تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الموسم الحالي من دراما الشتاء.. إبهار تقني ومضمون فارغ
source icon

سبوت

.

الموسم الحالي من دراما الشتاء.. إبهار تقني ومضمون فارغ

كتب:عبد العزيز الشاعر

رأفت الهجان، أرابيسك، دموع في عيون وقحة، ليالي الحلمية، العصيان، وغيرها من المسلسلات الناجحة والتي استطاعت أن تترك بصمة وأثر في نفوس أجيال وأجيال، جميعها يمكن أن نطلق عليها مصطلح "دراما الشتاء"، فموسم الشتاء لدى صناع الدراما هو الأفضل حيث ترتفع نسب المشاهدات للأعمال الجديدة المعروضة، فما هي الخلطة السحرية لهذه الأعمال، وهل تغيرت مواصفاتها حالياً، وتحولت الدراما الشتوية الدافئة؛ لدراما تصيب بالاكتئاب؟

حقد، كراهية، خيانة، فساد، قتل وانتقام.. وكأن الشر هو السائد بالمجتمع، هذا ملخص مجموعة من المسلسلات التي بدأ عرضها خلال الموسم الشتوي الحالي.

رسائل سلبية
يقول الناقد الفني أحمد سماحي: فوجئنا مؤخرًا بعرض بعض المسلسلات التي كانت تعرض على المنصات، من خلال القنوات الفضائية، وتحمل بعضًا من هذه الأعمال في طياتها كثير من التفاهات والقيم المهدرة ورسائل مغلفة بالسلبية والبغض والكراهية، ونحن من تعودنا في سنواتنا الأخيرة على المسلسلات الاجتماعية الدافئة في موسم الشتاء، برغم ما كان في الكثير منها من ضعف في القصة أو مط وتطويل في الحلقات، إلا إنها في النهاية كانت تحمل قدراً من الروح المصرية، ويحزنني أن أرى أن مثل هذه النوعية من الأعمال المليئة بالكراهية والانتقام والفساد وانحلال الأخلاق صارت شائعة.

أتعجب كثيرًا لعلمي أن لدينا في مصر كفاءات فنية على أعلى مستوى في التأليف، التصوير، التمثيل، الإخراج والديكور، وما إلى ذلك من إبداع، وأنه بوسعنا استثمار هذا التفوق الإبداعي في تقديم أعمال فنية تسمو بالذوق العام لعموم الناس وتضيف لوعيهم بما يساهم في تنمية بلادنا.

إبهار تقني ومضمون غريب
وليس مثل هذه النوعية التي عرضت مؤخرًا وتضمنت في محتواها أسوأ ما قدم خلال السنوات الماضية برغم ما فيها من أداء تمثيلي رائع وصورة مبهرة وتميز في عنصر الإخراج، ولكن لا يمكن أن تحسن هذه العناصر الإيجابية من قصص ممتلئة بالعنف، القتل، الخيانة، شرب الخمور، السرقة والاختلاس، مثلما شاهدنا في نقطة سوده، رقم سري، وتر حساس، موعد مع الماضي، وأغلبها تحمل مضامين خالية من الصدق والمنطق، وتضرب المجتمع المصري في أعز وأجمل ما فيه وهي عاداته وتقاليده وقيمه الراسخة عبر العصور.

ويكمل سماحي؛ القصص غريبة ومريبة ولا تشبهنا في شيء، والنجوم الذين يتحركون على الشاشة لا يشبهوننا أيضاً، فلا نسائنا المطحونات في العمل لمساندة بيوتهن في توفير قدر من الكرامة في العيش يشبهون مثلاً نساء مسلسل وتر حساس؛ بأزيائهن العالمية ومكياجهن الصارخ وشربهن للخمر باستمرار طوال الحلقات، ولا رجالنا يعيشون حياة الرفاهية والحقد والمؤامرات والخيانة ودفن أولادهن أحياء مثل رجال مسلسل نقطة سوده.

مسلسلات لا تمثل مجتمعنا
أعترف أن مثل هذه النوعية موجودة في مجتمعنا، لكنها شريحة ضئيلة للغاية، والتركيز على سلبياتها ما هو إلا محاولة صنع فتنة وتدمير لشباب المجتمع من وجهة نظري، وتحضرني في هذا السياق مقولة الكاتب والمخرج المسرحي الجنوب إفريقي الشهير آثول فوغارد: " الدراما ليست مجرد تسلية بل هي أداة قوية لتشكيل الوعي وتحفيز التفكير وتحقيق التغير الاجتماعي ".
  
لا فرق درامياً
ومن جانبها قالت الكاتبة والناقدة دينا شرف الدين: في حقيقة الأمر لا يوجد فرق بين الدراما التي تعرض في فصل الصيف وغيرها التي تعرض في الشتاء، غير أن الحظ الأوفر في المشاهدة يكون لما يعرض شتاءً، لتفضيل الناس المكوث في بيوتهم تجنباً لبرودة الطقس، ومن ثم يتضاعف الجمهور المتابع للمسلسلات التليفزيونية وخاصة الجديد منها.

وعلى ذلك وجب على صناع الدراما أخذ ذلك في حسبانهم عند الشروع في عرض عمل فني، وتقديم نماذج إيجابية من واقعنا الممتلئ بالنجاحات لكثير من المصريين داخليًا وخارجيًا، وتجنب ما اعتاد عليه الكثير من المنتجين في وقتنا الحالي من الاستسهال والسعي وراء تقليد نماذج حققت نجاحًا زائفًا وانتهى أثرها بعد عرضها مباشرة.

نماذج مضيئة 
النماذج المضيئة في أعمالنا الفنية خير دليل على أن العمل الجيد تتابعه الجماهير متى تم عرضه على الشاشة، حتى لو بعد عشرات السنين من مثل مسلسل الرجل والحصان للراحل محمود مرسي، المال والبنون، جمهورية زفتى، الفرسان، لا إله إلا الله، وغيرها العديد والعديد من الأعمال التي لها جماهيرها إلى الآن، فمن المؤسف تخلي الدراما عن دورها في بناء المجتمع وتقدمه ورفعة شأنه من خلال تنمية الوعي المجتمعي وتثقيف الجماهير.
وتكمل دينا شرف الدينا؛ أتمنى أن تنتهي هذه الموجة الخالية من المضمون الجيد، وأن يكون الغد أكثر وعيًا وتحضرًا، وأن ينظر المبدعون لما يقدم من أعمال تجتمع حولها الناس من مختلف الأعمار، حتى يخرج المشاهد بقيم تجعله أكثر إيجابية وأكثر انتماءً ووطنية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية