تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في كل عيد أضحى، تعود أطباق مثل الفتة والرقاق والممبار لتحتل موائدنا، ومعها تعود الأساطير حول أصولها، وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي روايات قديمة تُرجع تلك الأطباق إلى المصريين القدماء، لكن ليست كل الروايات التي تنشر حقيقة أو لها مرجعية علميه.
معلومات مغلوطة
هناك العديد من المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حول أصول "الفتة" والتي يرجعها البعض إلى المصريين القدماء، وهذا ما نفته الدكتورة منة الله الدري، عالمة آثار ومتخصصة في علوم النباتات والمطبخ الفرعوني، والتي قالت إن الفتة من ضمن مكوناتها الأرز وهذا المكون الأساسي لها لم يكن موجود في مصر القديمة.
وتابعت د. منة الله إن الطماطم لم تكن موجودة أيضًا، فبالتالي إذا كان هناك فتة كانت تقدم في المطبخ الفرعوني لا تكون بالشكل الذي تقدم عليه الآن، ولكن الفكرة الأساسية للفتة مرقة لحمة وفتات العيش، وبالتأكيد كانت موجودة في مصر القديمة ولكن لا يوجد أدلة لها، ويقال إن هناك نقوش من معبد كوم أمبو تظهر بها الفتة، ولكن لا يوجد هذا على الاطلاق، حسبما أكدت د. منة الله الدري.
الفتة وزوال الفروق
وهناك العديد من المعلومات التي تم نشرها في العديد من المواقع التاريخية والتي أكدت أن الفتة تعبر عن زوال الفروق بين المجتمع، لأن الغني والفقير يأكلون منها، وتقول د. الدري إنه حكاية أول وصفة فتة عرفها التاريخ تحكيها نقوش معبد سوبيك، التي كانت عن قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروف وقامت بحشوه بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل، وقامت بتوزيع تلك الأكلة في عيد الإله.
وفي العصر الفاطمي انتشرت أكثر الاكلات الشعبية، وكان الفاطميون يكثرون من الذبائح في أول أيام عيد الأضحى، ويأمرون الطباخين بعمل أطباق الفتة ويوزعونها على عامة الشعب، وبعد ذلك تطورت طريقة إعداد الفتة وأضاف إليها الثوم والبصل والبهارات والسمنة في العصور الحديثة وأطلقوا عليها اسم "تسقيه".
والفتة لها أصول شامية أيضًا، ويقال إن المصريين أخذوا طريقة إعدادها من الشام وأضافوا عليها اللمسات المصرية، وأكدت د. الدري أن الفتة تعتبر من أهم الوجبات في الشام وخاصة في عيد الأضحى أيضًا، وأحيانًا يستخدمون الحمص بدلًا من اللحم في طهيها، والفتة السوري حتى الآن يقدمونها باسم "التسقيه".
الرقاق عثماني
أما الرقاق وفقًا للعديد من المواقع التاريخية فهو عثماني الأصل، هذا ما أكدته د. منة الله لأنه كان يقدم في وقت الدولة العثمانية وكان يتم صنعه من الدقيق والملح والماء ويتم فرده على شكل دائري رقيق، وبعد ذلك انتقل لسوريا.
وتابعت انتقل الرقاق إلى المصرين أيام الدول العثمانية وعبر اختلاط المصريين ببلاد الشام، ولكن كعادة المصريين أضافوا بعض اللمسات الخاصة على الأكلات، فتم إضافة اللحم المفروم له وأحيانا الجبن، أو تكسيره في اللبن ليصبح "أم علي"، ولكن في عيد الأضحى يتم تقديمه باللحم المفروم ويسقى بشوربة اللحم وبالأخص اللحم الضأني.
للممبار أسماء عديدة
أما الممبار فله العديد من الأسماء، ففي مصر معروف باسم "الممبار"، وفي سوريا اسمه "القباوات" أو "السندوانات" وفي تونس والجزائر وليبيا يسمى "العصبان"، وتقول د. منة الله إن بدو سيناء هم من ابتكروا هذه الأكلة، وبعد ذلك انتشرت في الشام والمغرب العربي والخليج، ويقال أيضًا إن لها أصول في المطبخ الغربي والمكسيكي.
وليس معنى إن تلك الأكلات مشهورة في بلد محدد أن تكون لها أصول في تلك البلد، فهناك أدلة على وجود الفوارغ "اسم الممبار قديمًا" في عصور مصرية قديمة، وبالتأكيد المصري القديم كان يستخدمه مع حلويات اللحوم بأكملها.
فوائد صحية
وفي سياق مختلف، تحدث الدكتور محمد عفيفي، استشاري التغذية وعلوم الأطعمة بالمعهد القومي للتغذية عن فوائد تلك الأكلات الصحية، والذي أكد أن الفتة تعتبر مصدراً للطاقة لأنها تحتوي على الكربوهيدرات، وتساعد على تقوية الكتلة العضلية لاحتوائها على البروتين، وتعمل على رفع المناعة وتعزز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض لأنها تحتوي على فيتامين ج، كما تحتوي الفتة على البوتاسيوم وتعزز صحة القلب وتنشط الدورة الدموية، كما تقلل من الإصابة بالأنيميا لأنها تحتوي على الحديد.
وتحتوي 7 معالق من الفتة مع قطعة من اللحم الضأن على 500 سعر حراري، لذا يجب عدم الإكثار منها لأنها تسبب السمنة.
أما الرقاق فيعتبر مصدر جيد للطاقة أيضا لأنه يحتوي على الكربوهيدرات، ومصدر للبروتين الموجود في اللحم المفروم، ولكن يجب أيضا عدم الإكثار منه لأن قطعة صغيرة منه تعادل 350 سعراً حرارياً.
وتحدث د. عفيفي على فوائد الممبار الصحية، وأكد أن أمعاء البقر تلعب دوراً هاماً في تكسير الدهون الضارة والكربوهيدرات، وتحتوي على معدن الفوسفور وفيتامين ب 12 الهام لصحة الأعصاب، كما أنها مصدر جيد للبروتين وبناء الأنسجة التالفة في الجسم، وتعمل على تقوية جهاز المناعة وتفادي الإصابة بالأنيميا.
وحذر د. عفيفي من تناول الكثير منه إذ يصل عدد سعرات الطبق الواحد من الممبار إلى 850 سعراً حرارياً.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية