تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بالتشجير والأتوبيس الكهربائي نحل الأزمة.. القاهرة تختنق من تلوث الهواء
source icon

سبوت

.

بالتشجير والأتوبيس الكهربائي نحل الأزمة.. القاهرة تختنق من تلوث الهواء

كتب:رشا سعيد

ملوثات الهواء تزيد من الاحترار والتغير المناخي، وأحد هذه الملوثات الأساسية هو أول أكسيد الكربون، والمواد العالقة مثل الأتربة ذات القطر 2.5-10 مللي، وهي الأتربة العالقة في الهواء، هذا بالإضافة لملوثات أخرى مثل ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت.

أثبتت الدراسات البيئية الحديثة أن هذه الملوثات لها تأثير احتراري وبالتالي تساعد على زيادة حرارة الكوكب، كما تساعد على زيادة تأثيرات التغيرات المناخية، وتتركز هذه الملوثات في المدن ذات الأنشطة الصناعية وتقل بالمدن الخضراء. 

التحديات البيئية
الدكتورة نهى سمير دنيا، عميد كلية الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس سابقًا، أكدت أن التلوث الهوائي في مصر خطر صامت يهدد الصحة والبيئة، فوسط الزحام الخانق، والمصانع المنتشرة، وعوادم السيارات المتدفقة بلا توقف، يزداد تلوث الهواء بشكل ينذر بالخطر، خاصة في القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات الصناعية والزراعية.

مسببات التلوث الهوائي
وأشارت د. نهى إلى أن عدد من الخبراء البيئيين أكدوا أن التلوث الهوائي في مصر ناتج عن عدة مصادر رئيسية، أبرزها:

- عوادم السيارات، خاصة القديمة التي لا تلتزم بالمعايير البيئية، وتنتشر بكثافة في الشوارع المصرية.
- حرق المخلفات الزراعية، وعلى رأسها قش الأرز، الذي يظهر جليًا في صورة "السحابة السوداء" كل عام في دلتا النيل.
- المصانع الثقيلة، مثل الأسمنت والحديد والصلب، والتي تُطلق كميات ضخمة من الملوثات الهوائية دون معالجة كافية.
- محطات الكهرباء التي تعتمد على المازوت والفحم.
- الأتربة الناتجة عن البناء والهدم، خاصة في المدن الكبرى.
- حرق القمامة في الشوارع، وما يصاحبه من انبعاثات سامة.

أكثر المحافظات تلوثًا
وأوضحت عميدة كلية الدراسات والبحوث البيئية، أن هناك تقارير لعدد من منظمات دولية تشير إلى أن القاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة – القليوبية) تأتي في الصدارة، نظرًا للكثافة السكانية والمرورية، وانتشار الأنشطة الصناعية، يليها محافظات الدلتا مثل الشرقية والدقهلية والتي تشهد ذروة التلوث خلال موسم حرق قش الأرز في شهري سبتمبر وأكتوبر، ثم تأتي الإسكندرية والسويس تتعرضان لتلوث صناعي ناتج عن الموانئ والمصانع الكبرى.

في قلب القاهرة، يبدو التلوث الهوائي ملموسًا بشكل يومي، حيث أن العاصمة تعاني من نسب عالية من: 
- الجسيمات الدقيقة: ناتجة عن العوادم وحرق القمامة والغبار.
- أكاسيد النيتروجين: ناتجة عن وسائل النقل والمصانع.
- أول أكسيد الكربون: ناتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود.
- أكاسيد الكبريت: تنبعث من المصانع ومحطات الطاقة.

 التأثير على الصحة
ونوهت د. نهى على أن الأطباء يحذروا من أن التلوث الهوائي يرتبط بشكل مباشر بارتفاع معدلات الإصابة بالربو، والحساسية الصدرية، وأمراض القلب، وحتى السرطان، كما ان الجسيمات الدقيقة تخترق الرئتين وتصل إلى مجرى الدم، مما يرفع معدلات الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي، ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن واحدة من كل 8 وفيات في مصر ترتبط بتلوث الهواء.

جهود الدولة
وتقول د. نهى إن الدولة بدأت في تنفيذ عدة مشروعات للحد من التلوث، منها:
- إدخال أتوبيسات كهربائية للعمل في شوارع القاهرة.
- تشجيع الفلاحين على تدوير قش الأرز بدلًا من حرقه.
- إنشاء محطات لرصد جودة الهواء في المحافظات.
- إطلاق مشروع تحسين نوعية الهواء بدعم من البنك الدولي.

الأمطار تزيد الخطر
أما الدكتور محمد توفيق محمد، أستاذ الجغرافيا وعميد كلية الآداب جامعة سوهاج، فيؤكد أن مصر تحتل مرتبة متقدمة في قائمة الدول الأكثر تلوثاً، لاسيما تلوث الهواء حيث احتلت المرتبة الـ 12عالميًا، هي بذلك تتصدر الدول العربية والإفريقية.

والتلوث ظاهرة بشرية تتركز أينما تزداد الكثافة السكانية لذا فهي تتركز بالمدن لاسيما المدن الضخمة كالقاهرة وعواصم المحافظات مقارنة بالمناطق الريفية.

وأضاف عميد كلية الآداب، أما على مستوي المدن فإن التلوث يتباين جغرافيا بداخلها، حيث يتركز في المناطق الصناعية منها كما هو الحال في مناطق حلوان وشبرا الخيمة والعبور، وهي أكثر المناطق تلوثًا على مستوي القاهرة الكبرى، وتسهم الرياح من حيث اتجاهها في تركز التلوث أو تبددها في بعض المناطق دون غيرها، فمناطق منصرف الرياح أكثر تضررًا من مناطق هبوبها، وإذا كانت الأمطار تنظف الهواء إلا أن سقوطها في مناطق التلوث يكون ما يعرف بالأمطار الحمضية ومالها من آثار ضارة على التربة والمباني.

وتعتبر مناطق الوادي الجديد، البحر الأحمر، وسيناء أقل تلوثاً في مصر لكونها أقل سكانًا وصناعة ومواصلات.

مؤشر عالمي وحلول للأزمة
وعن المؤشر الذي يستخدم لمعرفة التلوث الهوائي أوضح د. توفيق، أنه مؤشر تركز الجسيمات في الهواء وهو ما يشار إليه PM2.5. فان زادت معدلاته عن خمسة ميكروجرامات/متر مكعب، كان ذلك إشارة إلى التلوث الهوائي، وفي ضوء هذا المعيار فإن غالبية دول العالم لا تخلو من تلوث هوائي، اللهم إلا عدد محدود جدًا لم يعبر هذه الحدود ومنها استراليا، نيوزيلندا، أيسلندا، موريشيوس، فنلندا، وأستونبا، وكما هو واضح فإن غالبية هذه الدول دول جزرية بعيدة عن اليابس العالمي.

وعن المخرج الآمن من هذه المعضلة يرى د. توفيق، أن العودة إلى الطبيعية وتلبية رغباتها، سواء فيما يتعلق بالنقل والمواصلات والتخطيط الجيد للمدن موضعاً وموقعًا واستخدامًا للأرض، وكذلك الاختيار الأمثل للمناطق الصناعية، زيادة المساحات الخضراء، الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، زيادة وعي المواطنين بقضية التلوث ودرجات خطورتها، هو السبيل للتخلص من التلوث الهوائي.

الحد من تلوث الهواء
هذا وقد قامت وزارة البيئة بالعمل على تحسين جودة الهواء، وخفض نسبة التلوث لعام 2024، باتخاذ عدة خطوات نوعية في مجال الرصد البيئي منها:  

- زيادة عدد محطات رصد ملوثات الهواء، بالشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط لتصل إلى 121 محطة رصد موزعة على جميع المناطق الجمهورية.
- توجيه المعامل المتنقلة إلى العاصمة الإدارية، والمنطقة الصناعية بمحافظة المنيا لتقييم جودة الهواء، للوقوف على الوضع البيئي بالمنطقة.
- التعاون مع وزارة النقل لتقييم جودة الهواء على الطريق الدائري ضمن مشروع حافلات BRT، والمشاركة في حملة بداية بمحافظة القليوبية لرفع الوعي البيئي بملوثات الهواء ومصادره وبرامج تحسين جودة الهواء.
- زيادة عدد المنشآت الصناعية المرتبطة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية لتصل إلى 95 منشأة صناعية بعدد 497 نقطة رصد تشمل العديد من القطاعات الصناعية، كصناعة الأسمنت وتصنيع الأسمدة وتوليد الطاقة الكهربائية والحديد والصلب.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية