رياضة الأطفال
توجهنا إلى الدكتور ياسر صادق أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية جامعة القاهرة، والذي بدأ حديثه أن هناك حالة من الخوف تسيطر على عدد كبير من أولياء الأمور من الموت المفاجئ للرياضيين، فأنا استقبل يوميًا رسائل كثيرة من بعض الامهات والآباء عن هذه المشكلة، والبعض يسأل عن ضرورة توقف أطفاله عن ممارسة التمارين الرياضية وهو طبعا خطأ كبير.  

ارتفاع نسب الموت المفاجئ 
وهذا الخوف نتيجة لتكرار حالات الموت المفاجئ خلال الفترة الأخيرة، لكن الموت المفاجئ موجود في كل أنحاء العالم، ولكن النسبة زادت خلال الفترة الأخيرة ولكن ما زالت النسبة قليلة ولا تشكل خطر.

وأسباب الزيادة قد تكون الضغوط النفسية والعصبية، التوتر والقلق، والأكل غير الصحي، خاصة الوجبات السريعة والمسرطنة والمليئة بالهرمونات، فهناك أبحاث تشير إلى دورها في زيادة حالات الموت المفاجئ.

فحوصات وقائية
جميع الاتحادات الرياضية في مصر تطلب بعض الفحوصات من اللاعبين، منها رسم قلب وسونار للقلب "ECCO"، للتسجيل بالاتحاد وهي خطوة جيدة جدًا، ولكن ما تكشفه هذه الفحوصات، كما أوضح دكتور ياسر تمثل 20% فقط من الحالات، وبالتالي 80% من الممكن أن يحدث لهم موت مفاجئ بدون ما يتم تشخيصهم.

لأن هناك نوع من كهرباء القلب لا تظهر برسم القلب والسونار، والحل هو الوقاية، ووضع خطة للإسعافات السريعة، كما هو الوضع في معظم دول العالم.

حلول على أرض الواقع
 فهناك مثلاً جهاز صدمات القلب يمكن توفيره في كل مكان في المطارات ومحطات القطارات وفي الملاعب والشركات، وثمنه غير مرتفع ويجب توفيره يتم في كل الأماكن العامة، والملاعب، في حمامات السباحة، مناطق الالعاب، الشواطئ، والشركات. 

وبعد توفير الجهاز نبدأ في الخطوة الأهم وهي تعليم المواطنين كيفية الانعاش القلبي، ويتم الحصول على شهادة معتمدة بها أساسيات إنعاش القلب، مؤكدًا أن هذه الخطوة تقلل الموت المفاجئ بنسبة كبيرة جدًا.

هذه الأجهزة تستطيع إنقاذ حياة الأطفال عند حدوث هذه المشكلة، والتي يصعب تشخيصها أو التنبؤ بها، فيتم التعامل معه فورًا، وقد يساعد ذلك على الحفاظ على حياة الطفل، كما حدث مؤخراً للاعب كرة قدم، وسباحة أمريكية، وعندما أصيبت سباحة تحت الماء في الأولمبياد الماضية، وكل هذه الحالات تم إنقاذها بجهاز الصدمات الكهربائية.

الأطفال أكثر عرضه
الموت المفاجئ هو الموت الذي يحدث في خلال ساعة من حدوث الأزمة القلبية، كما أوضح لنا الدكتور طارق رشيد استشاري أمراض القلب والمشرف على أقسام القلب بهيئة الرعاية الصحية بإقليم الصعيد؛ وأن المرضى الأكثر عرضة للموت المفاجئ هم مرضى الشرايين التاجية.

كاشفًا عن أن الموت المفاجئ للرياضيين يحدث في الأطفال أكثر من الكبار ولكن ليس بنسبة خطورة، فهناك دراسة تثبت أن الرياضة تزيد الموت المفاجئ في الاطفال، ولكن تقلل نسبته في الكبار.

أسباب الموت المفاجئ
كل رياضي يلعب رياضة تنافسية لا بد من ان يخضع للفحوصات اللازمة، وهي رسم قلب عادي ورسم قلب بالمجهود وموجات فوق صوتية لتشخيص الأمراض التي تؤدي لموت قلب مفاجئ للأطفال، كما أوضح دكتور طارق، لأن معظم أسباب الموت المفاجئ في الأطفال تشخص بهذه الفحوصات نتيجة اعتلال كهربائي أو عامل وراثي يؤدي له.

ويمكن تشخيصها عن طريق رسم القلب العادي وبالمجهود، والسبب الثاني للموت المفاجئ للأطفال بعض المشاكل الهيكلية بعضلة القلب مثل التضخم اللامتكافئ في عضلة القلب.

متابعًا هذه الأمراض لا تظهر إلا بالفحوصات وقد يستمر الطفل بممارسة الرياضة لسنوات دون اكتشافها عند حدوث الأزمة القلبية، لذلك لا بد من التدريج المستمر في ممارسات التمارين الرياضية، والتغذية السليمة، وإجراء الفحوصات الطبية من قبل ممارسة أي رياضة تنافسية عالية الجهد. 

وعند حدوث ألم غير معتاد وبشكل غريب بالصدر أثناء التمرين لابد من التوقف، وإجراء بعض فحوصات طبية أدق؛ مثل الرنين المغناطيسي على عضلة القلب، والأشعة المقطعية على الشرايين، للتأكد من سلامة الشرايين وعدم وجود عيب خلقي، والتأكد من عدم إصابته بأي مرض يمنعه من ممارسة الرياضة، مؤكدًا أن مريض القلب يمكنه ممارسة الرياضة ولكن بجهد قليل أو متوسط، ولابد أن يبعد عن أي رياضة تنافسية أو عالية الجهد.