تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "الهرشة السابعة".. عمل فني تحول إلى لعنة
source icon

سبوت

.

"الهرشة السابعة".. عمل فني تحول إلى لعنة

كتب:شيماء مكاوي

جلست صديقتي شاردة.. تتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة.. قبل أن اقترب منها لأطمئن عليها، فنظرت لي بابتسامة مصطنعة قائلة :"الهرشة السابعة".

تعجبت من إجابتها، لأنها لم تكن سوى اسم مسلسل، عرض قبل أشهر قليلة، ولما لاحظت دهشتي، بدأت تفسر إنها تعاني من مشاكل مع زوجها من خيانة وملل ورغبة جدية في الانفصال، وإن هذا الأمر بسبب مرورهما بالسنة السابعة في الزواج.

ضحكت ولم أصدق الأمر،  فأنا مثلها قد تزوجت ولكن زواجي مر عليه أكثر من 10 سنوات، ولم أتذكر تحديداً ما حدث لي في "السنة السابعة"، سوى أن ابنتي الكبرى كان عمرها عام وقتها، وكنا أشبه بالمنفصلين المتزوجين، فقد كانت حياتي تتركز في رعاية طفلتي.

سألت العديد من الصديقات فقالت لي سها، التي اكتفت بذكر اسمها الأول، إنها في السنة السابعة أيضا، ولكن حالتها مختلفة بسبب سفر زوجها خارج مصر وإنها تعاني من  ملل وفتور في العلاقة، و خلافات بسبب اختلاف الاتجاهات الفكرية فيما بينهما، أما دعاء فقالت لي إنها تعاني من مشاكل بينها وبين زوجها منذ السنة الأولى وحتى مرور أكثر من 13 سنة على زواجهما، وأنها غير مقتنعة بإن هناك سنة محددة للخلافات.

 وأخيرا كانت عبير التي مر على زواجها أكثر من 20 عاماً أكدت أن زوجها منذ اليوم الأول "عيونه زايغة" وهي تعلم ذلك عنه، ولا تتذكر تحديداً ما حدث في السنة السابعة سوى إنها كانت وقتها في دولة عربية خارج مصر و يشعرون بالملل والفتور فيما بينهما، وأكتشفت في هذا العام من زواجهما خيانته لها مع إحدى صديقاته في العمل.

فيلم هرشة السنة السابعة "The seven year itch”  الذي تم عرضه عام 1955، وقامت ببطولته مارلين مونرو، قام بتسليط الضوء على هذه الظاهرة، ووقتها تم تأييد ذلك وفقاً للعديد من الدراسات، وتم استنساخ هذا العمل من خلال مسلسل "الهرشة السابعة" الذي قامت ببطولته الفنانة أمينة خليل والفنان محمد شاهين.

الأخطر في عمر الزواج

ثلاث سنوات، سبع سنوات، و13 سنة قاعدة متعارف عليها في علم الإجتماع، ووفقا للأبحاث فتلك الأوقات التي ترتفع بها نسب الطلاق، هذا ما أكدته الدكتورة ايمان الريس، استشاري العلاقات الأسرية،  والتي اوضحت أن السنة السابعة هي الأخطر في عمر الزواج حيث يحدث بها فتور في العلاقة، ويشعر الزوج إن السنين مرت عليه دون أن يستمتع بها، لأن الإلتزام يقتل الشغف لدى الرجال، لافتة إلى إن خيانة الزوج في هذه السنة تحديداً ليست قاعدة لأن هذا يتوقف بالطبع حسب شخصية الزوج، فهناك من الرجال من يخون زوجته لأنه بطبعه رجل "بصباص"، وهناك من يخون لأن الظروف وضعت أمامه امرأة أخرى جذبته إليها، وهناك من يخون كنوع من التمرد على الحياة.

الانعزال، التغير في أسلوب الحديث، عدم الاهتمام، قلة الثقة، زيادة الصراع بين الزوجين هذه بعض العلامات العامة التي يمكن من خلالها اكتشاف ظاهرة "هرشة السنة السابعة"  وتعتبر مؤشرات خطر، وللتغلب عليها أكدت د. إيمان الريس إنه من الضروري التواصل بين الزوجين، وتغيير روتين الحياة، والإهتمام المتبادل بين الطرفين.

أمر نسبي

وفي دراسة أجرتها جامعة رايت ستيت عام 1999 على مئات المتزوجين، وجد إن معدل الرضا الزوجي يتراجع في الأربع سنوات الأولى، وبعدها يستقر بصفة مؤقتة ثم ينخفض كثيرا في السنة السابعة من الزواج، و في المقابل، أكدت دراسة منشورة في مجلة "Demography 1" خطأ الأبحاث التي تؤكد صحة هذه النظرية، مؤكدة إن معدل الخلافات بين الزوجين امر نسبي غير مشروط بوقت محدد.

لا توجد سنة محددة للخلافات الزوجية، هكذا عبرت الدكتورة ايمان عبد الله، استشاري نفسي  وتربوي، عن رفضها لما يقال عنه "هرشة السنة السابعة" وقالت: أرفض تماما تشبيه الرباط المقدس بين الزوجين بالمرض الجلدي، فالخلافات الزوجية ليست لها وقت محدد فعدم التكافؤ بين الزوجين ينتج عنه خلافات قد تحدث بعد سنة من الزواج وقد تظهر بعد العديد من السنوات الأخرى.

كبار السن والطلاق

كبار السن أكثر من يطلب الطلاق بسبب التراكمات بين الزوجين التي تؤدي الي خلافات تظهر في اي عمر، فالفشل في التواصل بين الزوجين يؤدي إلي العديد من المشاكل كالخيانة وغيرها، واردفت د. ايمان عبد الله: "للاسف دور الاب والام ليس دور مهمش ولكن الطرفين يشعرون بذلك، على الرغم من أنه يعد من أسمى الأدوار أن تربي طفل وتنشئه بشكل سليم وأن تستثمر في بناء عقل بشري، فالحياة لا تنتهي بوجود الأطفال بل تبنى والزواج يرتقي ويعلو وليس كما يعتقد كثيرون”.

الخلافات الغير مشروطة

السنة السابعة ربما تكون سنة نضج في عمر الزواج على عكس ما يقال عنها، هذا ما صرحت به دكتورة منى شاكر، استشاري نفسي وعلاقات اسرية، والتي أكدت أن فيلم "الهرشة السابعة" الذي تحدث عن تلك الظاهرة  يحاكي الحياة الغربية اما الحياة في مصر والدول العربية فهي تختلف تماما، ومعظم الخلافات الزوجية تحدث في السنوات الأولى في عمر الزواج وليس في السنة السابعة، لاسيما إن السنة الأولى تخلع الأقنعة التي يتم ارتداؤها في فترة الخطوبة، ويبدأ الصدام في طباع الزوجين، لذا تكثر الخلافات فيما بينهما، لكن الخلافات لا يمكن اشتراطها بوقت.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية