تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : أنت ضحية مثالية.. حين تتحول حقائبك لطعم للصوص المطار
source icon

سبوت

.

أنت ضحية مثالية.. حين تتحول حقائبك لطعم للصوص المطار

كتب:نهى العليمي

المطار.. بوابة السفر للمتعة والاكتشاف وتحقيق الأحلام المؤجلة، لكنه أيضًا قد يصبح كابوساً للبعض وتجربة سيئة بسبب سرقة او احتيال، دراسة حديثة وتقارير أمنية توضح أن المطار بيئة مثالية للصوص والمحتالين وسط الزحام، بسبب ضغط الوقت، وتشتت الانتباه ما بين جواز السفر ووزن الحقائب، أو حمل الأطفال وحقائب اليد، قد تنشأ لحظة الغفلة التي ينتظرها السارق.

في تقارير أمنية دولية صادرة عن عدد من المطارات الأوروبية، مثل مطار شارل ديجول الفرنسي، ومطار هيثرو في لندن، صُنّفت مناطق الانتظار، ومناطق استلام الحقائب، وكذلك طوابير الجوازات كمواقع عالية الخطورة من حيث احتمالية حدوث سرقات، وفي تقرير نشره موقع Skycop المتخصص في شئون السفر، أن اللص لا يستهدف الحقيبة الأكبر أو الأجمل، بل الشخص الأكثر توترًا، والأقل وعيًا بمحيطه فالضحية لا تُختار صدفة.


مواصفات مثالية
وعرضت دراسة بريطانية منشورة في مجلة السلوك الإجرامي والصحة العقلية Criminal Behaviour and Mental Health   مواصفات للضحية "المثالية" داخل المطار وهي:

- المسافر المنفرد: يكون أكثر عرضة لأنه يضطر لحمل كل شيء بنفسه.
- الأسرة التي تصطحب أطفالًا: نسبة التشتت والانشغال تكون مرتفعة للغاية.
- الراكب المرهق أو المتوتر: إرهاق الطيران أو الخوف من التأخير يجعله أقل انتباهًا.
- من يترك حقيبته للحظات قصيرة: سواء أثناء التفتيش، أو الذهاب إلى دورة المياه، أو الانشغال بالهاتف. 

وعلى لسان أحد اللصوص في مقابلة شهيرة مع صحيفة الجارديان قال: "كنت أراقب الشخص لا الحقيبة، فالشخص هو من يسمح بالسرقة دون أن يدري" وشرح أن هناك بعض الحيل التي يستخدمها باستمرار لعمليات سرقة ناجحة منها:

- الاندساس في الصفوف: فيقف خلف المسافر في طابور الجوازات، وينتظر لحظة انشغاله بجواز السفر ليسرق حقيبة يده أو هاتفه.
- حيلة "الاستعجال": حيث يدّعي أحدهم أنه على وشك فقدان طائرته، ويطلب المساعدة أو المرور قبلك، ليربكك ويعمل شريكه على سرقة مقتنياتك.
- الجلوس بالقرب من الضحية: وانتظار أن تضع الضحية محفظتها أو جوازها على الطاولة أو الكرسي، فينقضون عليها بلحظة ارتباك.
- سرقة الحقائب المشابهة: فيحمل الحقيبة ببساطة ويمشي بعيدًا كأنها تخصه، مستغلًا الشبه بين الحقائب.
 
السارق ذكي وانتهازي
تُعرّف السرقة في المطارات نفسيًا بأنها نوع من "الانتهازية عالية التنظيم"، هكذا وصفها الدكتور عبد الله ناصر أستاذ علم النفس الجنائي، محللًا شخصية الجاني، فيقول: اللص هنا ليس مريضًا نفسيًا، بل على العكس، هو شديد الملاحظة والبرود، يملك حسًا قويًا بالتوقيت، ويتغذى على الفوضى اللحظية، إنهم صيادون في أماكن مزدحمة، يتعمدون اختيار المواقف التي تشتت انتباه الضحية، ما بين أطفالها أو إجراءات السفر.

ويضيف د. عبد الله، إن اللصوص يعتبرون المطار ساحة مثالية لأن الضحية لا تملك وقتًا للتصرف، وغالبًا ما تُسجَّل السرقة لاحقًا بعد مغادرة الموقع، ما يصعب تعقب الجاني، واللصوص في المطارات ليسوا بالضرورة مقنّعين أو مهزوزين، بل قد يرتدون ملابس أنيقة ويجرون حقائب فخمة، والمفارقة أن الضحية قد تكون شخصًا ذكيًا، لكنها فقدت تركيزها لثوانٍ فقط.

وينصح د. عبد الله، المسافر أن يتذكر دائمًا أن لصًا يراقب لا حقيبتك، بل تصرفاتك ودرجة تركيزك، وهناك بعض النصائح من خبرتي في هذا المجال، وهي:
 -لا تترك حقيبتك دون مراقبة ولو لثوانٍ.

- وزّع النقود والأوراق المهمة في أكثر من مكان.
-لا تضع الهاتف أو المحفظة على الطاولات العامة أو المقاعد.
-لا تساعد الغرباء إن شعرت بارتباك أو توتر.
- التقط صورة لمحتويات حقائبك المهمة قبل السفر.

 الضحية السهلة
أما شخصية الضحية السهلة كما يراها الدكتور محمد عبد الحميد استشاري علم النفس المعرفي والسلوكي، فيصف ملامحها الشخصية، قائلاً: الضحايا في الغالب ليسوا سذجًا أو قليلي الذكاء، بل يعانون من حالة تسمى التحميل المعرفي الزائد؛ Cognitive Overload والمطار بيئة مشحونة بالضغوط مثل توقيت الطائرة، الوزن الزائد، تأشيرة الدخول، الأطفال، الخوف من الفقد أو التأخير، كل هذه العناصر تستهلك انتباه الشخص بالكامل، وتتركه مكشوفًا دون أن يدري.
وهناك أيضًا سلوك نفسي شائع يُسمى وهم الأمان المؤقت، حيث يفترض الإنسان أن وجوده في مكان منظَّم كالمطار، وبجواره رجال أمن وكاميرات، يعني تلقائيًا أنه في مأمن، هذا الوهم يجعله يُسقِط حذره، فيترك حقيبته، أو يثق بسرعة في شخص غريب، أو يتصرف دون وعي كامل.

ويشير د. عبد الحميد، إلى أن اللصوص المحترفين لديهم قدرة عالية على قراءة لغة الجسد، يراقب السارق تلك النظرة التي تجمع بين القلق والتشتت، أو طريقة الإمساك بالحقيبة، أو حتى طريقة السير المترددة، فالضحية السهلة ترسل إشارات غير واعية بأنها مشغولة وغير منتبهة، وهنا يضرب اللص ضربته.

ويختم قائلاً: ليس عيبًا أن تكون مرهقًا أو متوترًا في المطار، لكن الخطر الحقيقي أن تفترض أنك بمأمن، فاللصوص يراهنون دومًا على لحظة انشغالك لا على ضعفك العقلي، بل على ثقتك الزائدة، وللأسف لا تُكتشف بعض السرقات إلا بعد فوات الأوان، لأن الضحية تتوقع أن تكون أغراضها تحت السيطرة، ولا يراجع المسافر أغراضه إلا بعد الوصول، ولا يتذكر بدقة موقع آخر مرة رأوا فيها الغرض المفقود مما يصعب فرص استرجاعها.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية