تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هل فكرت يومًا أن قطعة الإسفنج الصغيرة التي تستخدميها يوميًا في غسل الأطباق قد تكون مصدرًا خطيرًا للجراثيم والأمراض؟ رغم أن إسفنجة المطبخ تبدو أداة عادية وبسيطة، إلا أنها في الحقيقة قد تخفي وراءها آلاف المليارات من البكتيريا الضارة التي تهدد صحة أسرتك يومًا بعد يوم، دون أن تشعر، فكيف يمكن أن تتحول الإسفنجة من صديقة للنظافة إلى عدو صامت؟
مليارات خفية
أظهرت دراسة ألمانية حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة "فورتفانجن" أن إسفنجة المطبخ تحتوي في كل سنتمتر مكعب منها على ما يقرب من 50 مليار بكتيريا، وهو عدد يفوق بكثير الميكروبات التي توجد على مقعد المرحاض، وعلى الرغم من ذلك، نلاحظ أن الكثير من الناس يحرصون على تنظيف وتعقيم الحمامات بشكل يومي، بينما نادرًا ما ننتبه إلى أهمية تعقيم الإسفنجة التي تلامس أواني الطعام يوميًا.
وفي دراسة أخرى أجرتها وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) عام 2022، وُجد أن 60% من الإسفنجات التي تم فحصها تحمل بكتيريا القولون البرازية، وبعض هذه البكتيريا مقاوم للمضادات الحيوية، مما يزيد من خطورتها.
كائنات مقاومة
توضح الدكتورة منى عاطف، أستاذة الميكروبيولوجي بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن الإسفنجة ليست مجرد مكان لتكاثر عدد كبير من البكتيريا، بل تحتوي على أنواع مختلفة ومتعددة، بعضها خطير، فنحن لا نتحدث فقط عن بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) أو السالمونيلا المعروفة، بل هناك بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية مثل موراكسيلا وأسينيتوباكتر، وهذه كائنات دقيقة يمكن أن تسبب أمراضًا شديدة، خاصة إذا انتقلت إلى الأطعمة أو اليدين.
وتضيف د. منى أن البيئة داخل الإسفنجة مثالية لتكاثر هذه البكتيريا لأنها رطبة، دافئة، وتحتوي على بقايا طعام مثل البروتينات والنشويات التي تتغذى عليها البكتيريا. لذلك، إذا لم يتم تنظيف وتعقيم الإسفنجة جيدًا، تتحول إلى ما يشبه "مزرعة بكتيرية".
ضحايا صغار
في إحدى الحالات التي رواها الدكتور هاشم سعيد، استشاري سلامة الغذاء، كانت هناك أسرة يعاني طفلها الصغير من نوبات متكررة من الإسهال والقيء، وبعد بحث دقيق، تبين أن سبب الإصابة كان استخدام إسفنجة ملوثة في غسل زجاجة الحليب وأدوات الطعام، حيث كانت الإسفنجة تستخدم لتنظيف عدة أسطح دون تعقيم، هذه الحالة تظهر كيف يمكن لإسفنجة صغيرة مهملة أن تسبب مشاكل صحية كبيرة داخل المنزل.
التلوث التبادلي
يؤكد د. هاشم أن خطورة الإسفنجة لا تكمن فقط في وجود البكتيريا عليها، بل فيما يسمى بـ "التلوث التبادلي"؛ هذا يعني أن الإسفنجة تستخدم لتنظيف أسطح مختلفة مثل الأطباق، الثلاجة، البوتاجاز، وحتى الأرضيات أحيانًا، ما يؤدي إلى انتقال البكتيريا من مكان إلى آخر داخل المطبخ بسهولة، ويضيف أن الكثير من حالات التسمم الغذائي البسيط، مثل القيء أو الإسهال خصوصًا عند الأطفال، قد تكون مصدرها المطبخ وليس الطعام نفسه.
نظافة مقلقة
توضح الدكتورة رانيا محفوظ، أخصائية الطب النفسي السلوكي، بعض السيدات، وخاصة ربات البيوت، يربطن بين نظافة المنزل وشعورهن بالنجاح والإنجاز، هذا يجعلهن يستخدمن الإسفنج والمواد المنظفة بشكل مفرط أحيانًا، دون وعي بخطورة الإسفنجة المبللة التي قد تبدو نظيفة لكنها في الحقيقة مليئة بالبكتيريا، هذا الأمر قد يسبب إحساسًا بالإحباط أو الذنب إذا مرض أحد أفراد الأسرة، دون معرفة السبب الحقيقي.
إسفنجة غير صالحة
ينصح دليل السلامة الغذائية الصادر عن منظمة الصحة العالمية بتغيير إسفنجة المطبخ كل أسبوع إلى أسبوعين كحد أقصى، مع الانتباه إلى علامات تدل على أنها غير صالحة للاستخدام، منها:
- رائحة كريهة نفاذة لا تختفي.
- تغير لون الإسفنجة أو ظهور بقع سوداء عليها.
- تفتت أجزاء منها عند الاستخدام.
- احتفاظها بالماء وعدم جفافها بسهولة.
ويحذر الخبراء من استمرار استخدام الإسفنجة حتى لو بدت سليمة لكن تظهر عليها هذه العلامات، لأنها تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الأسرة.
خطوات التعقيم
للحفاظ على نظافة الإسفنجة وتقليل خطر الإصابة بالبكتيريا، ينصح الدكتور هاشم سعيد باتباع الإجراءات التالية:
1. غسل الإسفنجة جيدًا بالماء الساخن جدًا بعد كل استخدام.
2. تعقيمها بوضعها مبللة في الميكروويف لمدة دقيقة واحدة.
3. نقعها في محلول مخفف من الكلور لبضع دقائق بشكل دوري.
4. تجفيف الإسفنجة جيدًا بعد كل استخدام، ويفضل وضعها على سطح شبكي يسمح بتهويتها.
5. استخدام أكثر من إسفنجة في المطبخ واحدة لغسل الأطباق، وأخرى للأسطح، وثالثة للأجهزة مثل الثلاجة والموقد.
6. تغيير الإسفنجة بانتظام، كل أسبوعين على الأكثر، حتى لو لم تظهر عليها علامات تلف.
بدائل صحية آمنه
لمن يرغب في تقليل المخاطر واستخدام أدوات أكثر أمانًا وصديقة للبيئة، تشير الباحثة في الشئون البيئية شيرين حلمي إلى عدة بدائل ذكية:
- الإسفنجة السيليكونية: لا تحتفظ بالرطوبة وسهلة التنظيف والتعقيم.
- ا لقماش السويدي: يمكن غسله في الغسالة مرارًا دون أن يتلف.
- الفرش الخشبية أو المصنوعة من ألياف طبيعية: لا تطلق جزيئات بلاستيكية دقيقة، وتقاوم تراكم البكتيريا.
- "الطواشي" اليابانية: مصنوعة من أقمشة قديمة، تجف بسرعة ولا تنقل البكتيريا بسهولة.
وترى شيرين أن استخدام هذه البدائل مع وعي أكبر بأهمية التعقيم والاستخدام السليم للإسفنج، يساعد في تقليل استهلاك البلاستيك ويقي من الأمراض.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية