدية إلى شراء خدمات رقمية فقط وفقدت رمزية التلاقي الأسري والمصافحة والفرحة البسيطة، فنحن أمام تآكل تدريجي للطقوس.

وترى اخصائية النفس التربوي أنه يجب خلق توازن، فنعطيهم ما يطلبونه لكن نحتفظ بجوهر العيد واللمة، ويمكن أن يكون الشرط أن نشتري لهم ما يريدون كعيدية، لكن يقضوا العيد معنا ومع الأهل، فيكون عيد بلا تكنولوجيا. 

 حل وسط
وتشير إيمان جاد اخصائية العلاج السلوكي والتربوي، إلى أن الحل يكمن في نقاط بسيطة للاحتفاظ بجوهر العيد تتضمن:

- يمكن للأهل أن يمنحوا عيدية مزدوجة: جزءً نقديًا بسيطًا يحمل رمزية العيد، وجزءً رقميًا يلبي طلب الطفل الحديث.

- مشاركة الطفل في شراء ما يحبه من العيدية، ما يجعله يشعر بالحرية والمسئولية في وقت واحد.

- الاشتراك معه في لعبته على الانترنت لتقوية العلاقة معه.

- التركيز على الجانب الاجتماعي للعيد من الزيارات، اللمة، تبادل العيديات بين الأقارب، فهي الأساس للحفاظ على الترابط العائلي. 

وتختتم إيمان قائلة: "نحن من نغرس في أولادنا صلة الرحم واحترام عاداتنا الجميلة، فقد تتغير الأشكال لكن المعاني يجب أن تبقى، فالعيدية في النهاية، ليست مالًا فقط، بل هي تعبير عن الحب والفرحة والاحتفال، وفي زمن رقمي سريع التغير، قد يكون الحل في فهم الجيل، لا مقاومته، مع الحفاظ على جذورنا الأصيلة".

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية