تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يتعرض مريض السكري بنوعيه الأول والثاني في كثير من الأحيان لغيبوبة مفاجئة، ويقف المحيطون به في حيرة؛ هل السبب ارتفاع مستوى السكر أم انخفاضه؟ وفي كلتا الحالتين، يظل التعامل السريع الصحيح هو الفارق بين إنقاذ المريض أو تعريضه للخطر، وفي هذا التقرير يوضح مجموعة من الاستشاريين أهم العلامات الفارقة بين نوعي الغيبوبة، وطرق التعامل والوقاية منها.
غيبوبة السكر المنخفض.. الأخطر
تؤكد الدكتورة منال ثروت، استشاري الباطنة ورعاية القلب المركزة، أنه للتعامل الصحيح مع غيبوبتي السكر، يجب أولًا التفرقة بين نوعيهما، إذ توجد علامات مميزة لغيبوبة السكر المنخفض، وهي:
- برودة شديدة في الجسم (يشعر المريض وكأن جسده مثلج).
- تعرق غزير بشكل ملحوظ.
- سرعة ضربات القلب.
أما في حالة غيبوبة السكر المرتفع فتظهر الأعراض التالية:
- اضطراب في الوعي.
- رائحة فم تشبه الأسيتون أو الفواكه.
وتحذر د. منال، من خطورة غيبوبة السكر المنخفض، حيث قد يُخطئ البعض في التعامل معها على أنها ارتفاع في السكر، فيتم إعطاء المريض علاجًا خافضًا، وهو ما يمثل خطرًا جسيمًا على حياته.
وتنصح بأنه في كلتا الحالتين يجب التوجه إلى المستشفى، ووضع المريض تحت الملاحظة في الرعاية المركزة لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة.
وفي حالة غيبوبة السكر المنخفض، إذا استعاد المريض وعيه بعد تناول قطعة حلوى أو مصدر للجلوكوز يمكن متابعته بالمنزل، أما إذا لم يستجب، فيجب نقله فورًا للمستشفى لإعطائه محلول جلوكوز بتركيز 10% عبر كانيولا مركزية يصعب تركيبها في المنزل، مؤكدة أن قياس مستوى السكر في حالة الشك هو الحل الأمثل لتحديد نوع الغيبوبة بدقة.
نصائح لتجنب الدخول في الغيبوبة
وتوصي د. منال، مرضى السكر باتباع خطوات وقائية أساسية لتجنب الغيبوبة بنوعيها، وهي:
- اتباع نظام غذائي سليم ومتوازن.
- تناول الدواء في مواعيده المنتظمة.
- مراجعة الطبيب دوريًا وإجراء التحاليل والفحوصات كل 6 أشهر على الأقل، وتشمل:
- تحليل سكر تراكمي، صائم، وفاطر.
- وظائف الكلى والكبد.
- تحليل نسبة الزلال في البول.
- فحص قاع العين والشبكية مرة سنويًا.
أسباب التعرض لغيبوبة السكر
تشير الدكتورة ميادة محمود بشير، استشاري الباطنة والكلى، إلى أن غيبوبة السكر المنخفض تحدث عندما يقل مستوى السكر في الدم عن 70 ملجم/ديسيلتر، وتصبح خطيرة للغاية عند انخفاضه إلى 54 ملجم.
وتوضح أن السبب المباشر هو عدم وصول الجلوكوز إلى خلايا المخ، فيبدأ الجسم بإفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول لمحاولة رفع مستوى السكر، مما يسبب تسارع ضربات القلب والتعرق الشديد، وهي من أسباب الوفاة في بعض الحالات.
وفي حال كان المريض واعيًا، يُنصح بوضع ملعقة صغيرة من العسل أو المربى تحت اللسان أو على جدار الفم لرفع مستوى السكر بسرعة.
أما في حال فقدان الوعي الكامل، فيجب وضع المريض على جانبه الأيسر لمنع بلع اللسان، مع الاتصال بالإسعاف فورًا أو نقله لأقرب وحدة طبية.
ومن أهم أسباب غيبوبة السكر المنخفض، أخذ جرعة الأنسولين دون تناول طعام، تناول وجبة قليلة مع جرعة عالية من الأنسولين، بذل مجهود بدني زائد لا يتناسب مع كمية الطعام أو جرعة الدواء، بالإضافة إلى تناول أدوية غير مناسبة للحالة خاصة عند وجود خلل في وظائف الكلى، مما يؤدي إلى بطء التخلص من الدواء.
وتشير د. ميادة إلى أن غيبوبة السكر المنخفض الناتجة عن دواء غير مناسب أخطر من تلك الناتجة عن الأنسولين، وغالبًا تتطلب البقاء بالمستشفى حتى 3 أيام تحت الملاحظة.
أنواع غيبوبة السكر المرتفع
أما غيبوبة ارتفاع السكر فتوضح استشاري الباطنة والكلى أنها تنقسم إلى نوعين رئيسيين:
1. الغيبوبة الكيتونية: وتحدث بنسبة 90% لدى مرضى السكري من النوع الأول (الأطفال)، نتيجة انعدام إفراز الأنسولين، فيلجأ الجسم لاستخدام الدهون لإنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى تراكم الأجسام الكيتونية المسببة لحموضة الدم الشديدة.
وأعراضها: ارتفاع كبير في السكر (300–600 ملجم تقريبًا)، جفاف الجسم ودفء الجلد، عطش شديد وجفاف الفم واللسان، زيادة التبول قبل فقدان الوعي، ويلاحظ الشكوى من النَفَس السريع والعميق.
وفي حالة الوعي، يجب إعطاء المريض كميات كبيرة من الماء والتوجه للمستشفى فورًا، أما في حال الإغماء، يوضع على الجانب الأيسر مع إمالة الرأس للأمام لحماية مجرى التنفس.
2. الغيبوبة غير الكيتونية: تصيب عادة مرضى السكري من النوع الثاني، حيث يفرز البنكرياس الأنسولين بنسبة بسيطة، ويصل السكر في الدم إلى 1000 ملجم أحيانًا دون حموضة، وتظهر الأعراض تدريجيًا خلال عدة أيام، ومن أعراضها: جفاف شديد للجلد، فقدان كميات كبيرة من الماء.
وفي النوعين يجب التوجه فورًا إلى المستشفى، ووضع المريض في غرفة العناية المركزة لإعطائه المحاليل والعلاج المناسب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية