تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : القمار والرهان الإليكتروني.. أقصر طريق للإدمان والاكتئاب
source icon

سبوت

.

القمار والرهان الإليكتروني.. أقصر طريق للإدمان والاكتئاب

كتب:إيمان طعيمة

الربح السهل السريع، حلم العديد، ومع توفر التكنولوجيا أصبح تنفيذ الحلم أكثر سهولة مع ظهور مواقع تستدرج المستخدمين، وتعدهم بكسب الكثير من المال، منها ما هو مرتبط بألعاب إليكترونية، وآخر يعطي القليل من المكاسب في البداية ليربح منهم الكثير والكثير في النهاية، وثالث يراهن على توقعك لنتيجة مباريات كرة القدم مثلاً..  إنها مواقع القمار والمراهنات الإلكترونية، والتي أصبحت أحد أخطر الأنشطة التي تهدد استقرار الأفراد والمجتمعات.
"سبوت" يسلط الضوء على الوجه المظلم لهذه الظاهرة ويستعرض قصصًا حقيقية لأشخاص وقعوا في فخ الثراء السريع. 

موقع مزيف
أحمد، شاب يبلغ من العمر 30 عامًا، يعمل في وظيفة متواضعة ويحلم بتحسين وضعه المادي، أثناء تصفحه للإنترنت، جذب انتباهه إعلان عن موقع للمراهنات الإلكترونية يعد بأرباح كبيرة عند المشاركة بأي مبلغ بسيط، فقرر تجربة حظه وأودع مبلغ 500 جنيه، وبالفعل حقق ربحًا صغيرًا في البداية.
مع مرور الوقت، بدأ أحمد يُضاعف رهاناته، خاصة بعدما وعده الموقع بمضاعفة أرباحه إذا استثمر أكثر، حينها أودع كل مدخراته، بل واستدان من أصدقائه وأقاربه على أمل استرجاع الأموال مع الأرباح، فجأة، حسابه على الموقع تم إغلاقه دون سبب واضح، حاول التواصل مع الدعم الفني، لكنه اكتشف أن الموقع كان مزيفًا وأنه وقع ضحية عملية احتيال.

لعبة إلكترونية 
أما منة، فهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 22 عامًا، كانت تُحب الألعاب الإلكترونية، وتقضي وقت فراغها في تجربة ألعاب جديدة، وأثناء تصفحها لأحد تطبيقات الألعاب الشهيرة، وجدت لعبة تُروج لنفسها بأنها تقدم مكافآت مالية حقيقية عند تحقيق إنجازات معينة داخل اللعبة، لم تبدُ الفكرة غريبة، خاصة أن العديد من الألعاب تقدم مكافآت صغيرة لتحفيز اللاعبين.

بدأت منة اللعب مجانًا، وبالفعل حققت بعض الإنجازات التي تم مكافأتها بمبالغ رمزية يمكن سحبها إلى حسابها البنكي، فشعرت بالحماس وقررت الاستثمار في اللعبة، خاصة بعدما ظهرت لها إعلانات داخلية تقول إن شراء أدوات افتراضية بمال حقيقي سيضاعف فرصها في الفوز بمكافآت أكبر.

وبالفعل أودعت منة مبلغ 3000 جنيهاً واشترت الأدوات المطلوبة، لكن بعد فترة قصيرة، بدأ التطبيق يطلب منها المزيد من الإيداعات لاستكمال التحديات الجديدة، عندما حاولت الانسحاب واسترجاع أرباحها، تفاجأت بأن خيار السحب غير متاح، وكل ما أودعته قد اختفى.. وضاع الحلم

ظاهرة خطيرة 
يقول المهندس أيمن عصمت، خبير أمن المعلومات، أن القمار والمراهنات الإلكترونية؛ أصبحا من أخطر الظواهر المنتشرة في العصر الرقمي، حيث يعتمد هذا النوع من الأنشطة على استدراج الأفراد من خلال تقديم وعود بأرباح سريعة وسهلة، لكن في الحقيقة، تُدار هذه الأنشطة على أساس "لعبة المكسب والخسارة" التي تُدخل المستخدمين في دوامة يصعب الخروج منها.

المكسب صغير والخسارة أكبر
وتبدأ الخطة بجذب المستخدمين عبر أرباح صغيرة تتكرر في البداية، ما يمنحهم شعورًا زائفًا بالسيطرة على اللعبة، لكن في المقابل، تكون الخسائر كبيرة جدًا، مما يدفعهم إلى محاولة تعويض ما فقدوه، هذه المحاولات المستمرة للتعويض تؤدي إلى الإدمان، حيث يجد الفرد نفسه عالقًا في دائرة مغلقة من المراهنات المتواصلة دون أن يدرك حجم الأضرار التي يتعرض لها.

الدفع المسبق
وبمجرد التسجيل على مواقع القمار الإلكتروني، يُطلب من المستخدم إيداع مبلغ مالي فيما يشبه "المحفظة الإلكترونية"، وهو نظام يجعل هذه المواقع ضامنة لأموالهم مقدمًا، بمجرد الإيداع، تكون الخسارة قد بدأت، حيث تُصبح الأموال في يد هذه المنصات، بينما يصبح استرجاعها شبه مستحيل.

تأثير اقتصادي خطير
والقمار الإلكتروني مرتبط بمنصات خارجية، مما يؤدي إلى تسريب العملات الأجنبية من الداخل إلى الخارج، هذا التسريب يمثل خسارة مباشرة للاقتصاد المصري، حيث تؤثر هذه الأموال الخارجة سلبًا على الاحتياطي النقدي وتُضعف الاقتصاد المحلي، مما يحتم ضرورة التصدي لهذا الأمر للحفاظ على اقتصاد الدولة. 

الوجه الآخر للميسر
ويتحدث الدكتور أحمد بكير، مشرف الفتوي بمنطقة وعظ القاهرة، عن أن القمار الإلكتروني من الظواهر التي شهدت تطورًا كبيرًا في العقدين الأخيرين، ويشمل ألعابًا تعتمد على الحظ والمراهنة بالمال، كما يعتبر من أساليب الحصول على المال بطريقة غير مشروعة تعتمد على الحظ والغرر.

أما من حيث الرأي الشرعي في القمار الإلكتروني فالقمار (أو الميسر) في الشريعة الإسلامية محرم بشكل قاطع بناءً على عدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومنها قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة: 90).
وفي هذه الآية، يتم تصنيف القمار (الميسر) كأحد أعمال الشيطان التي يجب اجتنابها، مما يشير إلى تحريمه.

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله"، وهذا الحديث يشير إلى تحريم اللعب بأي نوع من الألعاب التي تعتمد على الحظ والمراهنة، وهي أحد أشكال القمار.

تجربة محرمة
ومع تطور تكنولوجيا الإنترنت وانتشار الألعاب التي تعتمد على المراهنة بالمال، كان لابد من البحث عن الحكم الشرعي حول هذه الظاهرة، وبالبحث عن هذا الحكم اتضح أنه لا يختلف القمار الإلكتروني عن القمار التقليدي من حيث الحكم الشرعي، فبما أن الميسر (القمار) محرم في الإسلام سواء كان في الأماكن التقليدية أو على الإنترنت، فإن ممارسة القمار الإلكتروني من خلال الألعاب الإلكترونية أو المراهنات عبر الإنترنت تعتبر محظورة أيضًا، وذلك لأن الأسس التي يقوم عليها القمار الإلكتروني تتضمن الآتي:
أولًا: الربح غير المشروع، حيث يحصل الشخص على المال بطريقة لا تعتمد على جهد أو عمل، بل على الحظ، مما يعتبر غشًا.
ثانيًا: التسلية على حساب المال، فبعض الأشخاص يمكن أن يصبحوا يدمنوا هذه الألعاب مما قد يسبب لهم مشاكل اقتصادية واجتماعية.
ثالثًا: القمار يُعتبر من المعاملات التي تشتمل على الغرر (الجهالة) والضرر، لأن الشخص لا يعرف مسبقًا إذا كان سيكسب أو يخسر، وهو ما يعد من أسس تحريمه في الشريعة الإسلامية.
رابعًا: تأثيره على الفرد والمجتمع حيث أن الوصول إليه سهل كما يشجع على الإدمان، مما قد يؤدي إلى تدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمستخدم، ويمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب، خاصة في حالة الخسارة المتكررة، كما أنه قد يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية بسبب ضياع المال أو بسبب مشاعر الخيبة والفشل.

تأثيرات نفسية
كما أن له تأثيرات نفسية حيث يؤدي إلى القلق والاكتئاب، خاصة في حالة الخسارة المتكررة، كما يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية بسبب ضياع المال أو بسبب مشاعر الخيبة والفشل.

هذا وقد أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن ما أباحته شريعة الإسلام من الترويح عن النفس إذا اعتبرت المصالح واجتنبت المضار، لا ينبغي أن نغفل في الوقت نفسه ما وضعته الشريعة من ضوابط حتى يُحافظ المسلم من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره، ومن أهم هذه الضوابط ألا يشتمل الترويح على مقامرة.

وقال المركز إن المراهنات التي يجريها المشاركون على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون أموالًا في حساباتها، ثم يأخذ هذه الأموال الفائز منهم فقط، ويخسر الباقون؛ لهي عين القمار المحرم.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية