تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
وسط تحديات البناء المعاصر من ارتفاع أسعار المواد الخام، وضغوط الاستدامة البيئية، وسرعة الإنجاز المطلوبة، تبرز الحاجة إلى تقنيات هندسية تُحدث فرقا حقيقيا. من بين هذه الابتكارات، تلمع تقنية "البابل دك" (BubbleDeck) بوصفها أحد الحلول الذكية التي تجمع بين الأداء الإنشائي القوي، وخفض التكلفة، وتقليل البصمة الكربونية، إنها ليست مجرد فكرة نظرية، بل واقع عملي تم اعتماده في أكثر من 30 دولة، وأثبت فاعليته في مشاريع كبيرة ومتنوعة. في هذا التقرير نرصد آلية عمل هذه التقنية، مزاياها، تحدياتها، ومدى إمكانية تطبيقها في السوق المصري والعربي.
فكرة مبتكرة
تقنية "البابل دِك" هي نظام إنشائي حديث يُستخدم في تنفيذ الأسقف الخرسانية المسطحة بدون الحاجة إلى كمرات تقليدية، تعتمد على فكرة استبدال الأجزاء غير الفعالة من الخرسانة (التي لا تساهم في مقاومة الأحمال بشكل كبير) بكُرات بلاستيكية مجوفة مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها، يتم تثبيتها بين شبكتي التسليح العلوية والسفلية.
بحسب الجمعية الأوروبية للهندسة الإنشائية (fib)، فإن هذه التقنية تُقلل من وزن السقف بنسبة تصل إلى 35%، وتُخفض استهلاك الخرسانة بنسبة مشابهة، مع الحفاظ على نفس القدرة على تحمل الأحمال.
مزايا إنشائية
يؤكد المهندس أحمد رشوان، استشاري التصميم الإنشائي، أن البابل دِك "تعيد تعريف العلاقة بين الخفة والمتانة في تصميم المباني"، ويوضح أن أبرز مزاياها:
-خفض سماكة البلاطة بنسبة تصل إلى 30%.
-توفير 20–30% من كمية الحديد والخرسانة.
-تسريع وقت التنفيذ بنسبة قد تصل إلى 25%.
-مرونة تصميمية تسمح بزيادة المسافات بين الأعمدة حتى 18 متراً.
-تحقيق أهداف الاستدامة باستخدام مواد مُعاد تدويرها وتقليل انبعاثات الكربون.
تطبيق مثالى
ويشير المهندس أحمد، إلى أن التقنية تعد مثالية في المنشآت التي تتطلب مساحات مفتوحة بلا أعمدة داخلية، مثل؛ الجامعات والمدارس، المستشفيات، المراكز التجارية والمولات، المباني الإدارية الكبرى، مواقف السيارات متعددة الطوابق، ويضيف أنه من بين التطبيقات اللافتة لهذه التطويرات:
-المباني الذكية في الإمارات، حيث ساهمت التقنية في تخفيف الوزن بنسبة 35%، مما سمح بتصميم واجهات زجاجية أوسع وأكثر مرونة.
-المراكز الطبية والمستشفيات، مستفيدة من خصائص العزل الصوتي والحراري، لتوفير بيئة أكثر راحة للمرضى.
ويؤكد أن كل هذه المؤشرات تُثبت أن BubbleDeck لم تعد مجرد 'تقنية بديلة للبناء" بل أصبحت نظاما إنشائيا ذكيا ومفتوحا على التطوير، يتطلب تحديث الكودات المحلية وتدريب المهندسين، كي تُتاح الاستفادة الكاملة منه في السوق العربي.
آلية التنفيذ
ويشرح المهندس عبد الرحمن عبد الرحيم، مهندس تصميمات إنشائية ومختص بحلول البناء الحديثة، أن الجزء المركزي في البلاطة الخرسانية غالبا لا يشارك بفعالية في مقاومة الأحمال، وبالتالي يمكن استبدالها دون المساس بالأمان الإنشائي، ويوضح مراحل التنفيذ كالتالي:
1. ترتيب الكرات المجوفة (غالباً من بولي إيثيلين معاد التدوير) في نمط هندسي بين شبكتي التسليح.
2. صب الخرسانة بحيث تغلف الكرات وتُشكل بلاطة متجانسة.
والنتيجة تكون بلاطة أخف وزناً، أقل تكلفة، وأسرع تنفيذاً.
بلاطات خرسانية ذكية
ويشير المهندس عبد الرحمن، إلى أنه في السنوات الأخيرة، شهدت تقنية BubbleDeck تطورات لافتة، لا سيما مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل الإنشائي المتقدم إلى المجال، فقد بدأت بعض الشركات الأوروبية في دمج أجهزة استشعار ذكية داخل الكرات البلاستيكية المجوفة، ما يسمح بمراقبة أداء البلاطات الخرسانية في الوقت الفعلي، واكتشاف التشققات أو الإجهادات قبل تفاقمها، هذا التوجه يعزز من كفاءة الصيانة الوقائية، ويزيد من عمر الهيكل.
ويضيف، كما ظهرت أنظمة هجينة تدمج بين تقنية BubbleDeck ومواد جديدة مثل الخرسانة المسلحة بألياف البازلت (BFRP)، ما يمنح المباني مقاومة أعلى للعوامل البيئية وتقليلا للانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأنظمة التقليدية.
تجارب عالمية
-الدنمارك: مهد الفكرة في أوائل التسعينيات، حيث تم تطبيقها في مبان حكومية وخاصة.
-هولندا والنرويج: استُخدمت في المدارس والمراكز التجارية، وقللت التكاليف بنسبة تجاوزت 20%.
-أستراليا وكندا: اعتمدت التقنية في المباني الخضراء، وقللت البصمة الكربونية بنسبة تصل إلى 40%.
-الإمارات: نُفذت مشاريع في العاصمة أبوظبي باستخدام BubbleDeck ضمن توجهات "البناء الذكي".
فرص وتحديات محلية
يؤكد الدكتور علاء محمود، أستاذ مساعد بقسم الهندسة الإنشائية، أن "البابل دك يمكن أن تُحدث طفرة حقيقية في مصر"، لا سيما في المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية، العلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة.
لكنه يوضح أن التحديات لا تكمن في الجانب التقني، بل في الجوانب التنظيمية والتشريعية:
-غياب بند صريح في الكود المصري للبناء
-نقص الكوادر الفنية المدربة على التصميم والتنفيذ الدقيق
-الحاجة إلى مصانع محلية لإنتاج الكرات البلاستيكية
-احتمالية ضعف العزل الصوتي في حال التنفيذ غير السليم.
-صعوبة الصيانة أو التعديلات في حال تلف بعض البلاطات.
ويضيف: "الحل يكمن في تحديث الكود، وتضمين هذه الأنظمة في مواصفات المناقصات، وتكثيف التدريب للمهندسين والفنيين".
وختاماً، تقنية البابل دك ليست مجرد إضافة جمالية أو ترف هندسي، بل نقلة نوعية في فلسفة البناء، تجمع بين تقليل الكلفة، وتعزيز الكفاءة، وتوسيع خيارات التصميم، وخفض الأثر البيئي، وإذا تم تبنيها في مصر والمنطقة العربية بدعم من التشريعات والكودات وتدريب الكوادر، يمكن أن تصبح من أبرز أدوات البناء الذكي في العقود المقبلة.
فقاعات الخرسانة الذكية لم تعد مجرد حلم مستقبلي، بل حل عملي واعد ينتظر احتضان السوق له.
فكرة مبتكرة
تقنية "البابل دِك" هي نظام إنشائي حديث يُستخدم في تنفيذ الأسقف الخرسانية المسطحة بدون الحاجة إلى كمرات تقليدية، تعتمد على فكرة استبدال الأجزاء غير الفعالة من الخرسانة (التي لا تساهم في مقاومة الأحمال بشكل كبير) بكُرات بلاستيكية مجوفة مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها، يتم تثبيتها بين شبكتي التسليح العلوية والسفلية.
بحسب الجمعية الأوروبية للهندسة الإنشائية (fib)، فإن هذه التقنية تُقلل من وزن السقف بنسبة تصل إلى 35%، وتُخفض استهلاك الخرسانة بنسبة مشابهة، مع الحفاظ على نفس القدرة على تحمل الأحمال.
مزايا إنشائية
يؤكد المهندس أحمد رشوان، استشاري التصميم الإنشائي، أن البابل دِك "تعيد تعريف العلاقة بين الخفة والمتانة في تصميم المباني"، ويوضح أن أبرز مزاياها:
-خفض سماكة البلاطة بنسبة تصل إلى 30%.
-توفير 20–30% من كمية الحديد والخرسانة.
-تسريع وقت التنفيذ بنسبة قد تصل إلى 25%.
-مرونة تصميمية تسمح بزيادة المسافات بين الأعمدة حتى 18 متراً.
-تحقيق أهداف الاستدامة باستخدام مواد مُعاد تدويرها وتقليل انبعاثات الكربون.
تطبيق مثالى
ويشير المهندس أحمد، إلى أن التقنية تعد مثالية في المنشآت التي تتطلب مساحات مفتوحة بلا أعمدة داخلية، مثل؛ الجامعات والمدارس، المستشفيات، المراكز التجارية والمولات، المباني الإدارية الكبرى، مواقف السيارات متعددة الطوابق، ويضيف أنه من بين التطبيقات اللافتة لهذه التطويرات:
-المباني الذكية في الإمارات، حيث ساهمت التقنية في تخفيف الوزن بنسبة 35%، مما سمح بتصميم واجهات زجاجية أوسع وأكثر مرونة.
-المراكز الطبية والمستشفيات، مستفيدة من خصائص العزل الصوتي والحراري، لتوفير بيئة أكثر راحة للمرضى.
ويؤكد أن كل هذه المؤشرات تُثبت أن BubbleDeck لم تعد مجرد 'تقنية بديلة للبناء" بل أصبحت نظاما إنشائيا ذكيا ومفتوحا على التطوير، يتطلب تحديث الكودات المحلية وتدريب المهندسين، كي تُتاح الاستفادة الكاملة منه في السوق العربي.
آلية التنفيذ
ويشرح المهندس عبد الرحمن عبد الرحيم، مهندس تصميمات إنشائية ومختص بحلول البناء الحديثة، أن الجزء المركزي في البلاطة الخرسانية غالبا لا يشارك بفعالية في مقاومة الأحمال، وبالتالي يمكن استبدالها دون المساس بالأمان الإنشائي، ويوضح مراحل التنفيذ كالتالي:
1. ترتيب الكرات المجوفة (غالباً من بولي إيثيلين معاد التدوير) في نمط هندسي بين شبكتي التسليح.
2. صب الخرسانة بحيث تغلف الكرات وتُشكل بلاطة متجانسة.
والنتيجة تكون بلاطة أخف وزناً، أقل تكلفة، وأسرع تنفيذاً.
بلاطات خرسانية ذكية
ويشير المهندس عبد الرحمن، إلى أنه في السنوات الأخيرة، شهدت تقنية BubbleDeck تطورات لافتة، لا سيما مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل الإنشائي المتقدم إلى المجال، فقد بدأت بعض الشركات الأوروبية في دمج أجهزة استشعار ذكية داخل الكرات البلاستيكية المجوفة، ما يسمح بمراقبة أداء البلاطات الخرسانية في الوقت الفعلي، واكتشاف التشققات أو الإجهادات قبل تفاقمها، هذا التوجه يعزز من كفاءة الصيانة الوقائية، ويزيد من عمر الهيكل.
ويضيف، كما ظهرت أنظمة هجينة تدمج بين تقنية BubbleDeck ومواد جديدة مثل الخرسانة المسلحة بألياف البازلت (BFRP)، ما يمنح المباني مقاومة أعلى للعوامل البيئية وتقليلا للانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأنظمة التقليدية.
تجارب عالمية
-الدنمارك: مهد الفكرة في أوائل التسعينيات، حيث تم تطبيقها في مبان حكومية وخاصة.
-هولندا والنرويج: استُخدمت في المدارس والمراكز التجارية، وقللت التكاليف بنسبة تجاوزت 20%.
-أستراليا وكندا: اعتمدت التقنية في المباني الخضراء، وقللت البصمة الكربونية بنسبة تصل إلى 40%.
-الإمارات: نُفذت مشاريع في العاصمة أبوظبي باستخدام BubbleDeck ضمن توجهات "البناء الذكي".
فرص وتحديات محلية
يؤكد الدكتور علاء محمود، أستاذ مساعد بقسم الهندسة الإنشائية، أن "البابل دك يمكن أن تُحدث طفرة حقيقية في مصر"، لا سيما في المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية، العلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة.
لكنه يوضح أن التحديات لا تكمن في الجانب التقني، بل في الجوانب التنظيمية والتشريعية:
-غياب بند صريح في الكود المصري للبناء
-نقص الكوادر الفنية المدربة على التصميم والتنفيذ الدقيق
-الحاجة إلى مصانع محلية لإنتاج الكرات البلاستيكية
-احتمالية ضعف العزل الصوتي في حال التنفيذ غير السليم.
-صعوبة الصيانة أو التعديلات في حال تلف بعض البلاطات.
ويضيف: "الحل يكمن في تحديث الكود، وتضمين هذه الأنظمة في مواصفات المناقصات، وتكثيف التدريب للمهندسين والفنيين".
وختاماً، تقنية البابل دك ليست مجرد إضافة جمالية أو ترف هندسي، بل نقلة نوعية في فلسفة البناء، تجمع بين تقليل الكلفة، وتعزيز الكفاءة، وتوسيع خيارات التصميم، وخفض الأثر البيئي، وإذا تم تبنيها في مصر والمنطقة العربية بدعم من التشريعات والكودات وتدريب الكوادر، يمكن أن تصبح من أبرز أدوات البناء الذكي في العقود المقبلة.
فقاعات الخرسانة الذكية لم تعد مجرد حلم مستقبلي، بل حل عملي واعد ينتظر احتضان السوق له.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية