تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تُعد أشجار المانجروف (أو القرم) من أكثر النظم البيئية تميزًا وأهميةً بيئيًا واقتصاديًا على مستوى العالم، تنمو هذه الأشجار في المناطق الساحلية الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث تتميز بقدرتها الفريدة على التكيف مع المياه المالحة والظروف البيئية القاسية، وتشكل غابات المانجروف حاجزًا طبيعيًا يحمي الشواطئ من التآكل والعواصف، كما توفر موطنًا حيويًا للعديد من الكائنات البحرية والبرية، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
إلى جانب دورها البيئي، تساهم أشجار المانجروف في التخفيف من آثار تغير المناخ عبر امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في التربة، فهي بالوعات للكربون ومع ذلك، تواجه هذه النظم تهديدات متزايدة بسبب التوسع العمراني، التلوث، والاستغلال الجائر، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها.
يهدف هذا التقرير إلى استعراض الخصائص الفريدة لأشجار المانجروف، أدوارها البيئية والاقتصادية، والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى الحلول الممكنة لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
يوضح الدكتور محمد عبد المعبود أستاذ فسيولوجية البيئة النباتية ورئيس قسم البيئة النباتية والمراعي بمركز بحوث الصحراء، أن أشجار المانجروف التي تنمو بمصر تنقسم إلى نوعين، والنوعان متواجدان على امتداد ساحل البحر الأحمر:
- النوع الأول: يطلق عليه الشورى أو المانجروف الرمادي أو أفيسينا مارينا
- النوع الثاني: يسمى القندل، ويتواجد بعد الغردقة حتى حدود مصر، ويمتد في السعودية والسودان.
فوائد المانجروف
ويشير الدكتور عبد المعبود، إلى أن أهم استخدامات المانجروف هو إزالة الملوثات، فالنباتات المالحة تمتص الملوثات من التربة، وتعمل على توفير المياه العذبة، فهو نبات محب للملوحة حيث لديه غدد تفرز الملح الزائد ويلفظها على أوراقه، كما أنه يتعايش مع الملوحة، وهناك أنواع من الأسماك مرافقة له، وبالتالي يساعد على تنمية الثروة السمكية، كما أنه ملطف للجو بمكافحة التغيرات المناخية حيث يقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري بتقليل نسبة الكربون، علاوة على أنه يعطي مظهر جمالي وبيئي وسياحي مميز.
ويضيف المهندس حازم عبد المنعم نقيب الزراعيين بأسوان، أن هناك مزايا أخرى للمانجروف وهي:
1ـ حماية البيئة من الأعاصير والفيضانات.
2ـ تساعد على حماية التنوع البيولوجي
3ـ الحفاظ على الماء بتحويل المياه المالحة لمياه عذبة.
4ـ الدفاع الساحلي ضد الفيضانات والأعاصير.
5ـ تخزين الكربون بنسبة أكبر من الغابات الاستوائية.
6ـ تنمية السياحة البيئية فهي تحافظ على وجود "الشعاب المرجانية ".
7ـ مصدر للعلف الحيواني حيث يخرج منها عسل ولكنه خفيف ذو لون داكن وطعم لاذع.
8ـ مصدر طبيعي للغذاء حيث أنه مصدر هام للفيتامينات والمعادن والمركبات الغذائية المهمة لصحة الإنسان.
9ـ لها العديد من الاستخدامات الطبية.
وأكد نقيب الزراعيين بأسوان، أن المانجروف أشجار تتبع فصيلة حاملات الجذور، وتنمو في الغابات التي تمتد على طول مصبات المد والجذر، وكذلك في المستنقعات والسواحل المالحة، وأكثر الدول إنتاجًا لها، هي السعودية حيث المساحة المنزرعة حوالي 600 مليون متر مربع، ويطلق عليها شجرة الشورى أو القندل وكذلك القزم والأيكة الساحلية.
خصائص المانجروف
ويوضح م. عبد المنعم، أن للمانجروف عدة خصائص مميزة:
- الأوراق سميكة وجلدية ولونها أخضر داكن.
- الجذور: تتمتع بالقوة والمرونة، وتنمو متشابكة ومتداخلة، وتتحمل الملوحة، وتعمل على تماسك التربة، وحمايتها من التآكل وامتصاص المغذيات والمياه من التربة.
- الثمار: على شكل حبات بيضاوية ذو لون أصفر أو برتقالي، مع لحم داخلي لذيذ الطعم.
الاستثمار البيئي
وعن أهميتها في التخفيف من آثار التغيرات المناخية، أشار نقيب الزراعيين بأسوان، إلى أن الدولة أطلقت مشروعاً لإكثار غابات المانجروف بمحافظة البحر الأحمر، هذا المشروع يعد أحد مشروعات التخفيف من آثار التغييرات المناخية بالتعاون بين وزارة البيئة ومركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة، ووزارة التنمية المحلية متمثلة في محافظة البحر الأحمر، حيث يعتبر الخطوة الرئيسية لإطلاق أكبر مشروع للتوسع في غابات المانجروف على سواحل البحر الأحمر لتحقيق قيمة اقتصادية، و تحسين الأوضاع البيئية بالمنطقة علاوة على تحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية.
كما تم إنشاء 4 مشاتل لإكثار أشجار المانجروف في كل من سفاجا وحماطة وشلاتين بمحافظة البحر الحمر، ومحمية نبق بمحافظة جنوب سيناء، وذلك من أجل تعظيم إمكاناتها الاقتصادية والبيئية والسياحية، بالإضافة لما يتم إنتاجه سنويًا ويصل لحوالي 25 ألف شتلة مانجروف بالعروة الواحدة، أي بمعدل عروتين سنوياً، بإجمالي 300 ألف شتلة خلال فترة المشروع، وبإجمالي مساحة مستهدفة تصل إلى 500 فدان.
عمر المانجروف
وأشجار المانجروف تنمو وتعيش معظم أنواع أشجارها لمدة 20 عامًا وقد تصل إلى 40 عامًا، وظهرت فصائل نباتات المانجروف لأول مرة خلال العصر الطباشيري المتأخر وحتى العصر الباليوسيني، وانتشرت على نطاق واسع، ويعود ذلك جزئيًا إلى حركة الصفائح التكتونية، ويعود تاريخ أقدم حفريات نخيل المانجروف المعروفة إلى 75 مليون سنة.
ويوجد نحو 100 نوعاً من هذه النباتات، تنتمي إلى 18 فصيلة و23 جنساً، موزعة حول المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية في العالم، يوجد العدد الأكبر منها (65 نوعاً) في منطقة جنوب شرق آسيا، بينما يوجد نحو 11 نوعاً في العالم الجديد ومنطقة الكاريبي، أما في الوطن العربي فتوجد ثلاثة أنواع من نباتات الأيكات الساحلية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية