تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "الفاصل الزمني".. أداة درامية مبتكرة تربك المشاهد
source icon

سبوت

.

"الفاصل الزمني".. أداة درامية مبتكرة تربك المشاهد 

كتب:شيماء مكاوي

في الآونة الأخيرة، بات عنصر "الفاصل الزمني" أو ما يُعرف عالميًا بـ time skip ظاهرة لافتة للانتباه، بعدما تحول من مجرد وسيلة درامية بسيطة إلى أداة أساسية يعتمد عليها صُناع الأعمال، أحيانًا بشكل مبالغ فيه يفقد الحكاية منطقها ويربك المشاهد، وبينما يراه البعض أداة تشويقية تضيف للإيقاع وتكسر الملل، يرى آخرون أن الإفراط في استخدامه حوله إلى نقطة ضعف تضر بالعمل الدرامي أكثر مما تفيده.

"220 يوم".. مشاهد مثيرة للسخرية
أبرز الأمثلة على ذلك مسلسل 220 يوم، الذي قدم واحدًا من أكثر الاستخدامات المثيرة للجدل للفاصل الزمني، حين تخيل البطل أن زوجته الحامل تلد طفلة ويعيش معها جميع مراحل حياتها حتى تكبر وتتزوج.

الأحداث التي من المفترض أن تثير الدهشة، أثارت موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الجمهور: "ماذا لو أنجبت الزوجة ولدًا في النهاية؟"، ليصبح المشهد مادة للكوميديا أكثر من كونه مادة للدراما.

"ما تراه ليس كما يبدو".. تشويق أم إرباك؟
المسلسل الآخر الذي فتح باب الانتقاد كان ما تراه ليس كما يبدو، حيث استخدم الفاصل الزمني في أكثر من قصة، ففي حكاية "بتوقيت 2028" عبرت البطلة -هنادي مهنا- إلى المستقبل لترى زوجها يخونها مع صديقتها، ثم عادت إلى زمنها الطبيعي وهي عاجزة عن استيعاب حياتها. 

أما في قصة "فلاش باك"، فقد شاهد الجمهور زوجة متوفاة تعود فجأة للحياة مرة أخرى أمام زوجها بعد حادث مأساوي، في مشهد وصفه كثيرون بأنه مربك وغير منطقي، رغم ما حمله من جرعة تشويق في البداية.

بين المميزات والعيوب
في السياق ذاته، علق الناقد الفني رامي عبد الرازق، على الظاهرة قائلًا إن الفاصل الزمني تقنية معروفة منذ عقود، تستخدم غالبًا لتوضيح تطور الشخصيات أو الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحكاية أو في نهاية الاحداث عبر جملة بسيطة مثلا "بعد مرور عام"، ثم يتم عرض تطور الأحداث بعد عام.

 وأوضح أن لهذه الأداة مزايا عديدة، أبرزها شد انتباه المشاهد ومنحه رؤية أوسع لمسار الأحداث، لكن الإفراط في استخدامها بشكل معقد يؤدي إلى تشويش وفقدان المتعة، كما حدث في بعض الأعمال الأخيرة.

وتابع، ما يحدث من استخدام "الفاصل الزمني" في الآونة الأخيرة أحدث نوع من التشويش لدى المشاهد فعلى سبيل المثال قصة "بتوقيت 2028" ضمن مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" فقد عبرت بطلة العمل هنادي مهنا عبر بوابة زمنية "كما وصفوها داخل الإطار الدرامي" إلى المستقبل فشاهدت زوجها يعيش مع صديقتها في بيتها وهي اعتقدت أنها تعرضت للخيانة بينما في الواقع أن صديقتها ستتزوج من زوجها بحلول عام 2028.

وكذلك القصة الأولى من نفس العمل "فلاش باك" كان الفاصل الزمني غريب بالنسبة للمشاهد على الرغم من التشويق إلا أن نهاية العمل كانت غير مفهومة، لافتا إلى أنه يؤيد استخدام الفاصل الزمني بشرط أن يتم توظيفه بالشكل السليم حتى لا يصاب المشاهد بنوع من التشويش والغموض وعدم ربط الأحداث بعضها ببعض.

بين كسر الملل وفقدان النجاح
من جانبه، أكد الناقد محمود قاسم، أن دراما الفاصل الزمني والتي يطلق عليها time skip، لها مميزات ولها عيوب أيضًا، فهي من جانب تكسر الملل وتعطي فرصة للانتقال السريع في الأحداث دون المط والتطويل، وتقدم تطور للشخصية في المستقبل "ماذا سيحدث له؟"، أو اكتشاف مدة زمنية مرت لكي يربط المشاهد ما يحدث في الحاضر بالفترة التي حدثت بالفعل.

وأكمل قاسم حديثه قائلًا: على سبيل المثال البطل يكون لديه شخصية صارمة بشكل مبالغ، فيتم عرض فاصل زمني يرجع بالزمن للخلف ليوضح للمشاهد أن ما هو عليه الآن جراء موقف تعرض له في الماضي، فيبرر للمشاهد لماذا تلك الشخصية بدت صارمة.

وتابع، يمكن أيضًا استخدام الفاصل الزمني لإبراز تحولات في الشخصية من حب إلى عداوة أو خيانة وهكذا، وهناك بعض القصص تطوراتها تحتاج إلى وقت طويل وهنا يكون الفاصل الزمني، وأخيرا يمكن استخدامه كنوع من الإثارة والتشويق.

سلبيات المبالغة
 أما ما يحدث في الآونة الأخير يطلق عليه "المبالغة في استخدام الفاصل الزمني"، حسبما وصف الناقد الفني، خاصة في مسلسل "220 يوما" فيظهر كريم فهمي، وكذلك في حكاية "فلاش باك" بعدما تم تبرير الفاصل الزمني على أنه شيء تخيلي ليكتشف البطل خيانة زوجته له بعد وفاتها إلا أن رجوعها مرة أخرى في آخر مشهد كان غير مبرر وغير منطقي، مما أفقد الحكاية نجاحها للأسف.

ويقول قاسم، إن الفاصل الزمني المبالغ به يحدث انفصالاً عاطفيًا عن الشخصيات التي يرتبط بها المتفرج، وبالأخص إذا غاب عن متابعة جزء من الحلقة، يحدث هذا له نوع من الارتباك والتشويش.

فاصل من الأعمال العالمية
ولإبراز الفرق، يقول الناقد محمود قاسم، إنه يمكن النظر إلى بعض الأعمال العالمية التي استخدمت الفاصل الزمني بذكاء، مثل مسلسل Breaking Bad الذي لجأ إلى هذه التقنية في حلقات محدودة لإبراز تحولات بطل العمل من مدرس كيمياء بسيط إلى زعيم لعالم المخدرات، دون أن يربك المشاهد أو يشتته.
 أيضًا في Game of Thrones استخدم الفاصل الزمني لإظهار نضوج الشخصيات وتغير ملامحها بمرور السنين، في بناء منطقي ومتدرج أضفى ثقلًا على الدراما بدلًا من أن يضعفه، هذه النماذج العالمية تظهر أن السر ليس في الأداة ذاتها، بل في مهارة استخدامها.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية