تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : القرية الذكية.. ذاتية الاكتفاء وتحقق الأمن الغذائي
source icon

سبوت

.

القرية الذكية.. ذاتية الاكتفاء وتحقق الأمن الغذائي

كتب:سعاد طنطاوي

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي يواجهها العالم، يبرز مشروع القرى الذكية ذاتية الاكتفاء كحلٍ مبتكر لتحقيق التنمية المستدامة، وضمان الأمن الغذائي من خلال زيادة إنتاجية المحاصيل، وإدخال أصناف غير تقليدية تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية كالقمح، كما أن هذه القرى تسهم في توفير العملة الأجنبية عبر تقليل الاعتماد على الاستيراد.

التكنولوجيا والطاقة المتجددة أساس المشروع
وفقًا للدكتور المهندس سمير الخبيري، صاحب فكرة المشروع، فإن هذه القرية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والطاقة المتجددة لتلبية احتياجات سكانها – قدر الإمكان – دون الاعتماد الكامل على الموارد الخارجية.

 
ef31dc06-003a-4f5c-8a9d-98cc937f55b2.jpg
المهندس سمير الخبيري

ويؤكد د. الخبيري؛ بناء على خبرتي في الهندسة الميكانيكية والطيران، كذلك نظم التبريد والتكييف، والطاقة المتجددة، والنانوتكنولوجي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أرى إن فوائد المشروع عديدة، حيث يقلل التلوث وانبعاثات الكربون، ويعزز الأمن الغذائي وأمن الطاقة، ويحسن جودة الحياة من خلال بنية تحتية ذكية.

التوصية بالمشروع في المؤتمرات الدولية
ويشير د. الخبيري إلى أن هذا المشروع تم التوصية بتنفيذه خلال المؤتمر الدولي الخامس لسلامة الغذاء، الذي عُقد بالقاهرة تحت عنوان "ثورة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال سلامة الغذاء"، بتنظيم من الاتحاد العربي لتنمية المجتمعات العمرانية الجديدة بالتعاون مع الجمعية العلمية للصناعات الغذائية.

يعمل المشروع على ترشيد استهلاك المياه، ورفع كفاءة استخدام كل لتر ماء، واستنباط سلالات نباتية جديدة تتأقلم مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى الاعتماد على الاتصال الرقمي، والإدارة الفعّالة للموارد، والذكاء الاصطناعي لإنشاء نظام بيئي مرن ومستقل.

الطاقة المتجددة والزراعة الذكية
وأوضح د. الخبيري أن المشروع يعتمد على توليد الطاقة الجديدة والمتجددة باستخدام الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والكتلة الحيوية (البيوجاز) لتوليد الكهرباء، كما يستخدم تقنيات الزراعة الذكية والري الذكي لتعزيز الإنتاج المحلي.

أما فيما يخص إدارة النفايات والمخلفات العضوية، فيمكن إعادة تدويرها وتحويلها إلى بيوجاز لإنتاج غاز الميثان، أو تحويلها إلى أسمدة عضوية (كومبوست)، أو إدخالها بنسب معينة في أعلاف الحيوانات.

نماذج ناجحة.. من مصر إلى ألمانيا
وأشار د.الخبيري إلى أن مصر سبق أن طبقت نموذج القرية ذاتية الاكتفاء قبل 43 عامًا في منطقة "كوم أوشيم" بالفيوم في الفترة 1981-1984، وكان نموذجًا مصريًا ناجحًا، لكنه توقف بسبب عدم الاستدامة.

كما أبرز أن قرية "فيلدهايم" في ولاية براندنبورغ الألمانية تطبق الفكرة حاليًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأصبحت نموذجًا عالميًا لمجتمعات الطاقة المتجددة، تجذب الزوار وتُلهم الممارسات المستدامة حول العالم.

إمكانية التطبيق في مصر
ويرى د. الخبيري أن مصر قادرة على إحياء فكرة القرى الذكية ذاتية الاكتفاء، من خلال الاستفادة من الخبرات المحلية في مجالات الزراعة والهندسة، بدعم من وزارتي الزراعة والموارد المائية، وبمشاركة المراكز البحثية والمستثمرين.

وأكد أن مصر – التي بنت الأهرامات وشيدت السد العالي وقناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة – قادرة على إنشاء قرية ذكية نموذجية تُحتذى بها عالميًا.

تحديات التنفيذ
من جانبه، يرى الأستاذ الدكتور عادل رحومة، رئيس مجلس إدارة منظمة الاتحاد العربي لتنمية المجتمعات العمرانية الجديدة بجامعة الدول العربية، أن تنفيذ المشروع يواجه تحديات، أبرزها الظروف الاقتصادية، وضعف البنية التكنولوجية في الريف المصري، فضلًا عن الحاجة إلى تدريب المزارعين وتأهيل الكوادر الفنية، كما أن إنشاء قرية ذكية يتطلب استثمارات ضخمة ودراسات جدوى دقيقة.

رؤية مستقبلية مميزة
بدورها، ترى الدكتورة هالة أحمد عبد العال، أستاذ فسيولوجيا إنتاج الخضر ورئيس قسم التنمية المتواصلة للبيئة سابقًا بجامعة مدينة السادات، أن الفكرة جيدة كرؤية مستقبلية، خاصة مع توجه الدولة نحو المشروعات الخضراء الذكية، لكنها تحتاج إلى تعاون متخصصين في الطاقة المتجددة والزراعة الذكية.

وتتمثل أبرز فوائد تبني مفهوم الاكتفاء الذاتي الجزئي في القرى في إنتاج غذاء صحي وآمن، يعتمد على نظام الزراعة العضوية الذي يستبعد استخدام المبيدات الكيماوية والأسمدة الاصطناعية الضارة، والتي لا تؤثر سلبًا على صحة الإنسان فحسب، بل تُسهم أيضًا في تلوث البيئة وزيادة الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري.

أما الدكتور محمد اليماني، المتحدث الرسمي السابق لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، فيؤكد أن الفكرة ممتازة، لكنها تواجه تحديات مثل التكاليف المرتفعة، والحاجة إلى كوادر مؤهلة، وضمان استمرارية التنفيذ في إطار استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية