تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ألوان مضافة ودقيق.. احذر مشروبات رمضان المغشوشة
source icon

سبوت

.

ألوان مضافة ودقيق.. احذر مشروبات رمضان المغشوشة

كتب:مروة علاء الدين 

مع حلول شهر رمضان، تزداد أهمية المشروبات التقليدية مثل الكركديه والخروب والتمر الهندي على الموائد المصرية، نظرًا لقيمتها الغذائية ودورها في تعويض السوائل المفقودة أثناء الصيام، ومع تزايد الإقبال عليها، أصبحت هذه السوق عرضة لعمليات الغش، حيث يتم استبدال المكونات الطبيعية بمواد صناعية قد تضر بالصحة، فكيف يمكن التمييز بين المشروبات الأصلية والمغشوشة؟ وما هي المخاطر الصحية المحتملة؟ وكيف يمكن للمستهلك اتخاذ قرارات أكثر أمانًا؟

بين التراث والتجارة
لم تعد المشروبات الرمضانية مجرد تقليد غذائي، بل هي جزء من التراث المصري والعربي، استخدم الفراعنة الكركديه لخصائصه الصحية، وظل حتى اليوم مشروبًا أساسيًا في المنازل والمقاهي، أما التمر الهندي، فقد دخل إلى المنطقة عبر البحر الأحمر، وكان معروفًا بفوائده للهضم.

في الماضي، كانت هذه المشروبات تُحضّر في "القِدْر النحاسي" بطرق تضمن جودتها، لكنها اليوم تُعبأ في أكياس بلاستيكية وتُباع في الأسواق العشوائية، مما زاد من احتمالية التلاعب بجودتها. وبينما سهلت الأساليب الحديثة عملية التوزيع والتخزين، فقد فتحت أيضًا الباب أمام عمليات الغش التجاري.

ورغم الحملات الرقابية، لا تزال الأسواق العشوائية بؤرة رئيسية لتداول المنتجات منخفضة الجودة، مما يستدعي وعيًا أكبر من المستهلكين عند الشراء.

آليات الغش
قد تبدو المشروبات الرمضانية الطازجة خيارًا صحيًا، لكن الواقع ليس دائمًا كذلك، يوضح أحمد مختار، صاحب محل عطارة، أن بعض التجار يلجئون إلى إضافة مواد صناعية غير آمنة، مثل الصبغات الحمراء والمُحليات الرخيصة، لتقليل التكلفة وزيادة الأرباح.

ويضيف: "المشروبات الجاهزة التي تُباع في الشوارع لا تتجاوز تكلفتها 5 جنيهات، لكنها تباع بثلاثة أضعاف السعر بفضل استخدام مكسبات الطعم واللون الصناعي".

وعن أبرز أساليب الغش، يوضح مختار:

الكركديه: يُخلط بأزهار الكركديه الصيني وقشور الرمان المجففة لإعطائه لونًا أكثر كثافة، كما تُضاف إليه أصباغ صناعية.

التمر الهندي: يُستبدل بمعجون صناعي مستورد يحتوي على ملونات ومواد حافظة.

الخروب: يُغش بإضافة دقيق الفول أو القمح، مع صبغات صناعية وسكرين لتعزيز الطعم.

المخاطر الصحية
توضح الدكتورة منال عز الدين، الباحثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية، أن المواد المستخدمة في الغش قد تسبب مشكلات صحية خطيرة، منها:

- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل التقلصات والإسهال.

- ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول والإرهاق، ويشكل خطرًا على مرضى السكري.

- تأثير سلبي على الكبد والكلى بسبب تراكم المواد الحافظة والأصباغ الصناعية.

- حساسية جلدية وتنفسية لدى الأطفال نتيجة التعرض المستمر للملونات الكيميائية.

وتحذر د. منال من أن هذه المشروبات قد تكون أكثر خطورة على الفئات الأكثر عرضة للأمراض، مثل الأطفال وكبار السن، الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى والكبد.

علامات المشروبات الأصلية
يؤكد الحاج عاطف، تاجر أعشاب في سوق الموسكي منذ 30 عامًا، أن الكركديه السوداني والخروب الصعيدي هما الأجود، لكن بسبب نقص المحصول المصري، يتم الاعتماد على الكركديه الصيني الأرخص، والذي غالبًا يكون مغشوشًا.

ويوضح أن هناك بعض العلامات التي يمكن أن تساعد المستهلك على التمييز بين المشروبات الأصلية والمغشوشة:

الكركديه الجيد: داكن اللون، وعند نقعه يعطي لونًا طبيعيًا غير زاهٍ بشكل مبالغ فيه.

الخروب الأصلي: له رائحة قوية وطعم طبيعي، وليس مفرط الحلاوة بسبب السكر الصناعي.

التمر الهندي الطبيعي: قطع خشنة الملمس، داكن اللون، وله طعم حمضي طبيعي، بعكس المغشوش الذي يكون أفتح لونًا وأقرب في الطعم للمشروبات الغازية.

وأشار إلى أن هناك علامات للغش التي يجب الحذر منها:

- لون زاهي غير طبيعي للمشروب.

- رغوة كثيفة غير معتادة عند سكبه.

- طعم شديد الحلاوة أو غير متوازن.

- رواسب غير طبيعية في قاع الأكواب.

خطر غير مرئي
تؤكدالدكتورة أسماء صالح، أخصائية التغذية العلاجية، أن 60% من المستهلكين لا يقرأون مكونات المشروبات الجاهزة، مما يزيد من احتمالية شراء منتجات مغشوشة، وتوضح أن بعض هذه المنتجات مثل السوبيا البودرة والمشروبات الجاهزة تحتوي على دهون مهدرجة، مما يزيد من خطر السمنة وأمراض القلب، سكر الفركتوز، الذي يسبب تراكم الدهون على الكبد، لبن بودرة منخفض الجودة، قد يحتوي على زيوت مهدرجة ضارة، كما تنصح د. أسماء بالآتي:

- شراء المشروبات من أماكن موثوقة مثل السلاسل التجارية الكبرى.

- تجنب المشروبات المعبأة مجهولة المصدر.

- قراءة مكونات المنتجات بعناية قبل شرائها.

- إعداد المشروبات في المنزل لضمان جودتها.

بدائل منزلية صحية
تنصح د. أسماء بإعداد المشروبات الرمضانية في المنزل لضمان جودتها، وتقدم بعض البدائل الصحية:

السوبيا: تحضيرها باستخدام جوز الهند الطبيعي، الفانيليا، الحليب المبستر، وقليل من العسل.

التمر الهندي: نقعه في ماء مغلي لمدة 6 ساعات دون إضافة سكر صناعي.

الكركديه: استخدام الكركديه السوداني الطبيعي بدلاً من المساحيق الجاهزة.

الحليب: اختيار اللبن الطازج أو المبستر بدلاً من اللبن البودرة مجهول المصدر.

نحو وعي استهلاكي
تبقى المشروبات الرمضانية جزءًا من التراث الغذائي، ولكن انتشار الغش التجاري يجعل المستهلك أمام تحدٍ للحفاظ على صحته، لذا فإن زيادة الوعي، اختيار المنتجات الطبيعية، وتحضير العصائر في المنزل، هو الحل الأمثل لضمان شهر رمضان صحي وآمن.

سوق المشروبات الرمضانية
وفقًا لتقرير اتحاد الغرف التجارية، يرتفع إنتاج العصائر خلال شهر رمضان بنسبة 30-50%، كما يشهد استهلاك السكر زيادة تصل إلى 50%، مما يدفع بعض التجار إلى اللجوء للغش لتعويض الطلب المتزايد، وتشير تقديرات اتحاد الغرف إلى أن خسائر الاقتصاد المصري بسبب الغش في المنتجات الغذائية تصل إلى 5 مليارات جنيه مصري سنويًا.

كما تبين بيانات جهاز حماية المستهلك أنه خلال موسم رمضان من العام الماضي، تم ضبط أكثر من 500 طن من المشروبات المغشوشة في الأسواق العشوائية. وتؤكد التقارير أن نحو 40% من المشروبات الرمضانية المعبأة مجهولة المصدر تحتوي على مواد صناعية غير آمنة.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن استهلاك الأغذية والمشروبات المغشوشة يتسبب في أكثر من 200 مرض، بما في ذلك التسمم الغذائي واضطرابات الجهاز الهضمي. كما تشير تقارير وزارة الصحة إلى أن 15% من حالات التسمم الغذائي خلال رمضان تكون مرتبطة باستهلاك مشروبات مغشوشة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية