ذهبت جيهان إلى الصيدلية لتنفيذ وصفة الطبيب، وأعطاها الصيدلي الحقنة، خلال لحظات شعرت بضيق في التنفس واختناق، فقدت الوعي وتغير لون جسمها إلى الأزرق، حاول الصيدلي إنقاذها بحقن محلول ملحي، لكن حالتها تدهورت، تم نقلها بالإسعاف إلى المستشفى، حيث اكتشف الأطباء أن قلبها قد توقف تمامًا، وأُعلنت وفاتها بعد ساعات قليلة من تلقي الحقنة، هذه الحادثة واحدة من العديد من الحالات التي وقعت بسبب صدمة تحسسية نتيجة المضادات الحيوية.

ما هو المضاد الحيوي؟
المضادات الحيوية تُستخدم لعلاج العدوى البكتيرية وليس الفيروسية، تقول الدكتورة سارة فوزي سلام، استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، إن الأطفال حديثي الولادة لا يحتاجون إلى مضادات حيوية إلا في حال وجود عدوى بكتيرية، يتم تشخيصها من قبل الطبيب، في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، تقل فرص إصابته بعدوى بكتيرية بسبب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، لكن بعض الأمهات يستخدمن المضاد الحيوي بمجرد ارتفاع حرارة الطفل دون استشارة الطبيب، مما يؤثر سلبًا على مناعة الطفل.

كما أن بعض الأمهات يستبدلن المضاد الحيوي الشراب بالحقن، معتقدات أن الشراب "مر"، دون علم بأن الحقن أخطر وأكثر تأثيرًا على جسم الطفل، الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يُضعف المناعة ويساهم في مقاومة البكتيريا، يجب عدم إعطاء المضاد الحيوي إلا في حالات محددة، مثل التهاب الحلق مع حرارة، أو إفرازات صديدية، أو نزلات معوية بكتيرية.

مقاومة المضادات 
تشير د. سارة إلى أن سبب وجود حالات كثيرة في العناية المركزة هو الإصابة بميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية، نتيجة سوء استخدامها، هناك مضادات يمكن استخدامها أثناء الحمل والرضاعة بإشراف طبي، وتناول طعام صحي أثناء وبعد العلاج بالمضاد الحيوي ضروري لتعويض البكتيريا النافعة، مثل الزبادي والخضروات الطازجة، يجب إبلاغ الطبيب عند تناول مكملات غذائية لأنها قد تؤثر على امتصاص المضاد.

الرعاية المركزة
يقول الدكتور مصطفى أبو العينين، رئيس قسم طب الحالات الحرجة والطوارئ بكلية الطب جامعة الأزهر، إن المضادات الحيوية ضرورية في الرعاية المركزة لعلاج عدوى مثل الالتهاب الرئوي، تسمم الدم، أو العدوى البولية، لكن استخدامها المفرط يسبب مقاومة بكتيرية، ويجب إعطاء العلاج بناءً على نتائج التحاليل، من المهم البدء بعلاج شامل ثم تقليصه حسب النتائج، مع الحرص على النظافة لمنع العدوى.

مخاطر سوء الاستخدام 
الدكتور خالد عبد الحميد البنا، استشاري الباطنة العامة والرعاية المركزة، يحذر من الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي، لأنه قد يؤدي إلى ظهور بكتيريا مقاومة، يؤثر على البكتيريا النافعة، يسبب الحساسية والغثيان والطفح الجلدي، ويؤدي إلى التهابات ثانوية ومضاعفات أخرى.

أما الدكتور خالد يونس، أستاذ واستشاري أمراض  الباطنة بالمركز القومي للبحوث،  فيشير إلى أن بعض المضادات قد تؤدي إلى أمراض في الكلى أو الكبد، ويجب الحذر عند إعطائها خاصة للأطفال، كما أن الإفراط فيها يضعف المناعة ويزيد من فرص الإصابة بالأمراض، لا يجب استخدام المضاد الحيوي في العدوى الفيروسية إلا إذا رأى الطبيب ضرورة لذلك.

المضادات الحيوية والأورام
توضح الدكتورة نهى عادل التهامي، رئيس قسم علاج الاورام بمستشفي أورام الاسماعيلية التعليمي ,استشاري علاج الاورام بالقوات المسلحة، أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد يؤدي إلى خلل في الميكروبيوم المعوي، مما قد يسهم في الإصابة بسرطان الأمعاء.

البدائل الطبيعية
تقترح الدكتورة إيناس صبري، أستاذ التغذية العلاجية وعلوم الاطعمة بالمركز القومي للبحوث، وصفة طبيعية بديلة للمضادات الحيوية مكونة من الثوم المهروس، ليمون كامل، خل التفاح، وزيت الزيتون البكر، ويمكن تناولها صباحًا عند الشعور بأعراض نزلة برد خفيفة.

إسعافات لصدمة الحساسية
عند حدوث صدمة تحسسية بعد الحقن، يجب أن يُستلقي المريض وترفع ساقاه، في حال توفر حاقن إبينفرين يتم استخدامه فورًا، إذا توقف التنفس أو القلب، يجب البدء في الإنعاش القلبي الرئوي والاتصال بالإسعاف فورًا، لأن الحالة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.