جسر للتقارب الثقافي
شهدت الجلسة نقاشات موسعة حول دور السياحة في نشر الثقافات المختلفة، وأهمية إزالة المعوقات أمام حركة السفر، وضرورة كسر النمطية في التفكير والتخلص من الصور الذهنية المسبقة عند زيارة الوجهات والمجتمعات لأول مرة.

تجربة أكثر انفتاحًا وإنسانية
أكد أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أن السياحة العالمية تشهد تحولًا كبيرًا، موضحًا أن تجربة السياحة في مصر أصبحت أكثر انفتاحًا وتفاعلاً إنسانيًا مع المجتمعات المحلية، وليست مجرد زيارة للمواقع الأثرية.

وأكد يوسف، نريد أن يكون السائح جزءًا من التجربة المصرية؛ من سيوة إلى أسوان، سيجد الزائر ترحيبًا صادقًا من الأهالي، الذين يفتحون بيوتهم لاستقباله وتقديم الشاي والطعام كجزء من كرم الضيافة المصرية.

وأشار إلى أن سياحة الأقاليم في مصر بدأت تشهد انتعاشًا ملحوظًا، بالتعاون مع الشركاء في الترويج للمقاصد الجديدة، مؤكدًا أن تعليقات الزوار الأخيرة إيجابية للغاية وتركّز على الجانب الإنساني في التجربة السياحية المصرية.

طاقة حضارية للعالم
وأوضح يوسف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يرى المتحف المصري الكبير ليس مجرد معرض للآثار، بل "طاقة حضارية وثقافية تقدمها مصر للعالم لتكون جزءًا من السردية الإنسانية العالمية".
وأشار إلى أن تكلفة إنشاء المتحف بلغت مليار دولار، تم تنفيذها بالتعاون مع اليابان.

قوة ناعمة في مواجهة التحديات
من جانبه، قال فهد حميد الدين، رئيس هيئة السياحة السعودية، إن السياحة هي الرابط الإنساني الأهم حتى في أوقات الأزمات والتغيرات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن المملكة واجهت في فترات سابقة أحكامًا مسبقة وتمييزًا، لكن التجارب أثبتت خطأ تلك الانطباعات بعد أن تغيّرت الصورة إيجابيًا بفضل الانفتاح والتطور السريع الذي تشهده المملكة.

وأضاف أن المدينة المنورة صُنفت عام 2023 كأكثر مدينة أمانًا على مستوى العالم للنساء، وهو ما يعكس الصورة الحقيقية للمملكة.

من الغوريلا إلى الانفتاح الثقافي
كما تحدثت إيريني مونروا، رئيس المكتب السياحي ومجلس التنمية في رواندا، عن تجربة بلادها في تصدير ثقافتها إلى الخارج بعد سنوات من التحديات، موضحة أن رواندا لم تعد وجهة لتسلق الجبال أو مشاهدة الغوريلا فقط، بل أصبحت رمزًا للإبداع والانفتاح الثقافي من خلال شراكات عالمية مع كبرى الأندية الرياضية مثل آرسنال وريال مدريد، إلى جانب مبادرات لحماية الحياة البرية ضمن رؤية استراتيجية للتنمية السياحية المستدامة.

ريادة تجمع بين الأصالة والانفتاح
وجسدت الجلسة روح التكامل السياحي العالمي، حيث اتفقت المداخلات على أن السياحة أصبحت أداة للتقارب الثقافي والتفاهم الإنساني، وأن مصر والسعودية تقدمان نموذجين ملهمين في الجمع بين الأصالة والانفتاح والريادة العالمية.