تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تعتبر الحجامة من أقدم وأشهر الممارسات العلاجية في الطب التكميلي، حيث يجمع تطبيقها بين الحكمة التقليدية والمبادئ العلمية الحديثة، ولا تقتصر فوائدها على العلاج فحسب، بل تمتد لتكون وسيلة وقائية فعّالة لتعزيز الصحة العامة والنشاط، ومع تزايد الإقبال عليها، تبرز أهمية اتباع نظام غذائي وسلوكي مدروس لدعم الجسم خلال هذه التجربة وتعظيم فوائدها. يقدم هذا التقرير الشامل رحلة كاملة مع الحجامة، والدليل التفصيلي للرعاية قبل الجلسة وبعدها، ضمانًا لتحقيق أفضل النتائج بأمان تام.
تطورت الحجامة من علاج بديل إلى منظومة صحية متكاملة، كما يؤكد المختصون، تقول الدكتورة مها شقيري، استشارية العلاج الطبيعي، إن الحجامة ليست فقط علاجًا عند المرض أو التعب، بل وسيلة وقائية طبيعية تعزز الصحة وتنشط الجسم في كل الأوقات، حتى عند الشعور بالحيوية.
الآلية الفسيولوجية
تعمل الحجامة على تحفيز الدورة الدموية، مما يحسن تدفق الدم وتوصيل الأكسجين والمغذيات إلى الأنسجة، وتساعد الجسم على التخلص من السموم، خاصة للمدخنين والمعرضين للتلوث.
تشمل فوائد الحجامة تنشيط الدورة الدموية لتسريع الشفاء وتقليل التعب، تخليص الجسم من السموم، خفض الكوليسترول الضار، تخفيف آلام الرقبة والكتفين والصداع، تعزيز المناعة وتقليل الإجهاد، تخفيف التهابات المفاصل والعضلات، وتنشيط وظائف الجهاز التنفسي والهضمي والعصبي، وتؤكد د. مها أن الحجامة ليست مجرد استرخاء، بل تعزز الأداء الوظيفي للجسم بأكمله.
فوائد للرجال والنساء
فوائد الرجال: تساعد الحجامة الرجال على زيادة الطاقة والنشاط، تحسين الدورة الدموية والمناعة، تخفيف آلام الظهر والمفاصل، ودعم الخصوبة وتنظيم الهرمونات.
فوائد النساء: توفر الحجامة للنساء تقليل آلام الدورة الشهرية وتنظيمها، التخلص من الصداع والتوتر النفسي، تنشيط الدورة الدموية وتقليل احتباس السوائل، وتعزيز المناعة والنقاء العام للجسم.
حمية التعافي
النظام الغذائي والسلوكي المصاحب لجلسات الحجامة يعد من أهم عوامل نجاح العلاج، بعد الحجامة، يكون الجسم في مرحلة تجديد توازن، ما يجعل الالتزام بنظام غذائي مناسب أمرًا أساسيًا.
وتعرف حمية الحجامة بأنها مجموعة إرشادات غذائية يُنصح باتباعها قبل الجلسة وبعدها لدعم تجديد خلايا الدم والتعافي.
يقول الدكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، إن الصيام لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات قبل الجلسة، مع الامتناع عن تناول وجبات دسمة في الليلة السابقة، يساعد الجسم على الاستجابة للعلاج.
بعد الجلسة، التغذية السليمة تسهم في تسريع التعافي، حيث يُفضل تناول وجبات خفيفة ومتوازنة، تجنب الأطعمة الثقيلة، شرب الكثير من الماء، والتركيز على الخضروات الطازجة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
نموذج غذائي
ويقدم لنا نموذج ليوم غذائي متكامل بعد الحجامة:
- الإفطار: حساء خضار طازج أو عصير سموذي من السبانخ والموز.
- الغداء: صدر دجاج مشوي أو سمك، مع أرز بني وسلطة خضراء.
- العشاء: شوربة عدس أو عجة بيض مع السبانخ.
- الوجبات الخفيفة: موز، مشمش مجفف، تمر، أو مكسرات غير مملحة.
- مشروبات معززة: ماء دافئ بالليمون والعسل، مغلي الزنجبيل، شاي البابونج أو النعناع.
العناصر الأساسية
يركز النظام الغذائي على العناصر التالية لدعم التعافي:
-فيتامين B12 (الدواجن، الأسماك، البيض).
-فيتامين B9 حمض الفوليك (السبانخ، الفاصوليا، عصير البرتقال).
-فيتامين B6 (البطاطس، المكسرات، الموز).
-الحديد (السبانخ، البروكلي، المأكولات البحرية، البنجر).
-النحاس (العدس، اللوز، المشمش المجفف).
كما ينصح بالامتناع مؤقتًا عن؛ اللحوم الحمراء ومنتجات الحليب لمدة يومين، المشروبات المحتوية على الكافيين، لتجنب الجفاف والتعب.
دور الدم
يوضح الدكتور أحمد مراد، استشاري أمراض الدم، أن فقدان كمية محدودة ومدروسة من الدم أثناء الحجامة الرطبة يُعد فقدانًا فسيولوجيًا آمنًا لدى الأشخاص الأصحاء، ولا يؤدي إلى فقر الدم كما يعتقد البعض.
هذا الفقد البسيط يعمل كإشارة تحفيزية لنخاع العظم لزيادة إنتاج خلايا الدم الجديدة، من خلال عملية تُعرف علميًا باسم تكوين الدم (Hematopoiesis).
ويشرح أن نخاع العظم يبدأ في تعويض الدم المفقود عبر إنتاج كريات دم حمراء جديدة، وهو ما يتطلب توافر عناصر غذائية أساسية، في مقدمتها البروتين، الحديد، فيتامينات B المركبة، وحمض الفوليك، حيث تلعب هذه العناصر دورًا محوريًا في سرعة تجدد الدم واستعادة التوازن الحيوي للجسم.
ويؤكد د. مراد أن نقص هذه المغذيات قد يؤدي إلى بطء التعافي بعد الحجامة، ويجعل الجسم أقل قدرة على تعويض الدم المفقود، وهو ما يفسر شعور بعض الأشخاص بالإجهاد إذا لم يحصلوا على تغذية مناسبة بعد الجلسة.
كما يميّز بوضوح بين الفقد الصحي المؤقت للدم أثناء الحجامة، والذي يُعد محفزًا لوظائف نخاع العظم لدى الأصحاء، وبين فقر الدم المرضي، الذي يحدث نتيجة نقص مزمن في الحديد أو الفيتامينات أو بسبب أمراض معينة، ويتطلب تدخلًا طبيًا مختلفًا تمامًا.
مضادات الالتهاب الغذائية
يشرح الدكتور ياسر قاسم، خبير الطب التكاملي، أن الحجامة قد تقلل علامات الالتهاب، ويُنصح بدعم ذلك غذائيًا عبر تناول الكركم مع الفلفل الأسود، التوت، الزنجبيل، الأسماك الدهنية الغنية بالأوميجا-3، والخضروات الورقية الداكنة.
ويوضح لنا د. ياسر الفرق بين الحجامة الرطبة والجافة؛ فالحجامة الرطبة تحتاج إلى تعويض الدم المفقود مع التركيز على الحديد وفيتامينات B، أما الحجامة الجافة تركز على تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهابات.
تعليمات قبل وبعد
الدكتور محمد عبد القادر، استشاري الطب التكميلي، يؤكد أهمية الالتزام بالتعليمات قبل الجلسة، ومنها؛ مراجعة الطبيب لضبط السكر لمرضى السكري، ارتداء ملابس مريحة وواسعة، حلق الشعر في مناطق الحجامة، وإبلاغ الممارس بالحالة الصحية والأدوية.
أما بعد الجلسة فيجب تجنب الاستحمام 24 ساعة، الراحة والنوم 7-8 ساعات، تجنب الإجهاد النفسي، مع شرب الماء بكثرة، وتجنب الساونا والحرارة العالية، كذلك الامتناع عن الجماع 24 ساعة، والحرص على تنظيف مواضع الحجامة ودهنها بزيت الزيتون أو الحبة السوداء.
فئات خاصة
وتحتاج الحجامة حذرًا مع النساء الحوامل فتؤجل في الأشهر الأولى والأخيرة، كبار السن حيث يجب التأكد من الأمراض المزمنة، كذلك مرضى الأنيميا ويجب قبلها تقييم الهيموجلوبين.
كما ينصح د. ياسر الرياضيين بتجنب التدريبات الشاقة 48-72 ساعة بعد الجلسة مع تناول البروتين وأوميجا-3، ومرضى الأمراض المزمنة، خاصةً الفشل الكلوي ومرضى الكبد.
كما يُفضل تأجيل الجلسات في حالات الحمى، التهابات الجلد، اضطرابات النزف، الحمل الحرج، فقر الدم الشديد، وفي حالة الأمراض المزمنة غير المستقرة.
الحجامة علاج طبيعي يعزز الصحة، ويتطلب دعمًا غذائيًا وسلوكيًا وطبيًا دقيقاً لضمان أمان ونجاح العلاج.
الالتزام بالحمية المتوازنة، الإرشادات السلوكية، ومراعاة الحالات الخاصة، كلها عوامل تجعل تجربة الحجامة رحلة شفاء متكاملة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية