تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الموائد الرمضانية في أسوان.. دواوين لحل المشكلات وعقد الزيجات
source icon

سبوت

.

الموائد الرمضانية في أسوان.. دواوين لحل المشكلات وعقد الزيجات

كتب:مصطفى ياسين

تتميز محافظة أسوان بعادات وتقاليد رمضانية فريدة، توارثتها الأجيال على مر السنين، بدءًا من المأكولات والمشروبات الخاصة بالمجتمع الأسواني، وصولاً إلى العادات الاجتماعية التي تجسد روح التكافل والتواصل بين الأهالي.

مشروبات وأكلات تراثية
من بين المشروبات التي اشتهرت بها أسوان في الماضي مشروب "الأَبَرِيِه"، الذي كان يُعرف في السودان باسم "الحلو مُرّ"، تقول سعدية باغر إن صناعة هذا المشروب كانت مهمة الجدات، حيث يتم تحضيره من دقيق القمح والذرة، ويُترك ليتخمر قبل خبزه على صاج "الدُوْكَة"، ويُقدم "الأَبَرِيِه" كمشروب مرطب يساعد على مقاومة حرارة الجو في الجنوب.

وتضيف فاطمة عبده الكلحى أن هناك أكلات أخرى مثل "الدَبَجِيْجَة"، وهي بامية ناشفة مطحونة تُطبخ مثل الملوخية، و"العَصِيْدَة" التي تُحضر من دقيق الذرة والعسل الأسود أو السكر مع السمن البلدي، كما تشير أمنية عبد الرحيم إلى طبق "الخَمَّرِيِد"، الذي يُعتبر سيد المائدة الرمضانية في أسوان، لسهولة هضمه وعدم إرهاقه للمعدة أثناء الصيام.

الإفطار خارج المنزل
من العادات المميزة في أسوان خلال رمضان، الإفطار الجماعي خارج المنزل، حيث يجتمع الجيران في الساحات العامة أو الشوارع، ويضع كل منهم صينية طعامه ليشاركها مع الآخرين. 
يقول الحاج علي الضبعة، تاجر بلح وفاكهة، إن هذه العادة توارثها الأهالي أبًا عن جد، وهي تعزز الروابط الاجتماعية وتساعد في حل المشكلات بين الجيران، بل وتكون أحيانًا سببًا في عقد الزيجات.

ويوضح أنور عبد الظاهر، أن الصواني تُقسّم حسب الفئات العمرية، حيث يجلس الكبار والشباب والأطفال في مجموعات منفصلة، لتبادل الحوارات والنقاشات حول القضايا المجتمعية.

تقارب الأجيال وتبادل الخبرات
يرى حمدي طه المحفوضي، من إدارة الأوقاف، أن هذه الموائد الرمضانية تزيد من التقارب بين الأجيال، وتتيح فرصة لتبادل الخبرات والتجارب الحياتية، ويؤكد حسين الشروني، أن هذه الجلسات تساعد في حل الخلافات اليومية التي قد تنشأ بين الأهالي بسبب التعاملات الزراعية أو التجارية.

ويضيف محمود أبو الحسن، مقاول، أن هذه الموائد تستضيف المارة والمسافرين الذين يتأخرون في أعمالهم، حيث يُجبرون على التوقف لتناول الإفطار قبل موعد أذان المغرب، في إطار من الضيافة الأسوانية الأصيلة.

مصدر للمحبة والبركة
يشير الحاج بغدادي الشروني ويحيى على عبد السيد، إلى أن كل بيت يحرص على تقديم أفضل ما لديه في هذه الموائد، مما يجعلها مصدرًا للبركة والخير، وتؤكد ربات البيوت أن هذه العادة تعكس روح التكافل الاجتماعي والتقارب الذي يخلق المحبة بين أفراد المجتمع.

تواصل الأجيال في زمن التكنولوجيا
يرى مصطفى طه حامد وأحمد عبد الموجود، من جيل الوسط، أن هذه الموائد توفر فرصة نادرة للتواصل بين الأجيال في ظل انشغال الشباب بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة، ويقول محمد عرفة إنه رغم انجذابه في البداية إلى الهاتف المحمول وبرامج التلفزيون، إلا أنه سرعان ما يجد نفسه مندمجًا في جلسات الكبار التي تقدم له فوائد وحكايات لا غنى عنها.

ختامًا، تظل الموائد الرمضانية في شوارع أسوان رمزًا للترابط الاجتماعي والتكافل بين الأهالي، وهي عادة توارثتها الأجيال وتحافظ عليها الأسر الأسوانية حتى اليوم، لتظل شاهدة على أصالة المجتمع وتقاليده الرمضانية الفريدة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية