تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الهند وباكستان تهددان الكوكب بـ "الشتاء النووي"
source icon

سبوت

.

الهند وباكستان تهددان الكوكب بـ "الشتاء النووي"

كتب:إيمان طعيمة

تحذير خطير كان قد أطلقه وزير الدفاع الباكستاني، ليؤكد أنه في حالة اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان، فإن العالم بأسره لن ينجو من آثارها الكارثية، فالتصعيد بين القوتين النوويتين لا يهدد حدود الدولتين فقط، بل يفتح الباب أمام سيناريو مرعب قد يغير شكل الحياة على كوكب الأرض بالكامل.

ومن بين أسوأ هذه السيناريوهات، ظاهرة تُعرف بـ "الشتاء النووي"، وهي كارثة بيئية محتملة تحدث نتيجة سحب ضخمة من الدخان والغبار الناتجة عن الانفجارات النووية، تحجب أشعة الشمس عن الأرض، وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة عالميًا من 10 إلى 20 درجة مئوية، ما يؤدي إلى دمار زراعي ومجاعات قد تستمر لسنوات.

تبريد عالمي
يقول الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، أنه في حال اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان، والتي تمتلك كل منهما ترسانة نووية كبيرة، فإن العالم لن يواجه كارثة محصورة جغرافياً، بل سيجد نفسه أمام ظاهرة تُعرف بـ "الشتاء النووي"، وهي فترة من التبريد العالمي الناجم عن سُحب هائلة من الدخان والسُخام المتصاعد من المدن المحترقة والنباتات المدمرة، والتي ستحجب أشعة الشمس عن سطح الأرض لعدة أشهر أو سنوات.

كما أن الدخان الناتج عن الانفجارات النووية سيغطي الكرة الأرضية خلال أسبوعين فقط، ويرتفع إلى طبقات الجو العليا حيث لا تهطل الأمطار، ما يعني أن هذا الدخان سيظل معلقاً في الغلاف الجوي لسنوات، متسبباً في انخفاض درجات الحرارة وغياب ضوء الشمس، حتى المزارعين في أوروبا أو أميركا، والذين يبعدون آلاف الكيلومترات عن مسرح العمليات، سيشاهدون سماء ملبدة بالدخان ويقفون على محاصيل ذابلة جراء البرد ونقص الضوء، لذلك فإن التبعات الزراعية ستكون كارثية، مشيراً إلى أن محاصيل رئيسية مثل القمح والذرة والأرز قد تشهد انخفاضاً في الإنتاج يصل إلى 40% لعدة سنوات متتالية.

نماذج محاكاة
وتشير نماذج محاكاة علمية إلى أن استخدام 100 رأس نووي فقط (من أصل أكثر من 300 لكل دولة) سيؤدي إلى حرائق حضرية ضخمة تطلق ما بين 5 - 7 ملايين طن من السخام إلى طبقات الجو العليا، ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 - 2.5 درجة مئوية، هذا الانخفاض قد يبدو بسيطاً، لكنه كفيل بتقليص مواسم الزراعة، وانخفاض معدلات التمثيل الضوئي، واضطراب أنماط الأمطار.

كارثة الاقتصاد
والنتائج الاقتصادية ستكون كارثية حيث أن الأنشطة الزراعية في آسيا، وأفريقيا، وحتى أميركا الشمالية والجنوبية ستتراجع بشدة نتيجة نقص ضوء الشمس وانخفاض درجات الحرارة، ما يهدد إنتاج المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة والأرز.

المجاعات قد تطال ما يقرب من ملياري إنسان وفق تقديرات بعض مراكز الدراسات، خصوصاً في المناطق التي تعتمد على الزراعة الموسمية، أو التي تعاني أصلاً من انعدام الأمن الغذائي.

أما الأنشطة الاقتصادية ستنهار بفعل توقف سلاسل الإمداد الغذائية، وتراجع القدرة الشرائية، وارتفاع أسعار الغذاء بشكل حاد، والأمن الغذائي العالمي سيتعرض لهزة غير مسبوقة، حيث ستنهار احتياطيات الحبوب العالمية خلال أشهر، في ظل تهافت الدول على تأمين حاجتها الاستراتيجية.

سيناريو افتراضي
هذا السيناريو، رغم أنه افتراضي، يسلط الضوء على أهمية منع نشوب أي صراع نووي، خاصة في مناطق متوترة كجنوب آسيا، حيث تمتزج الكثافة السكانية العالية بالبنى التحتية الهشة والاعتماد الكبير على الزراعة الموسمية، واختتم حديثه بأن الشتاء النووي ليس مجرد قضية عسكرية أو سياسية، بل تهديد وجودي للبشرية جمعاء، يجعل من السلام خيار استراتيجي لا مفر منه.

تأثيرات مميتة
من جانبه، يتحدث الدكتور على عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقاً، عن أن الحرب النووية تأتي مع مجموعة من التأثيرات المميتة، من قتل الناس مباشرة في الانفجارات النووية إلى الآثار المستمرة للإشعاع والتلوث البيئي.

فقد تنتج الانفجارات النووية إشعاعاً وحطاماً إشعاعياً ضاراً بالبشر، ويمكن أن تسبب حروقاً جلدية متوسطة إلى شديدة، وتلف العين، وأمراض الإشعاع، والسرطان الناجم عن الإشعاع، واحتمال الوفاة اعتماداً على مدى بعد الشخص عن مركز الانفجار. 

وبالنسبة للناجين، يكون الضرر الناتج داخلياً، وتظهر آثاره الضارة على مدى سنوات عديدة، ويمكن أن يمثل خطر الإشعاع المستمر تهديدا خطيرا لمدة تتراوح من سنة إلى عشرات السنوات بعد الهجوم. 

تدمير ضخم
فالقدرة التدميرية للقنبلة يعتمد على قوتها، فالقنبلة التي قوتها 15 كيلو طن، سوف تطلق كرة نارية يبلغ نصف قطرها حوالي 100 متر، وتتسبب في تدمير وإتلاف كامل لجميع الهياكل المبنية داخل دائرة نصف قطرها يصل إلى 1.6 كيلومتر حول مركز الانفجار.

الحرب النووية المحدودة، أو أي حرب نووية بين الهند وباكستان، حول منطقة كشمير المتنازع عليها، يمكن أن تطلق ما بين 5 - 45 مليون طن من الدخان الأسود (السخام) في الغلاف الجوي، اعتماداً على عدد الرؤوس الحربية التي تم استخدامها والمدن التي دمرت، لكن حرب نووية بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تنتج 150 مليون طن من الدخان الأسود (السخام) الناتج من الحرائق. 

الخريف النووي
ونتيجة هذه الحرب، يحدث ما يسمي بـ "الخريف النووي"، ونتائج تأثيره على كوكب الأرض ربع تأثير الحرب النووية الشاملة، التي يحدث عنها ما يسمي بـ "الشتاء النووي". 

وسوف تستخدم في هذه الحرب، القنابل النووية الاستراتيجية، والقنابل النووية التكتيكية، سواء كانت قنابل انشطارية أو اندماجية (هيدروجينية) أو نيوترونية.

قوة القنابل
وللعلم، فإن القنابل النووية التكتيكية، قوتها تتراوح ما بين 0.3 - 15 كيلو طن مكافئ من مادة "تي إن تي"، وتستخدم في ساحة المعارك المباشرة، أي في جبهة القتال، وتوفر قوة انفجارية هائلة وفى مساحات محدودة، وهي قادرة على حسم المعارك في فترة زمنية قصيرة، فقوتها التدميرية أكبر بكثير من أشد وأقوى القنابل التقليدية، كما تستخدم في ساحة المعارك، ضد أهداف صغيرة يصعب تدميرها بالقنابل التقليدية، مثال لذلك، حاملات الطائرات، والغواصات في أعماق البحار والمحيطات، وتجمعات العدو في باطن الجبال.

من شأن السلاح النووي التكتيكي أن ينتج كرة نارية وموجات صدمية وإشعاعات قاتلة من شأنها أن تسبب أضرارا صحية طويلة المدى للناجين، ومن شأن التداعيات الإشعاعية أن تلوث الهواء والتربة والمياه والإمدادات الغذائية، ذلك أن المناطق التي ستستخدم فيها هذه الأسلحة ستصبح ملوثة بالمواد المشعة، وتصبح غير صالحة للحياة، فسوف تدمر الإنسان والنبات والحيوان ومكونات البيئة الطبيعية.

أنواع القنابل النووية
القنابل النووية الاستراتيجية، قوتها أكثر من 15 كيلو طن مكافئ من مادة "تي إن تي"، وهناك قنابل نووية استراتيجية يمكن ضبط قوتها التفجيرية، لتصبح قنابل نووية تكتيكية، حيث يتم ضبط قوتها التفجيرية من 0.3 - 340 كيلو طن مكافئ من مادة "تي إن تي"، وهذه القنابل موجود منها أكثر من 180 قنبلة في شكل "قنبلة تكتيكية" في دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوروبا. 

الحرب النووية الشاملة سوف تقضى بالكامل على سكان المدن المستهدفة بالقنابل النووية، أياً كان عدد سكانها، لكن تأثيرها سوف يستمر ويشمل سكان كوكب الأرض، فالغبار النووي الناتج من تفجير القنابل النووية المشبع بالدخان الأسود الناتج من حرق المدن والغابات، سوف يحيط بكوكب الأرض، ويبردها عن طريق عكس ضوء الشمس إلى الفضاء الخارجي، وسوف يُحجب ضوء الشمس عن كوكب الأرض لمدة لا تقل عن عام، وبالتالي تنخفض درجة حرارة سطح الأرض، وتتجمد الكائنات الحية، ويتسبب في فشل المحاصيل الزراعية العالمية، ويحدث ما يسمي بالشتاء النووي، وتختفى طبقة الأوزون، وتزداد نسبة الأشعة "فوق البنفسجية" القادمة من الشمس، والأشعة المدمرة والمهلكة القادمة من الفضاء الخارجي، لكى تقضى على ما تبقى من الكائنات الحية، وهذا بدوره من شأنه أن يؤدي إلي موت 5 مليارات شخص، لذلك، إذا قامت حرب نووية شاملة، فلن يكون هناك منتصر لأن الدمار سيعم الأحياء في كوكب الأرض.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية