أفضل مدينة وابتسامة
يكشف محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، وعضو مجلس إدارة جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية، لـ سبوت يعتبر فوز الأقصر هذا العام بلقب "أفضل مدينة" على حساب مدينة كيوتو اليابانية، مكسباً سياحياً كبيراً، واعتمد هذا الفوز على عدة أسباب منها:

- نقاء هواء الأقصر: حيث أن درجة التلوث لا تتجاوز 0.5%، ودرجة نقاء الأكسجين بها تتجاوز 98.8%.
- التواصل المجتمعي وحسن معاملة الضيوف: فالأقصر من أفضل المدن التي تقوم بتحسين التجربة السياحية، وكشفت دراسة قام بها أحد المعامل المتخصصة بإسبانيا عن أجمل ابتسامة شعوب، وبسؤال العديد من السياح حصل الأقصريون على أفضل ابتسامة.
وبالأقصر تجربة مشابهة لتجربة الأهرامات قبل 12 عاماً، حيث منعنا دخول الأتوبيسات إلى كل من وادي الملوك وحتشبسوت، وتم تشغيل سيارات كهربائية بدلًا منها.

مؤشرات إيجابية بالموسم الصيفي
ويؤكد عثمان أن الأقصر أصبحت تمتاز بأن الموسم الصيفي بها أصبح لا يختلف عن الشتوي، بالإضافة إلى منح تأشيرة دخول مجانية لها زاد من رغبة السياح لزيارتها وكان لذلك نتائج كبيرة منها:

- ارتفاع معدلات الإشغال: حيث تجاوزت نسب إشغال الفنادق العائمة 70% للمرة الأولى منذ سنوات.
- زيادة التدفق السياحي: ارتفاع عدد الدول المصدرة للسياحة إلى 48 دولة مقارنة بـ 43 دولة العام الماضي.
- استقبال رحلات طيران بشكل أكبر: اعتباراً من يوليو المقبل سوف نستقبل رحلات طيران لمدة 3 أيام بعد أن كنا نستقبلها يومين فقط، وستنطلق لأول مرة رحلات الشارتر إسبانيا – أسوان.
- زيادة الإنفاق السياحي: وصل متوسط الإنفاق إلى 130-140 يورو للليلة مقابل 110 يورو سابقاً.

قاعدة بيانات سياحية
كما تقوم لجنة تسويق السياحة الثقافية، وفقاً لـ عثمان؛ بعمل قاعدة بيانات بشأن التدفق السياحي؛ وتتضمن عدد السياح، توزيع الأيام، المناطق الأثرية الأكثر جذباً، الأماكن التي انخفض عليها الطلب، تأثير ارتفاع مياه النيل وانخفاضها على مستوى جودة الخدمات المقدمة على المراكب النيلية، ولدينا دراسة مهمة تشمل عدد الجنسيات وحجم الإنفاق ومستوى تغيره ومدى تأثر السياحة بدرجات الحرارة، لتساعد في وضع استراتيجية مستقبلية متكاملة للترويج السياحي للمدينة.

إستراتيجيات تسويقية 

ويؤكد عثمان أننا نحتاج لخطة تسويقية يشترك فيها القطاعين العام والخاص، فالأقصر مرت بأكثر من حدث عالمي مؤخراً، أولهما استضافة المؤتمر الخامس عشر للتنمية المستدامة في التراث والسياحة بالتعاون مع اليونسكو، وثانيهما فوز مدينة الأقصر بجائزة عاصمة السياحة والتراث في العالم، لذا نعمل على إيجاد أفكار جديدة للترويج قائمة على مبدأ " ما يُرى بالعين ليس كما يُحكى".

- رمسيس وذهب الفراعنة: الاستفادة من معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" الذي يجوب العالم، فالمعارض الخارجية لها دور كبير.

- تجارب معايشة سياحية: حيث نقوم بمجموعة من الفعاليات منها استضافة 8 من قناصل الدول الاسكندنافية في تجربة سياحية كاملة لمدة 4 أيام، وجاء تقريرهم لسفاراتهم عن الزيارة إيجابي جدًا، كما أننا سوف نستقبل في أغسطس المقبل مجموعة أخرى من قناصل أوروبا.

- تعزيز حضور الأسواق الصيفية: مع التركيز على السوق الإسبانية والألمانية والإنجليزية عبر زيادة رحلات الطيران الأسبوعية.

- استضافة بورصة السياحة الإيطالية: في أكتوبر المقبل بمشاركة 30 من صانعي القرار السياحي.

- توقيع اتفاقية توأمة مع روما: المقرر الإعلان عنها في أغسطس، بما يعزز الترويج المشترك للتراث الثقافي.

- الدراسات المستقبلية: العمل على جذب 17 مليون سائح صيني خلال 3 سنوات وفق دراسات ميدانية.

- برنامج "جسر الحضارات": حيث تم استضافة 65 فناناً عالمياً لإنتاج أعمال فنية مستوحاة من التراث الأقصري.

اختتم عثمان حديثه بالتأكيد على أن "الأقصر ليست مجرد مدينة أثرية، بل تجربة إنسانية متكاملة تجمع بين عراقة التاريخ ودفء الاستقبال المصري الأصيل"، مشيراً إلى أن "السياحة الثقافية تمثل جوهر الهوية المصرية ووعاء الحضارة الإنسانية" فنحن لا نبيع أماكن أثرية فقط، بل نقدم ذاكرة حضارية حية تلامس وجدان الزائر من كل أنحاء العالم.