تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الكشف المبكر عن السرطان، كان أملًا كبيرًا في تحسين معدلات الشفاء والنجاة.. ومع تقدم العلم، ظهرت أساليب جديدة وغير تقليدية للكشف عن هذا المرض الخطير، من بينها تحليل المركبات العضوية المتطايرة في سوائل الجسم.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الخلايا السرطانية أو تفاعل الجسم معها يغيّران التمثيل الأيضي، ما ينتج عنه مركّبات كيميائية متطايرة يمكن رصدها في البول أو العرق أو البراز أو النفس، وقد تكون هذه المركبات مؤشرات مبكرة على وجود الأورام قبل ظهور الأعراض السريرية.
بصمة الأيض
وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Proteome Research أن المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) تتغير مع تطور الورم، مما يجعلها علامات حيوية محتملة للكشف عن السرطان، هذه المركبات تشكل بمجموعها "بصمة كيميائية" فريدة يمكن للتقنيات المتقدمة التعرف عليها.
وفي النموذج التجريبي على الفئران، تم تصميم نموذج حيواني للفئران المصابة بأورام في أعضاء متعددة كالرئتين والمعدة والكبد والمريء، وقد تم رصد هذه المركبات في مراحل مختلفة من المرض، شملت في البول عند الأسبوع الخامس، وفي العرق عند الأسبوع الثالث عشر، وفي البراز عند الأسبوع السابع عشر.
نتائج واعدة
وتشير التقارير إلى أن تحليل الـ VOCs قدّم نتائج واعدة في دراسات على البشر كنهج غير جراحي، حيث حقق في بعض التجارب حساسية تصل إلى 89% وخصوصية بلغت 88% في الكشف عن أنواع مختلفة من السرطان مثل الرئة والمعدة والكبد.
وبحسب دراسة نُشرت في Nature Communications عام 2024، نجح فريق من الباحثين اليابانيين في تطوير أنف إلكتروني مدعوم بالذكاء الاصطناعي يستطيع تحليل النفس البشري واكتشاف إشارات سرطان الرئة والمعدة بدقة تجاوزت 92%.
وفي دراسة أخرى نُشرت في ScienceDirect، أظهرت التحاليل أن الكلاب المدرّبة تمكنت من اكتشاف سرطان الثدي والبروستاتا من عينات التنفس والبول بنسبة دقة مماثلة، مما يفتح الباب أمام تطوير أجهزة إلكترونية تحاكي هذه القدرات الحيوية.
تشير هذه النتائج إلى إمكانية تطوير اختبارات بسيطة وغير جراحية تشبه "فحص النفس" أو "خزعة الغاز"، لتصبح وسيلة سريعة للكشف المبكر عن السرطان لدى البشر في المستقبل.
رؤية المتخصصين
و"لا شك أن فكرة استخدام المركبات العطرية للكشف المبكر عن السرطان هي واحدة من أكثر المجالات إثارة في طب الأورام الحديث"، كما يقول الدكتور أحمد عبد الرحمن، استشاري الأورام، قبل أن يتابع: "جاذبيتها تكمن في كونها غير جراحية ورخيصة التكلفة، ويمكن أن تنقذ ملايين الأرواح حول العالم، من الناحية العلمية، نحن نعلم أن الخلايا السرطانية تعتمد على مسارات أيضية مختلفة، مما يؤدي إلى إنتاج نواتج ثانوية متطايرة مميزة".
ويستطرد: "ومع ذلك، من المهم أن يفهم الجمهور أن الطريق من ’الفكرة الواعدة‘ في المختبر إلى ’الفحص المعتمد‘ في العيادة طريق طويل وشاق، ويتطلب سنوات من التجارب السريرية والتحقق العلمي. نحن بحاجة إلى تأكيد هذه النتائج على مجموعات سكانية متنوعة ومع مختلف المراحل المرضية."
نقلة نوعية
ويرى استشاري الأورام، أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في الرعاية الصحية، إذ لا يقتصر دورها على إنقاذ الأرواح فحسب، بل يعيد تعريف مفهوم الوقاية والعلاج.
ويشير إلى أن من أهم فوائد هذه التقنية، زيادة فرص الشفاء وجعل العلاج أكثر فاعلية وأقل تكلفة، وتقليل المعاناة بتجنب المراحل المتقدمة والعمليات المعقدة، وتوفير راحة نفسية أكبر نتيجة الاطمئنان على الحالة الصحية في وقت مبكر، وخفض الأعباء المادية على الأسر والأنظمة الصحية، وتحسين جودة الحياة للمريض بفضل سرعة التدخل وفعاليته.
تحديات تقنية
ومن جهتها توضح الدكتورة منى السيد أستاذة الكيمياء الحيوية، أن خلايا السرطان تستهلك الطاقة بطرق مختلفة عن الخلايا الطبيعية، وينتج عن ذلك مركبات عضوية متطايرة تشكل ’بصمة أيضية‘ للورم. لكن التحدي الحقيقي يكمن في تعقيد المزيج الكيميائي الذي نرصده.
وتتابع: "فالعرق أو النفس لا يحتويان على بضع مركبات واضحة، بل على مئات المركبات بتراكيز ضئيلة جدًا ومتداخلة"، لافتة إلى أن التحدي الأكبر يكمن في دقة الأجهزة المستخدمة لفصل الإشارات المرضية عن تلك الناتجة عن الطعام أو العطور أو الأدوية أو حتى البكتيريا الطبيعية على الجلد.
واختتمت الدكتورة منى السيد بالقول: "نحتاج إلى تطوير أجهزة استشعار نانوية محمولة فائقة الدقة يمكنها التمييز بين هذه العوامل المربكة، وتحديد البصمة المحددة للسرطان وسط كل هذه الضوضاء الكيميائية."
رؤية مستقبلية
ويقول الدكتور خالد عمران، طبيب الأورام: "هذه التقنية ليست بديلة عن الطرق التقليدية مثل الخزعات أو التصوير المقطعي، لكنها مكملة لها".
ويرى أن أهميتها تكمن في مرحلة الفحص الأولي للسكان المعرضين للخطر، مستطردا: "وقد نرى تطبيقاتها الأولى خلال العقد المقبل خاصة في برامج الوقاية المجتمعية".
ويتوقع الدكتور خالد عمران، أن تشمل التطبيقات المستقبلية، أجهزة استشعار في الهواتف الذكية أو أجهزة محمولة بأسعار معقولة للفحص المنزلي الدوري، متابعا: "لكن يجب أن نكون مدركين لأنه حتى إذا وصلت هذه التقنيات إلى السوق، فستظل تحت إشراف طبي كامل، وسيظل التأكيد بالطرق التشخيصية القياسية ضروريًا قبل بدء أي علاج."
تقييم واقعي
رغم النتائج المشجعة، لا يزال تحليل مركبات الـ VOCs غير معتمد كإجراء تشخيصي روتيني للكشف عن السرطان، وذلك لعدة أسباب:
-العديد من الدراسات لا تزال في مراحل أولية وتحتاج إلى تأكيد على نطاق أوسع.
-هناك اختلافات فردية في نسب هذه المركبات نتيجة النظام الغذائي أو الحالة النفسية أو البيئة المحيطة.
-ورغم أن الأبحاث على النفس والبول هي الأكثر تقدمًا، فإن الدراسات على العرق والبراز لا تزال محدودة وتحتاج إلى المزيد من التحقق، مما يجعل فرضية "روائح الجسم" في طور التجريب.
ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن هذه التقنية تهدف إلى الكشف قبل ظهور الأعراض، أي في المراحل المبكرة فقط، وقد تكون أقل دقة في المراحل المتقدمة.
كما لم تُجرَ دراسات كافية بعد على الأطفال أو كبار السن بشكل منفصل.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الخلايا السرطانية أو تفاعل الجسم معها يغيّران التمثيل الأيضي، ما ينتج عنه مركّبات كيميائية متطايرة يمكن رصدها في البول أو العرق أو البراز أو النفس، وقد تكون هذه المركبات مؤشرات مبكرة على وجود الأورام قبل ظهور الأعراض السريرية.
بصمة الأيض
وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Proteome Research أن المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) تتغير مع تطور الورم، مما يجعلها علامات حيوية محتملة للكشف عن السرطان، هذه المركبات تشكل بمجموعها "بصمة كيميائية" فريدة يمكن للتقنيات المتقدمة التعرف عليها.
وفي النموذج التجريبي على الفئران، تم تصميم نموذج حيواني للفئران المصابة بأورام في أعضاء متعددة كالرئتين والمعدة والكبد والمريء، وقد تم رصد هذه المركبات في مراحل مختلفة من المرض، شملت في البول عند الأسبوع الخامس، وفي العرق عند الأسبوع الثالث عشر، وفي البراز عند الأسبوع السابع عشر.
نتائج واعدة
وتشير التقارير إلى أن تحليل الـ VOCs قدّم نتائج واعدة في دراسات على البشر كنهج غير جراحي، حيث حقق في بعض التجارب حساسية تصل إلى 89% وخصوصية بلغت 88% في الكشف عن أنواع مختلفة من السرطان مثل الرئة والمعدة والكبد.
وبحسب دراسة نُشرت في Nature Communications عام 2024، نجح فريق من الباحثين اليابانيين في تطوير أنف إلكتروني مدعوم بالذكاء الاصطناعي يستطيع تحليل النفس البشري واكتشاف إشارات سرطان الرئة والمعدة بدقة تجاوزت 92%.
وفي دراسة أخرى نُشرت في ScienceDirect، أظهرت التحاليل أن الكلاب المدرّبة تمكنت من اكتشاف سرطان الثدي والبروستاتا من عينات التنفس والبول بنسبة دقة مماثلة، مما يفتح الباب أمام تطوير أجهزة إلكترونية تحاكي هذه القدرات الحيوية.
تشير هذه النتائج إلى إمكانية تطوير اختبارات بسيطة وغير جراحية تشبه "فحص النفس" أو "خزعة الغاز"، لتصبح وسيلة سريعة للكشف المبكر عن السرطان لدى البشر في المستقبل.
رؤية المتخصصين
و"لا شك أن فكرة استخدام المركبات العطرية للكشف المبكر عن السرطان هي واحدة من أكثر المجالات إثارة في طب الأورام الحديث"، كما يقول الدكتور أحمد عبد الرحمن، استشاري الأورام، قبل أن يتابع: "جاذبيتها تكمن في كونها غير جراحية ورخيصة التكلفة، ويمكن أن تنقذ ملايين الأرواح حول العالم، من الناحية العلمية، نحن نعلم أن الخلايا السرطانية تعتمد على مسارات أيضية مختلفة، مما يؤدي إلى إنتاج نواتج ثانوية متطايرة مميزة".
ويستطرد: "ومع ذلك، من المهم أن يفهم الجمهور أن الطريق من ’الفكرة الواعدة‘ في المختبر إلى ’الفحص المعتمد‘ في العيادة طريق طويل وشاق، ويتطلب سنوات من التجارب السريرية والتحقق العلمي. نحن بحاجة إلى تأكيد هذه النتائج على مجموعات سكانية متنوعة ومع مختلف المراحل المرضية."
نقلة نوعية
ويرى استشاري الأورام، أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في الرعاية الصحية، إذ لا يقتصر دورها على إنقاذ الأرواح فحسب، بل يعيد تعريف مفهوم الوقاية والعلاج.
ويشير إلى أن من أهم فوائد هذه التقنية، زيادة فرص الشفاء وجعل العلاج أكثر فاعلية وأقل تكلفة، وتقليل المعاناة بتجنب المراحل المتقدمة والعمليات المعقدة، وتوفير راحة نفسية أكبر نتيجة الاطمئنان على الحالة الصحية في وقت مبكر، وخفض الأعباء المادية على الأسر والأنظمة الصحية، وتحسين جودة الحياة للمريض بفضل سرعة التدخل وفعاليته.
تحديات تقنية
ومن جهتها توضح الدكتورة منى السيد أستاذة الكيمياء الحيوية، أن خلايا السرطان تستهلك الطاقة بطرق مختلفة عن الخلايا الطبيعية، وينتج عن ذلك مركبات عضوية متطايرة تشكل ’بصمة أيضية‘ للورم. لكن التحدي الحقيقي يكمن في تعقيد المزيج الكيميائي الذي نرصده.
وتتابع: "فالعرق أو النفس لا يحتويان على بضع مركبات واضحة، بل على مئات المركبات بتراكيز ضئيلة جدًا ومتداخلة"، لافتة إلى أن التحدي الأكبر يكمن في دقة الأجهزة المستخدمة لفصل الإشارات المرضية عن تلك الناتجة عن الطعام أو العطور أو الأدوية أو حتى البكتيريا الطبيعية على الجلد.
واختتمت الدكتورة منى السيد بالقول: "نحتاج إلى تطوير أجهزة استشعار نانوية محمولة فائقة الدقة يمكنها التمييز بين هذه العوامل المربكة، وتحديد البصمة المحددة للسرطان وسط كل هذه الضوضاء الكيميائية."
رؤية مستقبلية
ويقول الدكتور خالد عمران، طبيب الأورام: "هذه التقنية ليست بديلة عن الطرق التقليدية مثل الخزعات أو التصوير المقطعي، لكنها مكملة لها".
ويرى أن أهميتها تكمن في مرحلة الفحص الأولي للسكان المعرضين للخطر، مستطردا: "وقد نرى تطبيقاتها الأولى خلال العقد المقبل خاصة في برامج الوقاية المجتمعية".
ويتوقع الدكتور خالد عمران، أن تشمل التطبيقات المستقبلية، أجهزة استشعار في الهواتف الذكية أو أجهزة محمولة بأسعار معقولة للفحص المنزلي الدوري، متابعا: "لكن يجب أن نكون مدركين لأنه حتى إذا وصلت هذه التقنيات إلى السوق، فستظل تحت إشراف طبي كامل، وسيظل التأكيد بالطرق التشخيصية القياسية ضروريًا قبل بدء أي علاج."
تقييم واقعي
رغم النتائج المشجعة، لا يزال تحليل مركبات الـ VOCs غير معتمد كإجراء تشخيصي روتيني للكشف عن السرطان، وذلك لعدة أسباب:
-العديد من الدراسات لا تزال في مراحل أولية وتحتاج إلى تأكيد على نطاق أوسع.
-هناك اختلافات فردية في نسب هذه المركبات نتيجة النظام الغذائي أو الحالة النفسية أو البيئة المحيطة.
-ورغم أن الأبحاث على النفس والبول هي الأكثر تقدمًا، فإن الدراسات على العرق والبراز لا تزال محدودة وتحتاج إلى المزيد من التحقق، مما يجعل فرضية "روائح الجسم" في طور التجريب.
ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن هذه التقنية تهدف إلى الكشف قبل ظهور الأعراض، أي في المراحل المبكرة فقط، وقد تكون أقل دقة في المراحل المتقدمة.
كما لم تُجرَ دراسات كافية بعد على الأطفال أو كبار السن بشكل منفصل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية