تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : أنت كمبدع.. كيف تحمي نفسك في عصر الذكاء الاصطناعي؟!
source icon

سبوت

.

أنت كمبدع.. كيف تحمي نفسك في عصر الذكاء الاصطناعي؟!

كتب:هايدي شتات

أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) اليوم ليس مجرد أداة تقنية، بل محركًا أساسيًا للابتكار في مختلف المجالات: من الطب والتعليم إلى الإعلام والصناعة.

غير أن هذا التطور المتسارع فتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية، وكيفية ضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التطبيقات دون الوقوع في انتهاكات القانون، ومن يمتلك ناتج الذكاء الاصطناعي؟ وهل يعدّ “المبدع الآلي” منافسًا عادلًا أم معتديًا رقميًا؟

قضية تشغل العالم
وفي هذا الإطار يرى أيمن سلامة، الكاتب والسيناريست، ورئيس جمعية مؤلفي الدراما، إن الذكاء الصناعي وارتباطه بالملكية الفكرية أصبحت من القضايا التي تشغل العالم كله.

وأضاف: "لست ضد المبدعين من الشباب المجتهدين الذين قاموا بنية صادقة وواضحة بإعداد فيديوهات مستخدمين الذكاء الصناعي بهدف وطني وهو الترويج للسياحة المصرية، خلال احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير، وعرض التاريخ المشرف ولكن دون التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأي مبدع أو إقحام شخصيات مشهورة، في العمل المنتج بهذه التقنية دون موافقتهم".

تقنين متوقع
وتوقع تقنين التعامل مع الذكاء الصناعي، للحفاظ على أمن المعلومات وحقوق الملكية الفكرية خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل وجود منظمة الوايبو، وهي المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة، موضحا أن هناك عدد من الأجهزة المصرية التي تقوم بمحاولات لتقنين استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، ومنها الجهاز المصري للملكية الفكرية، وكذلك جمعية مؤلفي الدراما.

وأشار "سلامة"، إلى أن استخدام أغاني وأصوات الفنانين المعروفين في توليد محتوى بالذكاء الاصطناعي كالمتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حاليا، هي تعدي صريح ليس فقط على حقوق الفنانين وإنما على حقوق الفن والتراث المصري، وسببا في وقوع الأجيال الجديدة في فخ الخلط بين الحقيقة والزيف، فضلا عن إمكانية إشعال الفتن التي قد تصل للحروب، مع استخدام تلك التقنية في إعداد فيديوهات بتصريحات مفبركة على لسان مسئولين.

قوانين منظمة
وأوضح د. ايهاب سيد؛ رئيس المركز المصري لحقوق المؤلف، أن هناك عدد من القوانين التي تحكم استخدام الذكاء الصناعي في استخدام المعلومات وتضمن الحفاظ على حقوق صاحب الملكية الفكرية سواء كانت تجارية أو أدبية.

ولفت إلى أن تلك القوانين تتضمن القانون ٨٢ لسنة ٢٠٠٢، والقانون ١٠ لسنة ٢٠٠٣، والقانون ١٢٨ لسنة ٢٠٠٨، والتي تنظم حقوق" صاحب الملكية "، سواء كانت ملكية مالية أو كانت ملكية أدبية، بما في ذلك حقوق المؤلف والناشر، وفي حالة الاستعانة بالإسم او الصورة ،  في محتوى رقمي بالذكاء الصناعي  دون إذن صاحبها ، يعد "اعتداء فعلي على صاحب الحق ". فقبل الإستعانة بحياة صاحب الحق لابد من أخذ الإذن من صاحب الحق سواء كان" تجاري " او أدبي  ولا يوجد أي استثناء في ذلك .

شروط مهمة
وأكد رئيس المركز المصري لحقوق المؤلف، أن الاستعانة بصور أو أصوات الفنانين في توليد فيديوهات بالذكاء الاصطناعي أو غيره، يعد إعتداء واضح وصريح على حقوق الفنان أو الكاتب، موضحا أنه بعد الإبلاغ وإثبات الواقعة، يتم وقف العمل "النشر"، على محرك البحث جوجل، وبعد ١٥ يوما يتم رفع قضية دعوى تعويض من صاحب الحق (من انتهكت حقوقه) على من قام بالعمل (المُنتهك).

وأكد د. إيهاب على ضرورة أن يكون العمل المنشور، فكرته مباحة ومطابقا للقوانين، كأن لا يتضمن محتوى مُشين ككيفية تصنيع المخدرات، أو ينافي الآداب العامة، أو يروج لأفكار تهدد الأمن والسلم العام، أو المثلية الجنسية، أو يستعين بصور محكوم عليه بالإعدام، يقوم صانع المحتوى بسرد قصته على العلن، منتهكا حقوقه، إضافة لأن يكون تكون منصة النشر مطابقة لقوانين المجلس الأعلى للإعلام.

أداة قوة ولكن!
في ذات السياق، أكد د. محمد محسن رمضان مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوة، لكن هذه القوة قد تتحول إلى سلاح ضد المستخدم نفسه إذا لم تُمارس في إطار من الأمن، والأخلاق، والقانون، مشددا في الوقت نفسه، على أن حماية حقوق الملكية الفكرية ليست عائقًا أمام الابتكار، بل هي ضمانة حقيقية لاستدامته، وصون لحقوق المبدعين والمجتمعات على حد سواء.

وأضاف: "الذكاء الاصطناعي يتيح للباحثين والمبدعين سرعة غير مسبوقة في توليد الأفكار، وكتابة المحتوى، وتصميم الصور، وحتى ابتكار الحلول التقنية، لكن في المقابل، يمكن أن يضر المستخدم – عن قصد أو غير قصد – إذ سقط في فخ الاعتداء على حقوق الآخرين، خاصة عند استخدام البيانات أو الصور أو النصوص أو النماذج التي تمتلكها جهات أو أفراد آخرون.

آليات تحمي المُبدع
وحول كيف يتجنب المبدع الوقوع في الانتهاك، أوضح مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، أن ذلك من خلال:

استخدام الأدوات المرخصة: اختر منصات الذكاء الاصطناعي التي تقدم تراخيص واضحة لمخرجاتها.

الاعتماد على الإبداع الشخصي: اجعل الذكاء الاصطناعي داعمًا، لا بديلًا عن فكرك وابداعك.

الاطلاع المستمر على القوانين: على المبدعين أن يواكبوا تحديثات التشريعات الخاصة بالملكية الفكرية.

التعاون مع خبراء قانونيين وتقنيين: لضمان حماية الابتكار من أي ثغرات قانونية.

أمثلة لانتهاك حقوق الملكية الفكرية بالذكاء الاصطناعي

لم تتوقف قضايا الملكية الفكرية عند حدود التنظير القانوني، بل ظهرت بالفعل عدة نزاعات شهيرة حول العالم:

1. قضية الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي (Getty Images ضد Stability AI – 2023)
شركة Getty Images رفعت دعوى قضائية ضد شركة Stability AI بدعوى استخدام ملايين الصور المملوكة لها في تدريب نموذج توليد الصور دون ترخيص. القضية ما زالت منظورة أمام المحاكم، وتُعد من أكبر النزاعات في هذا المجال.

2. الموسيقى والأصوات الاصطناعية (قضية Drake وThe Weeknd – 2023)
انتشرت أغنية مزيفة عبر الذكاء الاصطناعي تقلد أصوات المطربين العالميين Drake وThe Weeknd، ما أثار أزمة كبرى في صناعة الموسيقى. شركات الإنتاج تدخلت بسرعة لحذف المحتوى وفتح باب النقاش حول حقوق الفنانين في عصر الذكاء الاصطناعي.

3. قضايا حقوق المؤلفين والكتاب (Authors Guild ضد OpenAI – 2023)
عدد من الكتاب والمؤلفين الأميركيين – من بينهم أسماء شهيرة – أقاموا دعاوى قضائية ضد شركات مطورة لأدوات الذكاء الاصطناعي، بدعوى استخدام كتبهم في تدريب النماذج دون إذن مسبق أو تعويض عادل.



 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية