تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حالة طوارئ مفاجئة، بعد إصابة أكثر من 40 فتاة بحالات إغماء، بينها حالات توقف قلب تم إسعافها وإنقاذها، الحادث وقع خلال أداء الطالبات بإحدى كليات التربية الرياضية لامتحانات العملي، تحت أشعة الشمس المباشرة ودرجات الحرارة المرتفعة، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذه الأعراض المفاجئة، وفتح الباب أمام تفسيرات مجتمعية سطحية، أبرزها "الضغط النفسي" أو "الدلع".
ويؤكد الأطباء، أن ما حدث له تفسير علمي دقيق، يتعلق باضطرابات ضغط الدم المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، والتي تُعد أكثر شيوعًا بين الفتيات والشابات، خاصة من لديهن طبيعة فسيولوجية معينة تجعل أجسامهن أكثر عرضة لحالة تُعرف باسم "الهبوط الحراري الوظيفي".
الجسم يعاني
يقول الدكتور محمد أسامة، طبيب طوارئ ومتخصص في طب القلب والأوعية الدموية، ماحدث ليس حالة نفسية ولا ضغط امتحانات، بل حالة طبية معروفة، تصيب عدد كبير من الفتيات، خاصة في سن المراهقة وبداية الشباب، نتيجة ضعف التوتر الوعائي، وخلل في استجابة الجسم للحرارة.
مضيفاًن كثير من الفتيات لديهن ضغط دم منخفض بشكل طبيعي، وغالبًا ما يتراوح بين 90/60 إلى 100/70، دون أن يشعرن بأعراض في الأيام العادية، لكن عند التعرض للشمس المباشرة أو درجات حرارة مرتفعة، حتى لفترات قصيرة، يحدث توسع مفاجئ في الأوعية الدموية، ما يقلل من تدفق الدم إلى المخ وباقي أعضاء الجسم، ويؤدي إلى شعور عام بالهبوط، الدوخة، التعرق، وتسارع في ضربات القلب.
أعراض مُربكة وتشخيص مضلل
ويتابع د. أسامة أن ما يزيد المشكلة تعقيدًا هو أن العلامات الحيوية، مثل ضغط الدم ومعدل النبض، قد تبدو "طبيعية" عند الفحص، ما قد يدفع البعض لاعتبار الأعراض نفسية أو مؤقتة، فالبنت تذهب إلى العيادة تشتكي من عدم القدرة على الوقوف، والشعور بدوخة، ووجه شاحب أصفر، كما تعاني من النهجان، وومعدل الضغط طبيعي، وبالتالي يكون التشخيص عدم وجود سبب مرضي لهذه الحالة، لكن الحقيقة إنها في حالة نقص تروية، فالجسم يحاول أن يعوض التوسع اللي حدث في الأوعية عن طريق توجيه الدم للمخ وتقليل التروية في الأطراف، لذلك قد لا تصل الحالة إلى الإغماء الفوري، لكن تظل في حالة إنها عدم قدرة على التحرك أو الاتزان.
نصائح عاجلة
ومن جهتها أكدت الدكتورة وفاء عمار، استشاري الباطنة العامة ، أن التعامل مع هذه الحالات يجب أن يكون سريعًا وجادًا، ويشمل:
- تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خاصة في أوقات الذروة.
- تناول وجبات خفيفة مالحة قبل الخروج.
- شرب كميات كافية من الماء يوميًا.
- ارتداء ملابس فاتحة وفضفاضة عند الخروج في الجو الحار.
- في حال الشعور بالهبوط في الشارع، يجب الجلوس في مكان مظلل وتناول شيء مالح فورًا، مع شرب سوائل باردة، حتى لو كانت مشروبًا غازيًا، لأنها تحتوي على كمية من الصوديوم والسوائل تساعد مؤقتًا لحين الوصول لمكان آمن.
الهبوط الحراري الوظيفي
وأوضحت د. وفاء أن "التثقيف الصحي" هو خط الدفاع الأول، مضيفة أن الكثيرات قد يجهلن أن هذه الأعراض لها سبب عضوي حتى يستعدوا لها، خاصة خلال فصل الصيف بهجماته الحارة، ومن أهم نقاط التوعية التي توصي بها:
- تعريف الفتيات بأعراض الهبوط المرتبط بالحرارة: مثل الشعور المفاجئ بالضعف، شحوب الوجه، تعرق غزير، ونهجان.
- نشر الوعي حول عوامل الخطر مثل: التعرض للشمس، الوقوف لفترات طويلة، وعدم شرب الماء الكافي.
- توضيح استراتيجيات الوقاية والإسعاف، وأهمية عدم الاستهانة بأي عرض جسدي حتى وإن بدا بسيطًا.
- مكافحة المفاهيم الخاطئة التي تربط هذه الأعراض فقط بالضغط النفسي أو الحالة المزاجية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية