تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في ظل نمط الحياة المتسارع الذي بات يسيطر على المجتمع المصري، خاصة في المدن الكبرى، تزايد اعتماد المواطنين على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة باعتبارها خيارًا سهلًا يوفر الوقت والجهد، هذا التحول الذي بدأ بدافع البحث عن الراحة والسرعة، تحوّل إلى ظاهرة أثارت قلق المختصين، بعدما ارتبط بشكل وثيق بارتفاع معدلات السمنة وأمراض القلب والسكري وضعف المناعة.
وفي هذا السياق، أصدر المعهد القومي للتغذية تحذيرًا يؤكد فيه أن الإفراط في الاعتماد على هذه الوجبات أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، داعيًا إلى إعادة النظر في السلوك الغذائي اليومي والعودة إلى الأساليب الصحية في إعداد الطعام.
وفي هذا السياق، أصدر المعهد القومي للتغذية تحذيرًا يؤكد فيه أن الإفراط في الاعتماد على هذه الوجبات أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، داعيًا إلى إعادة النظر في السلوك الغذائي اليومي والعودة إلى الأساليب الصحية في إعداد الطعام.
خطيرة حتى لو في المنزل
أكدت الدكتورة زينب سعد، استشاري التغذية، أن انتشار الوجبات السريعة ليس مقصورًا على المطاعم فحسب، بل أصبح يتغلغل داخل البيوت عبر "وجبات سريعة التحضير" تُعد في دقائق، لكنها تحمل نفس المخاطر الصحية للأطعمة الجاهزة المتداولة تجاريًا.
وأوضحت أن هذه الوجبات غالبًا ما تعتمد على مكونات مرتفعة الدهون المشبعة والدهون المهدرجة، إلى جانب النشويات سريعة الامتصاص ونكهات صناعية ومواد حافظة، ما يجعلها عبئًا كبيرًا على الجسم، وأشارت إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في السعرات الحرارية الزائدة، بل في قيمتها الغذائية المنخفضة التي تفتقر إلى الفيتامينات والألياف والمعادن الضرورية.
وأضافت استشاري التغذية، أن تحضير هذه الأطعمة في المنزل لا يجعلها أكثر أمانًا إذا كانت تعتمد على مكونات غير صحية أو طرق طهي غير سليمة مثل القلي في الزيوت المهدرجة أو استخدام الصلصات الجاهزة الغنية بالأملاح والسكريات.
وحذّرت من أن الاعتماد المتكرر على هذه الأنواع من الوجبات يسهم في زيادة الوزن بصورة سريعة، ويؤدي إلى اضطرابات في مستوى السكر بالدم، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وتراكم الدهون حول الأعضاء الحيوية.
وأكدت د. زينب أن الراحة المؤقتة التي توفرها الوجبات السريعة تُدفَع مقابلها صحة الإنسان على المدى الطويل، داعية الأسر إلى العودة للطهي التقليدي الصحي القائم على المكونات الطازجة والتحضير البطيء المتوازن.
تراجع المناعة
من جانبها، حذّرت الدكتورة إيمان كامل، رئيس قسم الصحة بالمركز القومي للبحوث، من التأثير الخطير للوجبات السريعة على الجهاز المناعي، مشيرة إلى أن المناعة لا تعتمد فقط على عمل الخلايا الدفاعية، بل على نوعية الغذاء الذي يتناوله الفرد يوميًا.
وقالت إن الوجبات الجاهزة عادة ما تكون منخفضة المحتوى من الزنك والحديد والفيتامينات الأساسية مثل فيتامين C وA وD، وهي عناصر تلعب دورًا مهمًا في دعم الجهاز المناعي ومقاومة العدوى، وفي المقابل، تحتوي تلك الوجبات على نسب عالية من الدهون المتحولة والسكريات، ما يؤدي إلى حدوث التهابات بالجسم تُضعف قدرة المناعة على العمل بكفاءة.
وأوضحت أن تكرار تناول هذه الأطعمة يؤدي إلى زيادة مقاومة الإنسولين، وارتفاع معدلات الالتهاب المزمن، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد المتكررة، وعدد من الأمراض المناعية، فضلًا عن تأثيرها السلبي على صحة الأطفال والمراهقين في مرحلة النمو.
ودعت إلى تناول وجبات متوازنة تشمل الخضروات الورقية، الفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات، مؤكدة أن "الغذاء السليم هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض."
تفادي أمراض السمنة والقلب
وفي محور ثالث، شدد الدكتور عبد الرحمن شمس، أخصائي التغذية العلاجية، على أهمية اتباع الأساليب الصحية في إعداد الطعام داخل المنزل للحد من مخاطر السمنة وأمراض القلب التي تتزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن مشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسمنة المفرطة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بطريقة الطهي، موضحًا أن القلي المتكرر، واستخدام الزيوت الرخيصة غير الآمنة، والإفراط في الملح والبهارات الصناعية، كلها ممارسات تسهم في تراكم الدهون وإجهاد القلب والكلى.
وأكد ضرورة الاعتماد على طرق الطهي الصحية مثل الشوي والسلق والطهو بالبخار، مع تقليل استخدام الملح واستبداله بالأعشاب الطبيعية، كما نصح بتقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة وتناول الطعام ببطء لمنح الجسم فرصة لاستقبال إشارات الشبع.
وأشاد د. عبد الرحمن بأهمية التوعية الغذائية داخل الأسرة، مؤكدًا أن الوقاية من الأمراض المزمنة تبدأ من المطبخ، ومن الطريقة التي نختار ونعد بها طعامنا يوميًا.
الوعي الغذائي
واختتم المعهد القومي للتغذية تقريره بالتأكيد على أن مواجهة تزايد الأمراض المزمنة تتطلب وعيًا غذائيًا يبدأ من المنزل، وينطلق نحو المدارس ووسائل الإعلام، داعيًا إلى إعادة إحياء ثقافة الطعام الصحي باعتبارها جزءًا أساسيًا من حماية المجتمع وصناعة جيل أكثر صحة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية