رحاب.. ولاء، وغيرهن ملايين.. نماذج مُشرّفة للكفاح ورفض الاستسلام للأمر الواقع وسعين نحو تحقيق ذواتهن، فكرمت الدولة جهودهن المتفانية وإسهاماتهن القيمة في مختلف المجالات. 

وفي احتفالية عيد العمال الأخيرة، كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي 3 سيدات، ضربن مثلا يُحتذى به في الدأب والعمل الجاد، ليؤكدن أنّ المرأة حاضرة في كافة المحافل العلمية والعملية، وأنه لا يوجد وظيفة أو مهنة حكرًا على الرجال دون غيرهم.

 ففي عالم يسوده الرجال غالبًا، برزت قصة رحاب علي كمثال للإصرار والتحدي، لم تكن رحاب تتوقع أن يأتي يوم تُكرم فيه بين أفضل العمال في مصر.

بدأت رحاب رحلتها من محافظة الأسكندرية في مجال القيادة منذ عدة سنوات، كانت تسعى لإثبات قدرتها على العمل في مهنة يُنظر إليها باعتبارها حكرًا على الرجال، وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتها، إلا أنها لم تستسلم.

تحكى رحاب قصتها فتقول، إن أكبر إنجازاتها حين بدأت، كان في حصولها على رخصة القيادة لأنها أول خطوة تؤهلها للعمل كسائق، وأول رخصة حصلت عليها كانت درجة ثالثة مهنية. وتضيف، بعدها بعدة أعوام جددتها برخصة درجة ثانية، والتي تعتبرها تطويرًا من نفسِها وإنجاز سهّل عليها التنقل بين عربات النقل وساهم في تطوير مجالها من سائق لعربة ملاكي إلى تاكسي ثم باص وغيرها.

 "أعمل عند سائقين على عرباتهم بنظام الوردية تحت الطلب، يخبرني أحدهم حينما يحتاج لسائق، ويكون العمل لفترة محدودة، وأغلب الوقت لا أجد عملًا"، هكذا تحدثت رحاب، متمنية أن تمتلك سيارة خاصة تعمل عليها بدلا من التنقل والعمل عن السائقين أصحاب السيارات.

 لم يكن تكريم رحاب في عيد العمال مجرد لحظة فخر لها وحدها، بل كان فخرا لأهلها وزملائها، الأمر الذي يعكس تقدير الدولة وتكريمها للعمال، وجاء تكريم رحاب تقديرًا لمهارتها الفائقة في القيادة والتزامها الدائم بالأمان والكفاءة.

وأعربت رحاب عن سعادتها البالغة بهذا التكريم، مؤكدة أنه يمثل لها دافعًا لمواصلة العمل بجد وإخلاص، وقالت إنها كانت في قمة السعادة عند تسلم الوسام من الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وتمنّت أن يكون لتكريمها صدى واسع في المجتمع، ويكون مصدر لإلهام العديد من النساء والفتيات اللواتي يحلمن بدخول مهن يُهيمن عليها الرجال.

كما كُرّمت ولاء فرج من محافظة الجيزة، في عيد العمال، والتي بدأت حياتها العملية في عمر أربعة عشر سنة، بتشجيع ودعم والدها، إلى أن حققت أول نجاحاتها كنقابية بنقابة النقل البري. 

بدأت ولاء، العمل النقابي منذ عشر سنوات، وقت إنشاء اللجنة النقابية للعاملين بالنقل البري بشمال الجيزة في دورة 2018 إلى  2022، ثم تولّت منصب أمين عام مساعد اللجنة النقابية، وفي دورة 2022 إلى 2026 آمين عام اللجنة النقابية.

قالت ولاء، إنها أصغر النساء اللاتي كُرّمن في عيد العمال 2024، وأنها رُشّحت من النقابة العامة للنقل البري للتكريم، كما اختيرت ممثلة عن الشباب المصري في النقل البري، ورُشّحت لحضور الاجتماع الإقليمي للشباب في تونس لمناقشة أهم أولويات الشباب وتأثير المناخ والانتقال العادل على العمال، وبشكل خاص على الشباب والمرأة. 

لم تكن ولاء تحلم بأن تصبح سائقة فحسب، بل كانت تطمح لتغيير الصورة النمطية للمرأة في مجتمعها، بدأت في تعلم القيادة والعمل كسائقة، وبمرور الوقت، أصبحت معروفة بين زملائها بسرعة بديهتها وقدرتها على التعامل مع المواقف الصعبة بكل هدوء واحترافية، واستمرت في تعليمها إلى أن حصلت على بكالوريوس التجارة، وحالياً طالبة تمهيدي ماجستير في جامعة القاهرة.

تأمل ولاء أن يكون تكريمها بداية لتغييرات إيجابية أكبر في المجتمع، وتخطط لنشر فكرة العمل في أي مجال لتشجيع المزيد من النساء على الدخول في مجالات العمل المختلفة وكسر الحواجز التي تحول دون تحقيق طموحاتهن.

قدّمت ولاء النصيحة لكافة النساء قائلة، "لا يوجد شيء مستحيل، ففي العمل والنضال لا فرق بين المرأة والرجل، ويكفيني فخرا أنّي امرأة مصرية تحت قيادة رئيس عظيم، الرئيس السيسي الذي يدعم عمل المرأة، لن أنكر أنّي قابلت تحديات كبيرة جدا، ولكن كان لدي  إصرار وعزيمة قوية ورغبة في النجاح ولاقيت تحديات في بداية انضمامي لنقابة النقل البري كوني امرأة،
وكذلك تحديات في البيئة المحيطة، وطريقة التعامل مع السائقين ومواجهة ما يواجهون".
 
إحدى الفتيات اللواتي تأثرن بقصة ولاء من جيرانها، قالت، "عندما سمعت عن تكريمها شعرت بأنه يمكنني أيضًا تحقيق أحلامي، لم يعد الخوف من النظرة الاجتماعية يقف عائقًا أمامي، ولا بد أن يؤدي هذا التكريم إلى فتح حوارات مجتمعية حول أهمية تقدير العمل الذي تقوم به النساء في مختلف المجالات، وضرورة توفير بيئة عمل تدعم المساواة والتنوع".