تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الفطريات والعفن.. وجه خفي لاستخدام التكييف الصحراوي
source icon

سبوت

.

الفطريات والعفن.. وجه خفي لاستخدام التكييف الصحراوي

كتب:رشا سعيد

مع اشتداد حرارة الصيف في السنوات الأخيرة وارتفاع أسعار أجهزة التكييف التقليدية، اتجه الكثير من المواطنين إلى شراء التكييف الصحراوي أو ما يُعرف بـ "المبرد التبخيري"، ورغم أنه يُسوَّق باعتباره صديقًا للبيئة لعدم استخدامه المواد الكيميائية الضارة، فإنه يحمل مخاطر صحية خطيرة على الإنسان، خصوصًا فيما يتعلق بالجهاز التنفسي.

رغم أن التكييف الصحراوي يُعد خيارًا اقتصاديًا مناسبًا للبعض، فإنه لا يخلو من مخاطر صحية جسيمة، خاصة في البيئات الرطبة أو الأماكن المغلقة، لذا ينصح الخبراء بضرورة التهوية الجيدة والتنظيف المستمر عند استخدامه، أو استبداله بأجهزة أكثر أمانًا على صحة الجهاز التنفسي.

خطر على الجهاز التنفسي
حذر الدكتور أيمن السيد سالم، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب قصر العيني جامعة القاهرة، من خطورة الاعتماد على التكييف الصحراوي لفترات طويلة، نظرًا لارتفاع نسبة الرطوبة الناتجة عنه.

وأوضح أن هذا الجهاز يعمل عبر آلية تبخير المياه لتبريد الهواء، وهو ما يرفع مستويات الرطوبة في الغرف، ويخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات.

أمراض ناتجة عن استخدامه
أكد د. أيمن أن هذه الميكروبات الدقيقة، رغم تجاهل الكثيرين لها، تُعد من أبرز مسببات التهابات الشعب الهوائية، وتؤدي إلى أعراض مثل، الكحة المستمرة، ضيق التنفس، تهيج الجيوب الأنفية، الحساسية الجلدية أحيانًا.

وأضاف أن مرضى الحساسية الصدرية والربو هم الأكثر عرضة للتأثر، إذ تتسبب الرطوبة العالية في زيادة معدلات الالتهاب داخل مجرى الهواء، ما يؤدي إلى نوبات ربو حادة أحيانًا.

العفن والفطريات خطر خفي
وأشار د. أيمن إلى أن الرطوبة الزائدة في المنازل أو أماكن العمل لا تقل خطورة عن الملوثات الهوائية، إذ توفر بيئة مناسبة لنمو العفن والفطريات، وتابع أن هذه الكائنات الدقيقة تنتشر بسهولة في الهواء وتصل إلى الرئتين مع عملية التنفس، مسببة تهيجًا متكررًا في الجهاز التنفسي قد يتطور إلى نوبات ربو حادة.

ونصح مرضى الحساسية الصدرية والربو بتجنب استخدام التكييف الصحراوي قدر الإمكان، واستبداله بأجهزة تكييف حديثة مزودة بفلاتر عالية الجودة، لتوفير هواء أنظف وأكثر أمانًا.

طريقة تشغيل بدائية
من جانبها، أوضحت الدكتورة ميادة محمود بشير، استشاري أمراض الباطنة والكلى، أن التكييف الصحراوي يعتمد على آلية تشغيل قديمة وبسيطة شبيهة بما كان يستخدمه الهنود الحمر والأهالي في الهند لتلطيف الأجواء عبر تمرير الهواء الساخن على أنابيب أو أقمشة مبللة بالماء.

وأضافت أن الجهاز يعمل على تشبيع الهواء الساخن ببخار الماء بعد مروره على خزان يحوي ماءً وثلجًا، على عكس أجهزة التكييف الحديثة التي تحتوي على فلاتر تنقية للغبار والبلازما.

وأكدت أن الجهاز مُصمم للعمل في الأماكن الواسعة والمفتوحة لضمان تجدد الهواء باستمرار، أما في الأماكن المغلقة فإنه يؤدي إلى ارتفاع الرطوبة لأكثر من 60%، ما يخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا والفطريات، ومن ثم انتشار الالتهابات الصدرية.

وتابعت: "يُعد التكييف الصحراوي غير مناسب لمرضى حساسية الصدر لأنه يزيد من هجمات الربو، على عكس التكييف العادي الذي يُنتج هواءً جافًا يلائم حالتهم"، لكنها أشارت في المقابل إلى ميزتين أساسيتين له:
- أنه قد يكون مناسبًا لمرضى حساسية الجيوب الأنفية لكون استنشاق البخار جزءًا من بروتوكول علاجهم.
- أنه أرخص سعرًا بكثير من أجهزة التكييف التقليدية، بفارق قد يصل إلى 16 ألف جنيه.

عيوب التكييف الصحراوي
بدوره، استعرض محمد سامي، فني تكييفات، أبرز العيوب التي تجعل التكييف الصحراوي غير عملي أو صحي في كثير من الأحيان:

- ضعف الفعالية في المناطق الرطبة: حيث يصبح تأثيره شبه معدوم عند ارتفاع الرطوبة لأكثر من 60%.
- زيادة الرطوبة الداخلية: ما يؤدي إلى نمو البكتيريا والفطريات، الأمر الذي يستدعي فتح النوافذ باستمرار.
- سوء توزيع الهواء البارد: فقد لا يغطي الجهاز جميع أركان المكان بشكل متساوٍ.
- الحاجة للتنظيف المستمر: إذ يجب تنظيف الحوض والوسادات والفلاتر بشكل دوري لتجنب تراكم الجراثيم.

وحذر سامي من أن الاعتماد على التكييف الصحراوي قد يتسبب في أمراض صدرية وبكتيرية خطيرة، خصوصًا للأطفال ومرضى الحساسية، بسبب تراكم الميكروبات الناتج عن استخدام المياه داخل الجهاز.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية