تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : القُراض الأسود.. سم قاتل يهدد الاقتصاد وينعشه والتصدي له يجلب العملة الأجنبية!
source icon

سبوت

.

القُراض الأسود.. سم قاتل يهدد الاقتصاد وينعشه والتصدي له يجلب العملة الأجنبية!

كتب:سعاد طنطاوي

ربما يكون عنوان هذا التقرير متناقض كثيرا لكنه حقيقة سرها موجود في سمكة نالت من الشهرة مؤخرا ما لم ينله غيرها، عُرفت بأسماء كثيرة منها "القراض الأسود"، و"سمكة الأرنب" ، لكن الأهم أنها  السمكة السامة التي يؤدي تناولها للموت.

ونظرا لخطورة وشدة سُمية تلك السمكة على الإنسان، أصدر كل من وزير التموين، ورئيس هيئة الثروة السمكية، وجهاز حماية المستهلك، عدة قرارات  لمنع صيدها أو حيازتها أو تداولها أو تسويقها، فكانت النتيجة لتلك القرارات أن انتشرت وسادت البيئة البحرية وزادت مخاطرها وتأثيرها السلبي على التنوع الصنفي لغيرها من الأسماك بالبحر، وبالتالي الخصوبة السمكية .

سمكة مُهاجرة
"تُعد سمكة القراض أو الأرنب، من أسماك البحر الأحمر شديدة السُمية، هاجرت إلى البحر المتوسط،  واستوطنت وانتشرت به"، بحسب توضيح أ. د. عادل علي أحمد رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، مستطردا: "وكان نتيجة قرارات منع صيدها وتداولها أن أصبحت السمكة السائدة بالبحر المتوسط والأكبر حجماً والأكثر عددا".

وتتسبب سمكة القُراض أو الأرنب في خلل بالبيئة البحرية، والحديث مازال لـ د. عادل، إذ تتغذى على الكائنات الدقيقة بشراهة (الزوبلانكتون والبلانكتون) مما يضعف خصوبة بيئة البحر،  كما تتغذى أيضاً على صغار الأسماك مما يؤدي إلى الخلل الصنفي بين الأسماك،  بالإضافة إلى أنها تقوم بتقطيع شباك الصيادين بأسنانها الحادة التي تشبه أسنان الأرنب، موضحا أن بعض تلك الأسماك التي تقع في شباك بعض الصيادين المخالفين لقرارات منع صيدها،  يتم تهريبها إلى الأسواق و تقطيع رأسها وسلخها وبيعها في صورة "فيليه"، حتى لا يتعرف عليها المستهلك، ما يشكل خطورة على حياة من يتناولها،  حيث  لا يكون تم التخلص من أجزائها شديدة السُمية.

ويحذر رئيس معهد علوم البحار من أن ذريعة وصغار أسماك القراض الأسود، أو الأرنب، يتم صيدها مع أسماك "البساريا" وتباع معها دون اكتشافها لصغر حجمها ولكنها أيضاً شديدة السمية ومن يتناولها يتعرض للموت.

67 نوعا من الُقراض
ووفقا لـ أ. د.  عبد الرحمن سعيد عبد اللطيف رئيس شعبة  المصايد  بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، يوجد من سمكة الأرنب 28  نوعا يعيش في المياه العذبة، و39 نوعا يعيش في المياه المالحة ، وتسمى بهذا الاسم لأن أسنانها تشبه أسنان الأرنب، كما يطلق عليها أيضا القراض، النفيخة، الفوجو، والبالون إذ تبتلع  كمية من الهواء أو الماء فتنتفخ كطريقة للدفاع عن النفس، مؤكدا أنها  من الأسماك ذات السلوك العدواني وتتغذى على يرقات الأسماك والأسماك الأخرى في محيط بيئتها الغذائية.
 
وأضاف، أن سمكة القراض الأسود أو الأرنب، تحتوى على سم يعرف باسم "تترادوتوكسين" بسبب طبيعة تغذيتها على أخطر نوع من الطحالب الخضراء شديدة السمية ويتركز سُمها في مناطق الأمعاء والجلد والخياشيم، والكبد ولا يوجد في اللحم،  كاشفا عن أن الجرعة المميتة للبشر منه هي اقل من واحد ملليجرام لذلك يصنف بأنه من أخطر السموم بعد سم العقرب وهو أقوى من الزرنيخ والسيانيد مئات المرات، ولا يوجد مصل لهذا السم حتى الأن، علاوة علي أن سم السمكة لا يزول بفعل درجات حرارة الطهي المختلفة.

موت خلال ساعات
ويحسب د. عبد الرحمن أيضا، يتسبب سم الـ"تترادوتوكسين" عموما في منع توصيل النبضات العصبية في جسم الإنسان على طول الألياف العصبية و المحاور مما يؤدى لشلل الجهاز التنفسي والوفاة خلال فترة تتراوح بين  4-6 ساعات.
     
ويسهل التعرف علي نوع السمكة ظاهريا من شكلها في حالة الأحجام الكبيرة، كما أوضح رئيس شعبة المصايد بمعهد علوم البحار، أما الأحجام الصغيرة يكون من الصعب التعرف عليها وخصوصا عند اختلاطها بالأسماك صغيرة الحجم مثل "البساريا"،  وكذلك بعد تنظيفها وتجهيزها في صورة فيليه حيث أنه يشابه فيليه بعض الأسماك البحرية المشهورة أو قد يباع على أنه فيليه سمك الباسا في تعمد من بعض التجار لإخفاء معالمها لخداع المشترين.
 
وجبة شهية وآمنة
ويؤكد، أنه بالرغم من كل ذلك إلا أنه لو تم تنظيفها من السم بطريقة أمنة وسليمة لا تصل للحم السمكة تصبح آمنة في الأكل وذات طعم مميز ومذاق لذيذ وقيمة غذائية عالية، مشيرا إلى أن هناك بعض الصيادين، والباحثين في معهد علوم البحار، وغيرهم،  مدربين جيداً على تجهيزها و التخلص من سمها عند سلخها وفصل رأسها وأمعائها وكبدها بطريقة صحية سليمة وآمنة لدرجة أن سمكة الأرنب تعد وجبة شهية ومرغوبة للغاية،  في بعض المحافظات المصرية كالسويس والصعيد.

و كشف أ.د. عبد الرحمن، عن أنواع أخرى من الأسماك شديدة الخطورة أيضا، ومنها السمكة الصخرية وتعيش في الأماكن التي بها صخور وتشبه الصخور إلى حد كبير، وبها 13 شوكة سامة للغاية على ظهرها و4  في الزعانف الحوضية،  ويمكن أن تؤدي الإصابة بأشواكها للوفاة خلال 24 ساعة، ما لم يتم عمل اسعافات أولية للمصاب فورا.

أسماك أخرى سامة
ومن الأسماك الخطرة أيضا،  سمكة العقرب، وتعيش في المناطق الرملية والصخرية العشبية وبها غدد سامة تحت الجلد وفى الأشواك،  بحسب رئيس شعبة المصايد بمعهد علوم البحار، متابعا: "هناك أيضا أسماك أخرى خطيرة، منها  سمكة القط والتي  يوجد السم بها تحت الشوكة الموجودة قرب الزعنفة الصدرية، وأيضا سمكة دجاجة البحر والتي يوجد السم في أسفل كل شوكة من الأشواك الموجودة على الظهر وتعيش في البحر الأحمر، هناك أيضا سمكة البقرة "السمكة الرقيطة" ويوجد السم في الأشواك على ظهر الذيل ، وسمكة "البلامة"، و تحتوى على سم أسفل مجموعة الأشواك الظهرية".

أما أقلهم خطرا، بحسب أ . د. عبد الرحمن، أيضا فهي سمكة الرعاد التي تصدر  كهرباء من جسمها  لمن يلمسها، وتتسبب في شلل مؤقت،  موكدا ان الصيادين علي دراية بالتعامل مع هذه السمكة دون الإصابة،  حيث يقومون بضربها على الرأس فور صيدها لوقف تأثير التيار الكهربي الذى قد يصل من 30-50 فولت وتتواجد الشحنات الكهربية أسفل الزعانف الصدرية  وليست سامة ويتم اعداد وجبات عالية القيمة الغذائية منها كما تستخدم طبيا في علاج أمراض الروماتيزم.

حلول اقتصادية
ويعتبر أ.د. عبد الرحمن سعيد سمكة الأرنب رغم سميتها الشديدة إلا أنها سمكة عالية القيمة اقتصاديا،  لو تم السماح بصيدها و استغلالها جيدا في التصدير للحصول على العملة الأجنبية،  أو تصنيع منتجات غذائية وطبية ذات قيمة مضافة ، مقترحا التعاقد مع بعض الشركات الصينية أو اليابانية المتخصصة في هذا المجال لتصدير هذه السمكة على حالتها في صورة مجمدة كاملة أو فيليه، و يمكن لهذه الدول الاستفادة منها ولديهم مدارس متخصصة للتدريب على تجهيز هذه الأسماك ونزع السم منها بطرق آمنة وصحية ولا بد من حصول المتدرب على شهادة وترخيص بمزاولة تلك المهنة.

كما يمكن تعظيم الاستفادة من هذه الثروة المهدرة، والحديث مازال لـ أ . د. عبد الرحمن،  بتصنيع منتجات سمكية مجففة أو مجمدة أو متخمرة أو استخلاص مادتي الكولاجين والجيلاتين الغني بهما جلد هذه السمكة، بدلا من جلود الخنازير وادخالهما في صناعات كثيرة (مثل الغذاء والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل والأجهزة الطبية والأدوية ) وكذلك بدلا من استيرادهما من الخارج بالعملة الأجنبية،  مع تصدير الفائض منهما للدول الإفريقية ودول شرق أسيا، أو في صناعة مسحوق الأعلاف للأسماك والدواجن والماشية.
كما يمكن الاستفادة من التجربة التركية في صناعة اكسسوارات جلدية للزينة من هذه السمكة مثل الشنط، سلاسل المفاتيح، جوارب الموبايلات،
 
صناعات دوائية ووقود
 أيضا في المجال الطبي والصيدلي يمكن استخلاص السم منها واستخدامه في صناعات دوائية لعلاج بعض الأمراض المزمنة منها السرطان وحالات الإدمان، كما تستخدم مادة هيدروكسياباتيت hydroxylapatite في طب الأسنان في تصنيع مواد الحشو.  
 
بالإضافة إلى أنه يمكن تصنيع العديد من المنتجات من مخلفات هذه الأسماك مثل وقود الديزل الحيوي الصديق للبيئة والذى يصنع من زيت السمك بعد إضافة بعض المواد الأخرى له، وإنتاج أغشية غذائية رقيقة لحفظ الأغذية تتميز بأنها قابلة للتحلل البيولوجي، كما يمكن أن تدخل في العديد من الصناعات الأخرى مثل الصابون والشموع والمطاط والمنظفات وأحبار الطباعة والورنيش ومواد الغراء والورق وزيوت الشموع وأفلام التصوير الفوتوغرافي وبعض الأجهزة الإلكترونية مثل شاشات العرض، مؤكدا أن ان شعبة المصايد تقدمت بتلك  المقترحات للجهات المختصة لتمويلها والاستفادة منها.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية