المستقبل للمنصات
تؤكد دراسات أجريت مؤخراً أن المنصات الرقمية هي المستقبل، وأن القنوات الفضائية إن لم يعمل القائمون عليها لابتكار أفكار تجذب الجمهور، وتقلل من سيطرة الإعلانات ستفقد كل مشاهديها.

وهو ما يؤكده المؤلف والسيناريست ورئيس جمعية مؤلفي الدراما أيمن سلامة فيقول: قدمت عشرات الأعمال، ومن حسن حظي أنها كانت تعرض على القنوات الفضائية، ومنها ما كان يعرض خلال قنوات ومنصات معاً.

المنصات سيكون لها دور كبير جداً فى المستقبل القريب، وهو ما سيسهم فى جذب أكبر عدد من المشاهدين، واقتصار المشاهدة لتلك القنوات التليفزيونية على قلة ممن يسكنون أماكن نائية، ليس بها إنترنت، كذلك كبار السن من ليس لديهم خبرة فى التكنولوجيا، وتعد المشاهدة المنزلية والجلوس أمام التليفزيون نوع من العادات والتقاليد وقضاء وقت فراغ.

التليفزيون إلى زوال
ويؤكد سلامة أن المنصات ستتوسع، ومن ثم قد تكون سبباً في تراجع الإقبال على الفضائيات، ففكرة التليفزيون نفسه كجهاز في طريقه غلى الزوال، وسيحل محله المحمول أوالتابلت، أو ما يسهل حمله واستخدامه وقتما يريد المشاهد، وأصبح واضحاً بشكل ملموس، فالأم والأب والجد أو الجدة، يجلسون في شهر رمضان لمشاهدة التليفزيون، بينما الأبناء فى غرفهم يشاهدون ما يشاءون عبر تليفوناتهم المحمولة عبر تلك المنصات، ناهيك عن ما تتميز به تلك المنصات من قلة عدد الإعلانات، سرعة البث، سهولته، وتحكم المشاهد فيها ، فالكم الكبير من الإعلانات أصبح عاملاً طارداً للجمهور.

أي أن المنافسة ستكون في صالح المنصات، لفرصة الاختيار، وفى الوقت نفسه إن لم يعجبك عمل سارعت بتغييره دون الحاجة لفقد الحلقة أو الفيلم، فكل شىء متاح ومسجل ومبرمج بشكل تقني سهل.

مسلسلات رمضان على المنصات أولاً
فخلال شهر رمضان المقبل سيكون للمنصات النصيب الأكبر من الأعمال الفنية، والتي تتجاوز الـ 30 عملاً، تستأثر المنصات بمعظمها.

مساوئ واضحة
برغم رأيه لنا بأن المنصات ظاهرة عالمية وسيطرتها فى دول كثيرة أمر طبيعي إلا أن السيناريست ورئيس مهرجان الغردقة السينمائي الدولي محمد الباسوسي يقول: في لندن على سبيل المثال أغلقت دور العرض أبوابها، واتجه المشاهدون إلى المنصات، فباشتراك محدود يمكنه أن يشاهد وهو في بيته كل الأفلام، وقد تكون لأسباب مناخية، كالصقيع، وغيره، لكنها هي المستقبل، ومع ذلك لها مساوىء ظهرت جلياً خلال الفترة الماضية.

فنظراً لكثرة المنصات، ولرغبة المنتجين فى إنتاج أفلام تكفي لسد حاجة تلك المنصات تم إنتاج أفلام ضعيفة وبلا هدف ولا موضوع، بل وهي" منحوتة" من أفلام أجنبية، دون النظر إلى الواقع الذي نعيشه، ولا إلى الأداء، أو الموضوع، فعلى سبيل المثال الجزء الثالث من فيلم "ولاد رزق" به مشهد خمس دقائق أكشن يتم فيه تدمير سيارات دون هدف.

ويكمل الباسوسي، بعض الدول العربية لن تسيطر فيها المنصات لسبب واحد هو أنها وجدت فى دور العرض السينمائية وليس القنوات الفضائية متنفساً للخروج من المنازل إلى المتنزهات والمولات، وهي الظاهرة الوحيدة التي يمكن القول فيها أن المنصات قد لا تكون بديلاً للسينما، أو الفضائيات لأن الجمهور يجد فى الكافيهات والشاشات ودور العرض بالمولات نوع من المتنزه.

غير منافسة 
 وفي رأي آخر للناقدة ماجدة موريس تقول: لست مع القول بأن المنصات ستكون بديلاً للفضائيات، أو دور العرض، إذا ما تم تطوير تلك القنوات والدفع بها إلى المشاهدين بموضوعات وأعمال درامية وبرامج هادفة تهمه، ومن ثم لن يهرب إلى المنصات، فما زالت القنوات الإخبارية هي المسيطرة على المشهد، فمهما زاد عدد المنصات قد لا تنهي زمن القنوات الفضائية.

المحمول السبب 
تعد المنصات ظاهرة أسهم فيها ميلاد التليفون المحمول، فهي خدمات أو تطبيقات توفر محتوى ترفيهي متنوع مثل الأفلام، المسلسلات، الموسيقى، الألعاب، والبث المباشر، وتختلف هذه المنصات حسب نوع المحتوى والجمهور المستهدف، وقد بدأت أولى المنصات فى العالم وهي Netflix التي تقدم مجموعة واسعة من الأفلام والمسلسلات، كانت تقتصر على الأعمال الأجنبية ثم بدأت منذ خمس سنوات فى دخول المنافسة العربية بعدما كونت قاعدة جماهيرية كبيرة فى دول الخليج والمغرب العربي ومصر أيضاً.

كما انتشرت هذه الظاهرة في العالم العربي من خلال منصة شاهد التي تعرض محتوى درامي وترفيهي عربي، ومن المنصات أيضاً، وياك وتقدم مسلسلات درامية عربية وهندية مدبلجة، إلى جانب برامج متنوعة، ومنصة فيو التى تعرض محتوى عربي، وستعرض أكثر من مسلسل خلال الفترة المقبلة منها مسلسل صفحة بيضا لـ حنان مطاوع.

مائة عام بث تليفزيوني
بعد ثلاث سنوات تقريباً يحتفل العالم بمرور مائة عام على بداية البث التليفزيوني، حيث كانت مدينة نيوريورك الأمريكية أول من عرف خدمة الإرسال التلفزيوني، وذلك في يوم 12 أغسطس من عام 1928.

دمج قنوات وإلغاء أخرى 
وبدأت حالياً ظاهرة التراجع في عدد القنوات بسبب ارتفاع تكلفة البث، حيث ألغت شبكات كثيرة بعض قنواتها، واكتفت بالقنوات الرئيسية، وتوقفت قنوات آخرها قناة اقرأ، وألغيت قناة الأسرة والطفل، وتم دمجها مع قناة نايل لايف، وقنوات نايل كوميدي ونايل سينما مع قناة نايل دراما، وغلق قناة التعليم الفني، أي ان قطاع القنوات المتخصصة سيصبح ثلاث قنوات فقط.