تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : إيصالات على بياض والضامن غارم.. "أنت الحياة" تكشف أسرار عالم الغارمين
source icon

سبوت

.

إيصالات على بياض والضامن غارم.. "أنت الحياة" تكشف أسرار عالم الغارمين

كتب:رحاب أسامة

تواجه مصر واحدة من الظواهر الاجتماعية المعقدة، وهي تزايد أعداد الغارمين والغارمات، الذين وجدوا أنفسهم مهددين بالسجن بسبب الاستدانة أو التوقيع على إيصالات أمانة، سواء لتغطية تكاليف علاجية، أو مشروعات متناهية الصغر فاشلة، أو حتى نفقات الزواج، ومع العجز عن السداد، يصبح هؤلاء ضحايا أحكام قضائية قاسية، لا تطالهم وحدهم بل تمتد إلى الضامنين الذين يوقعون معهم.

ولهذا أطلقت الدولة عبر مؤسساتها المختلفة، ومنها المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة، مبادرات عديدة أبرزها "أنت الحياة"، التي تنزل إلى القرى والنجوع لتوعية المواطنين بمخاطر الاستدانة والتوقيع على إيصالات أمانة على بياض، وتعمل في الوقت نفسه على حل مشكلات الغارمين والتنسيق مع الجمعيات الأهلية لمساعدتهم.

غارقة في الديون
تروي فايزة عبداللطيف، وهي أم لستة أطفال، أنها مهددة بالحبس بسبب مبلغ 12 ألف جنيه، بدأت قصتها منذ أن تركها زوجها قبل ثماني سنوات، فاضطرت للعمل كخادمة منزلية لتوفير لقمة العيش، لكن مرض ابنها أوقعها في دوامة الاستدانة، حتى تراكمت عليها القضايا،تقول فايزة: "كنت بقضي يومي بين الشغل والديون وولادي، لحد ما حسيت إن الدنيا قفلت في وشي."

أحارب لأجل أطفالي
أما يمنى أكرم، وهي أم لطفلين، فقد اضطرت للاقتراض بعد مرض والدها ووفاته، حيث بلغ دينها 8 آلاف جنيه، ومع العجز عن السداد تواجه أحكامًا قضائية بالحبس، تقول يمنى: "بحارب الدنيا بطولي، حلمي أسدد ديني وأحمي عيالي."

كابوس التروسيكل
وتحكي رشا عبدالجليل، وهي أم لخمسة أطفال، أنها تعيش رعبًا دائمًا من الحبس بعد عجز زوجها عن سداد أقساط "تروسيكل" اشتراه للعمل به، لكنه تعرض لحادث جعله غير قادر على الاستمرار، أصبح الدين البالغ 16 ألف جنيه "كابوسًا في حياتها"، على حد قولها.

ثقافة الاستدانة.. والضامن غارم جديد
يقول الشيخ إبراهيم عمر، منسق جلسات مشروع الدوار ومبادرة "أنت الحياة"، إن السبب وراء تفاقم الأزمة هو انتشار ثقافة الاستدانة لتزويج الأبناء أو شراء أجهزة كهربائية أو مواجهة ظروف طارئة.

وأضاف أن نظام الضامن يزيد المشكلة، إذ يُعاقب الضامن بالسجن إذا عجز المستدين عن السداد، فيتحول هو الآخر لغارم رغم أنه لم يستفد من القرض.

شركات القروض.. وإيصالات على بياض
أوضح الشيخ إبراهيم أن شركات القروض غير المرخصة تستغل المواطنين بطلب توقيع إيصالات أمانة على بياض أو بمبالغ تفوق قيمة القرض، ثم يغيّر أصحابها البيانات بما يضاعف الدين. وأكد أن هذه القروض تمثل ظلمًا صريحًا وربا محرّمًا شرعًا.

وأشار إلى أن بعض الغارمين يورّطون ضامنيهم في كوارث، مثل حالة شخص قتل صديقه المقترض بعد أن ورّطه كضامن في إيصال أمانة.

مشروعات فاشلة ونصب مقنّع
أكدت المبادرات أن كثيرًا من الغارمين وقعوا ضحايا مشروعات اقتصادية صغيرة فشلت، أو نصب من بعض الأشخاص الذين يدّعون وجود ديون وهمية للحصول على أموال من الجمعيات الأهلية.

وتروي حملات التوعية واقعة مثيرة، حيث تواطأ شريكان على تحرير إيصال أمانة صوري، ثم لجأ أحدهما لجمعية خيرية التي سدّدت الدين، قبل أن يقتسما المال فيما بينهما.

خطورة إيصال الأمانة
توضح منى نجم، داعية بوزارة الأوقاف ومشاركة في المبادرة، أن الغارم قد يقترض 10 آلاف جنيه ثم يجد نفسه مدينًا بـ40 ألفًا بسبب الفوائد، لذلك تنصح المواطنين بألا يوقعوا على إيصال أمانة إلا مكتمل البيانات (اسم الدائن، المبلغ، التاريخ، باللغة العربية)، لتفادي أي تلاعب أو تقسيم الدين على عدة إيصالات.

كما أكدت على ضرورة توعية الجمعيات الأهلية التي تسدد ديون الغارمين، لتتحقق من صحة القضايا قبل دفع الأموال، خصوصًا مع تزايد المحتالين الذين يستغلون هذه الظاهرة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية