تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : إنفلونسر ولا بلوجر.. معايير النجاح على منصات التواصل الاجتماعي
source icon

سبوت

.

إنفلونسر ولا بلوجر.. معايير النجاح على منصات التواصل الاجتماعي

كتب:إيمان يسري

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث انتشرت بشكل واسع وأصبح لها رواد بالملايين، يمتلكون تأثيرًا عميقًا على حياتنا الاجتماعية والفكرية، وأثارت أزمة "البلوجرز" الأخيرة جدلاً كبيرًا، إذ سلطت الضوء على خطورة بعض ما يقدمونه من محتوى، وفتحت أعيننا على جيل جديد يتشكل وعيه وقيمه من خلال ما يشاهده على هذه المنصات، لا من خلال القيم والأخلاق الراسخة. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل يمكننا احتواء هذه الظاهرة وتقديم نماذج ناجحة ومؤثرة تفيد المجتمع؟

الفروق بين صُنّاع المحتوى 
توضح إنجي جميل، مديرة التسويق الإلكتروني بإحدى الشركات الخاصة، ومستشار ومدرب في مجال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن هناك فروقًا بين أنواع صُنّاع المحتوى:

- البلوجر (Blogger): يركز على المحتوى المكتوب والتجارب الشخصية.
- الفلوغر (Vlogger): يوثق يومياته وتجربته عبر الفيديو على منصات مثل "يوتيوب" و"تيك توك".
- اليوتوبر (YouTuber): هو صانع محتوى فيديو على "يوتيوب" تحديدًا، وقد يكون محتواه تعليميًا، ترفيهيًا، أو على شكل فلوغ.
- الإنفلونسر (Influencer): هو المظلة الأكبر، ويُقصد به أي شخص قادر على التأثير في جمهوره، سواء كان بلوجر، فلوغر، يوتوبر، أو حتى شخصية عامة.

معايير الإنفلونسر الناجح
تشير إنجي إلى أن نجاح صانع المحتوى لا يقاس بعدد المتابعين فقط، وإنما بعدة معايير أساسية أهمها، المصداقية والشفافية، تقديم قيمة حقيقية للجمهور، الالتزام الأخلاقي، التفاعل الإيجابي، والتأثير البنّاء، لا مجرد لفت الأنظار.

وتؤكد أن إشراك المؤثرين في حملات توعية، مبادرات تعليمية وصحية، أو دعم قضايا مجتمعية، يسهم في استثمار طاقتهم وتوجيهها بشكل إيجابي.

كما أوضحت أن التسويق عبر الإنفلونسرز يمكن أن يكون أداة فعّالة إذا تم اختيارهم وفق معايير مهنية واضحة، تجمع بين المصداقية والالتزام. فعلى الصعيد التسويقي، يعدّون أداة قوية للوصول إلى الجمهور المستهدف، وعلى الصعيد الاجتماعي يمكن أن يشكلوا جسرًا بين المؤسسات والجمهور إذا وُجهوا بالشكل الصحيح.

وتحذر من سهولة دخول هذا المجال في غياب الضوابط، مشيرة إلى أن المشكلة ليست في الأداة ذاتها، بل في كيفية الاستخدام. فالمحتوى الهادف والملهم يرفع الذوق العام، بينما المحتوى السطحي أو غير الهادف يترك أثرًا سلبيًا على القيم والمعايير المجتمعية.

ولهذا، دعت إلى ضرورة وضع إطار تنظيمي يحمي المجتمع ويضمن أن المحتوى يعكس قيمًا أخلاقية بعيدة عن اللهاث وراء الشهرة أو المال السريع.

الإعلام وصنّاع المحتوى
تشير الدكتورة ماجدة باجنيد، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة الأهرام الكندية، إلى أن كليات الإعلام أصبحت تدرّس كيفية صناعة محتوى جيد على المنصات الرقمية، وأكدت أنها تشرف شخصيًا على مشاريع تخرج طلابية مميزة تركز على قضايا مثل التنمية المستدامة ونقل عمق الثقافة المصرية، مشيرة إلى أن تطبيق مثل هذه النماذج على منصات التواصل سيصنع إنفلونسر ناجح بحق.

كما أكدت أن دور الإعلام يتمثل في توعية الشباب بشكل ذكي وغير مباشر، إذ إن الجيل الجديد يميل إلى رفض الأسلوب المباشر في التوجيه. وشددت على أن التوعية المجتمعية يجب أن تكون مدروسة وملائمة لطبيعة المنصات.

وحذرت من خطورة مفهوم "الشهرة السريعة" على المنصات، واصفة إياها بأنها شهرة زائفة ترتبط غالبًا بمحتوى غير لائق. كما دعت الفنانين والشخصيات العامة إلى انتقاء كلماتهم وتصرفاتهم بعناية، نظرًا لتأثيرهم الكبير على المجتمع عبر هذه المنصات.

أساسيات النجاح لصانع المحتوى
من جانبها، تقول الدكتورة أمل رضوان، الكاتبة وأستاذة علم الاجتماع، إن صانع المحتوى الناجح لا بد أن يتحلى بعدة معايير أخلاقية ليصبح مؤثرًا حقيقيًا ويترك بصمة إيجابية في المجتمع، ومنها:

- اختيار الكلمة بعناية، فهي أمانة إما له أو عليه، كما جاء في قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".
- الصدق والشفافية، خصوصًا في الإعلانات عن المنتجات والخدمات، بحيث لا يكون الهدف هو الربح على حساب الجودة.
- احترام الخصوصية، وعدم اقتحام حياة الآخرين أو نشر شائعات لمجرد جذب المشاهدات.
- الالتزام بحقوق الملكية الفكرية، وعدم سرقة محتوى الغير ونسبه إلى نفسه.
- الإحساس بالمسئولية، فكلما زاد عدد المتابعين زادت المسؤولية تجاه المجتمع، خاصة وأن المراهقين يقلدون المؤثرين في الكلام والملبس والأفكار.

وحذرت د. أمل من خطورة المحتوى غير الهادف على أمن المجتمع واستقراره، مؤكدة ضرورة وجود معايير واضحة وضوابط للعمل في هذا المجال. وأوضحت أن الهدف ليس فرض قيود على الإبداع، بل توجيهه نحو تنمية الفكر والابتكار الحقيقي، بعيدًا عن الابتذال والإسفاف.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية