تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بين نقوش الفراعنة وألوان الربيع، قصة عشق أبدية تجمع المصريين بالبيض الملون، تقليد عريق يعود إلى آلاف السنين، ولا يزال يحافظ على رونقه وسحره، شاهدًا على أصالة التراث المصري، "شم النسيم" ليس مجرد عيداً، بل هو رحلة عبر الزمن، حيث تعكس ألوان البيض ألوان الزهور، في هذا اليوم، نستعيد ذكريات الأجداد، ونحتفل بتراثنا الغني الذي يجمعنا على مائدة واحدة.
وفي هذا السياق، تحدثت الدكتورة بسمة محمود، استشاري نفسي، عن فوائد عادة تلوين البيض في شم النسيم وقالت إنها عادة قديمة تعود إلى العصور الفرعونية، وهي جزء لا يتجزأ من الاحتفال بهذا العيد الذي يرمز إلى تجدد الحياة وبداية فصل الربيع.
جو من البهجة والمرح
وقد كان المصريون القدماء يعتقدون أن البيض يرمز إلى خلق الحياة وتجددها، ويعلقونه في المعابد والمنازل كرمز للخصوبة والازدهار، واستمرت عادة تلوين البيض في مصر عبر العصور، وأصبحت جزءًا من التراث الشعبي المصري، لما من تأثير نفسي إيجابي على الأطفال والكبار، فهي تساهم في إضفاء جو من البهجة والمرح على الاحتفال.
ويعد تلوين البيض نشاطًا عائليًا ممتعًا يجمع أفراد الأسرة معًا، ويخلق ذكريات سعيدة، فما أجمل أن يجتمع كلاً من الأب والأم أو احداهما مع الأطفال، وتلوين البيض معهم حيث أنه يمنح الأطفال فرصة للتعبير عن إبداعاتهم ومهاراتهم الفنية، ويعد أيضًا وسيلة مباشرة للتعبير عما بداخلهم من مشاعر.
ويمنح تلوين البيض الأطفال حرية التعبير عن أنفسهم من خلال اختيار الألوان والرسومات التي يفضلونها، ويعزز قدرتهم على التفكير خارج الصندوق وتطوير مهاراتهم الفنية، ويتطلب تلوين البيض استخدام مهارات حركية دقيقة، مثل التحكم في اليد والأصابع، مما ينعكس إيجابًا على قدرتهم على الكتابة والرسم والقيام بالمهام الأخرى التي تتطلب دقة وتنسيقًا.
تقوية الروابط الأسرية
ويعد تلوين البيض نشاطًا ممتعًا يمكن للعائلة بأكملها المشاركة فيه، مما يقوي الروابط بين أفرادها، وتؤكد د. بسمة أن هذا يساهم في ترسيخ العادات والتقاليد المصرية القديمة لدي الأطفال مما يزيد من إحساسهم بالانتماء.
وعندما يرى الطفل البيض الملون الذي قام بتصميمه، يشعر بالفخر والإنجاز، ويعزز هذا الشعور ثقته بنفسه وقدرته على الإبداع والابتكار، وزيادة التفاعل مع الأخرين، واكتساب المهارات الاجتماعية، لافتة إلى أن تلوين البيض يعتبر نشاطًا مريحًا وممتعًا يساعد الأطفال على الاسترخاء وتخفيف التوتر والقلق، ويمنحهم فرصة للابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والاستمتاع بلحظات من المرح والسعادة.
وقدمت د. بسمة مجموعة من النصائح منها تشجيع الأطفال على استخدام ألوان زاهية ومختلفة، والابتعاد عن الألوان القاتمة، وأن ندع الأطفال يعبرون عن أنفسهم بحرية ولا نفرض عليهم أي قيود، مع مشاركة الأطفال في تلوين البيض والاستمتاع بالوقت معهم، واستخدام مواد تلوين آمنة وغير سامة للحفاظ على صحتهم.
طرق تلوين البيض
ومن جانبها، تحدثت الدكتورة شريفة أبو الفتوح، استشاري التغذية الشاملة وقالت: يعد تلوين البيض في شم النسيم نشاطًا ممتعًا ومفيدًا للأطفال، وهناك طريقتين لتلوين البيض فهناك من يستخدم ألوان طبيعية، وهناك من يستخدم الألوان الصناعية أو الملصقات.
ونصحت د. شريفة باستخدام الألوان الطبيعية وأن يكون البيض طازج وغير مكسور، مع ضرورة غسل البيض جيدًا قبل تلوينه، ونتركه يجف تمامًا قبل تقديمه، ويمكن استخدام الخل لتثبيت الألوان الطبيعية.
وتلوين البيض بألوان طبيعية سهل وآمن للغاية، وللحصول على اللون الأحمر والوردي، يمكن استخدام البنجر فهو يمنح البيض لون أحمر أو وردي، أو نستخدم الكركديه حيث يضفي لونًا أحمر داكن، أما اللون الأصفر والبرتقالي فيمكن استخدام الكركم حيث يمنح البيض لون أصفر ذهبي.
وقشر البصل يضفي لون برتقالي أو بني ذهبي، والجزر يمنح البيض لون برتقالي أيضا، وللحصول على اللون الأخضر فالسبانخ أو البقدونس يمنحان البيض لون أخضر فاتح، واللون الأزرق والبنفسجي يمكن استخدام الكرنب الأحمر فهو يضفي لون أزرق أو بنفسجي، والتوت الأزرق يضفي لون بنفسجي.
تحضير الألوان الطبيعية
ولتحضير الألون، تقول د. شريفة قم بتقطيع المواد الطبيعية إلى قطع صغيرة، وضعها في قليل مع الماء واتركها تغلي لمدة 15-30 دقيقة للحصول على لون مركز، مع تصفية السائل ونتركه يبرد.
ونسلق البيض جيدًا ونتركه يبرد، ونضع البيض المسلوق في الصبغة الطبيعية ونتركه لمدة تتراوح بين 30 دقيقة أو أكثر، حسب كثافة اللون المطلوب، ويمكن إضافة الخل للماء لزيادة ثبات اللون، ويمكن إضافة بعض الزيوت لزيادة لمعان البيض.
ويمكن تلوين البيض بأكثر من لون، عن طريق غمس جزء منه في لون ثم غمس الجزء الآخر في لون آخر، مؤكدة أن تلوين البيض بمواد طبيعية ليس فقط آمنًا وصحيًا، بل هو أيضًا نشاط ممتع ومبتكر يمكن للعائلة بأكملها المشاركة فيه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية