تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
قد يتوقف تنفس الطفل فجأة دون مقدمات، وهنا ينهار بعض الآباء والأمهات، يدخلون في حالة من الصراخ والبكاء وفقدان السيطرة، مما يتسبب في ضياع الوقت الثمين الذي قد ينقذ حياة الطفل، بينما يتصرف آخرون بهدوء ويتوجهون فورًا إلى المستشفى لإنقاذ صغيرهم.
ولأن الموقف مرعب وحرج، من الضروري معرفة أسباب توقف التنفس المفاجئ، وكيفية التعامل السريع، وطرق الوقاية والعلاج، وهو ما نوضحه في هذا التحقيق.
ولأن الموقف مرعب وحرج، من الضروري معرفة أسباب توقف التنفس المفاجئ، وكيفية التعامل السريع، وطرق الوقاية والعلاج، وهو ما نوضحه في هذا التحقيق.
أسباب توقف التنفس عند الأطفال الكبار
تقول الدكتورة سارة فوزي سلام، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة؛ إن نوبات التوقف الحقيقي للتنفس عند الأطفال الكبار غالبًا ما تأتي بعد نوبات من الغضب أو الخوف أو الألم الشديد، وغالبًا ما يكون البكاء الشديد هو الشرارة الأولى لحدوثها، وتضيف، خلال هذه النوبات تظهر على الطفل علامات خطيرة أهمها:
• شحوب الوجه أو ميله إلى اللون الأبيض.
• زرقة الأطراف والشفاه لمدة تصل أحيانًا إلى دقيقتين.
عادة ما يعود التنفس إلى طبيعته دون تدخل طبي، ويكفي تهدئة الطفل من خلال احتضان الأم له أو تدليك القفص الصدري برفق إذا كان عمره أكبر من عامين.
لكن د. سارة تحذر، رغم أن هذه النوبات حميدة في معظم الأحيان، إلا أن وقوعها لأول مرة قد يكون مرعبًا للأهل، وقد تسبب حوادث إذا حدثت في مكان خطر، خاصة بين عمر سنة إلى ثلاث سنوات، وتشير إلى أنه إذا صاحب التوقف تشنجات قصيرة لثوانٍ معدودة فلا داعي للقلق، أما التشنجات الطويلة فقد تكون علامة على خطورة أكبر.
تؤكد د. سارة أن هناك نوعين أساسيين من نوبات التوقف:
النوع الأول: مصحوب بزرقة الأطراف والشفاه نتيجة امتناع الهواء عن الدخول للرئتين.
النوع الثاني: مصحوب بشحوب الوجه، ويكون بسبب قلة نبضات القلب وانخفاض تدفق الدم للمخ وأعضاء الجسم.
وفي هذه اللحظة، الحل السريع هو تهدئة الطفل، وإبعاده عن أماكن الخطر، ومحاولة منحه شعورًا بالاطمئنان. وإذا كان الألم هو السبب – كحالات الكسور أو أمراض العظام – فلا بد من إعطائه مسكنات تحت إشراف الطبيب لتجنب تكرار توقف التنفس.
توقف التنفس عند الرضع
تضيف د. سارة: من المهم التفرقة بين توقف التنفس عند الأطفال الكبار والرضع، فالرضع قد يتوقف تنفسهم لفترة تصل إلى 20 ثانية نتيجة عدة أسباب، منها:
• الولادة المبكرة قبل 35 أسبوعًا لعدم اكتمال الجهاز التنفسي.
• انسداد مجرى الهواء نتيجة ابتلاع السائل الأمنيوسي أو وجود إفرازات زائدة في الرئة.
• التوقف المركزي بسبب عدم وصول إشارات من المخ لعضلات التنفس.
• الاختناق أثناء الولادة مما قد يسبب ضمورًا في خلايا المخ أو نزيفًا داخليًا.
• الصفرة التكسيرية أو نقص الأكسجين.
• عدم اكتمال الرئة بشكل كافٍ.
وهناك بعض الأطفال يولدون بعيوب خلقية في القلب تؤدي إلى بطء في ضرباته وانخفاض تدفق الدم، وهو ما قد يتسبب مباشرة في توقف التنفس بشكل مفاجئ.
هل دائمًا يدعو للقلق؟
تشير د. سارة إلى أنه لا داعي للقلق إذا حدث توقف تنفس بسيط عند الرضيع لم يصاحبه زرقة في الشفاه أو الأطراف، ولم يدم أكثر من 5 ثوانٍ، فهذه النوبات قد تكون طبيعية وتزول من تلقاء نفسها، لكن إذا تكررت النوبات، أو استمرت لفترة طويلة، أو صاحبها تغير في لون الجلد أو تشنجات، فلا بد من مراجعة الطبيب فورًا.
الموت المفاجئ للرضع أثناء النوم
أما الدكتورة ولاء الأمير، استشاري طب الأطفال بالقصر العيني، فتوضح أن ما يُعرف بالموت المفاجئ للرضع يحدث غالبًا أثناء النوم في السنة الأولى من عمر الطفل، وقد يمتد حتى سن ثلاث سنوات، وتزيد الخطورة مع بعض العوامل مثل:
• نوم الرضيع على بطنه، التدخين بجوار الطفل، نومه على فراش طري وناعم جدًا، أو الولادة المبتسرة أو نقص النمو (الخديج).
وتنصح د. ولاء الأمير بعدة إجراءات وقائية لتجنب انقطاع التنفس:
• نوم الطفل على ظهره دائمًا وفي سريره الخاص.
• تجنب التدخين تمامًا في محيط الطفل.
• متابعة التطعيمات الدورية.
• الحصول على علاجات وقائية لتنشيط التنفس إذا أوصى الطبيب.
• تدريب الأبوين على الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي.
• استخدام أجهزة مراقبة التنفس أو خزان الأكسجين عند الحاجة.
الخُدّج في دائرة الخطر
يوضح الدكتور محمد جمال فرغلي، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، أن الأطفال الخُدّج لديهم خصائص تجعلهم أكثر عرضة لانقطاع التنفس، منها صغر حجم الجسم، وجود جلد رقيق شفاف، قلة الدهون تحت الجلد، صعوبة تنظيم حرارة الجسم والتنفس، ومشاكل في المص والبلع.
ويضيف أن هؤلاء الأطفال يحتاجون للبقاء في الحضانة فترة طويلة، حيث تتم مراقبتهم وتزويدهم بالأكسجين حتى يكتمل نمو الرئة ويصبحوا قادرين على التنفس بشكل طبيعي.
ويؤكد د. محمد علي أن هناك أسبابًا أخرى لانقطاع التنفس المفاجئ منها:
• العدوى الشديدة سواء بالجهاز التنفسي أو المخ.
• دخول جسم غريب إلى مجرى الهواء (طعام أو لعبة صغيرة).
• تضخم اللوزتين أو اللحمية.
• تناول أدوية مثبطة للجهاز العصبي.
وتظهر الأعراض في صورة زرقة الوجه واللسان والشفتين، مع إغماء يتجاوز 20 ثانية، وهنا يجب تنبيه الطفل على الفور بتحريكه أو بالضغط الخفيف على قدميه وظهره حتى يصل إلى المستشفى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية