أكدت د . فاطمة عمر، الخبير الدولي في التراث غير المادي بمنظمة "اليونسكو"، إنه سيتم تسجيل الكشري المصري، على القائمة التمثيلية للتراث العالمي غير المادي، خلال شهر ديسمبر المقبل، مضيفة في تصريحات خاصة لموقع "سبوت"، إن التسجيل سيشمل، وجبة الكشري التقليدية المصرية، بكافة أنواعها، ومكوناتها، وأشهر المناطق الموجود بها، وليس نوع معين فقط. 

وأضافت إن من أهم معايير التسجيل، على قوائم التراث غير المادي، أن يكون العنصر المطلوب تسجيله مُسجلا على قائمة حصر، إلى جانب عدد من المعايير، التي يختلف عددها حسب القائمة التي سيسجل عليها العنصر، ففي حالة التسجيل على القائمة التمثيلية، يكون عدد المعايير 5، مثل إن هذا العنصر، سواء طعام أو نشاط، يتم ممارسته لأجيال، وأنه يعمل على تعزيز الهوية في المجتمع.

وتذكر د. منة الله الدُري، مُدرس بكلية الآثار جامعة عين شمس، إن الشكل الأولي لطبق الكشري المصري يرجع إلى الهند، حيث كان يحمل إسم "الكِتشاري"، وهو عبارة عن مزيج من البقوليات والحبوب، مثل الفول والعدس، ويرجح عدد من المؤرخين، إن "الكِتشاري" قد وصل إلى مصر مع الجنود الهنود، الذين شاركوا مع الجيش البريطاني في احتلال مصر، وذلك في سبتمبر 1882، بينما يرى البعض الآخر، إن "الكِتشاري" انتقل إلى مصر عن طريق الحج القديم، خلال الأزمنة الغابرة.

وأضافت إنه مع مرور الزمن، أضاف المصريون إلى هذا الطبق مكونات، ونكهات جديدة، حيث تم في البداية استخدام الأرز، والعدس، والحمص، ثم إٌضيفت المكرونة والصلصة، تأثرًا بالجالية الإيطالية التي كانت تُقيم بالقاهرة، والاسكندرية، مؤكدة إن كتاب "أبلة نظيرة" الشهير، تضمن وصفتان للكشري المصري، الأولى بالعدس البني "أبو جبة"، وتُعرف بالكشري القاهري، والثانية بالعدس الأصفر، وتٌعرف بالكشري الإسكندراني.

 مؤكدة على أن الأمهات والجدات في البيوت، كُن يتفنن في الإبداع عند طهو الكشري المصري، مثل إضافة الأرز البني بدلًا من الأبيض، أو وضع أكثر من شكل للمكرونة، أو "تتبيل" صلصة الطماطم بالفلفل الأسود الحار، أو وضع البيض أو أكباد الدجاج على الكشري، وغيرها.