تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : العيدية.. من هدية نقدية إلى أداة تعليمية لتعزيز المسئولية والمشاركة
source icon

سبوت

.

العيدية.. من هدية نقدية إلى أداة تعليمية لتعزيز المسئولية والمشاركة

كتب:مروة علاء الدين 

  في كل عيد، تتكرر اللحظة نفسها، عيون الأطفال اللامعة، الأيادي الصغيرة الممدودة، والابتسامة العريضة بعد الحصول على العيدية، لكنها ليست مجرد نقود.. إنها رمز للحب، درس في العطاء، وفرصة لغرس القيم.

ذاكرة الطفولة
العيدية ليست مجرد مبلغ مالي يحصل عليه الطفل، بل هي تعبير عن المحبة والتقدير من الأهل، وتعكس روح العيد الحقيقية التي تقوم على البهجة والتواصل، ورغم اختلاف قيمتها من أسرة لأخرى، تظل رمزا للفرحة في عيون الصغار.

تقول ميرفت صيام، استشاري أسري وتربوي أن العيدية هي أول تجربة مالية مستقلة للطفل، تمنحه شعورًا بالمسئولية عند اختيار كيفية إنفاقها، وتبادل الزيارات العائلية لجمع العيدية يعزز الروابط الأسرية ويعلم الأطفال احترام الكبار، كما أن الألوان الزاهية لمغلفات العيدية، وفرحة عد النقود، تحول العملات إلى "كنز شخصي في عيون الصغار."

وتضيف أن العيدية تلعب دورًا مهمًا في تكوين الذكريات الإيجابية لدى الطفل، حيث يربط بين العيد والمشاعر السعيدة، مما يعزز لديه الانتماء للأسرة والمجتمع.

أداة تعليمية 
ترى الدكتورة نهاد حسن، أستاذة علم نفس الطفل بجامعة عين شمس، أن العيدية ليست مجرد هدية مالية، بل يمكن أن تكون فرصة ذهبية لتعليم الطفل مهارات حياتية مهمة مثل:

- تعزيز الشعور بالمسئولية: عندما يخطط الطفل لإنفاق العيدية بنفسه، يشعر بالاستقلالية والثقة.
- تعليم قيمة الادخار: تقسيم العيدية إلى ثلاثة أجزاء (للإنفاق، الادخار، والتبرع) يساعد الطفل على إدارة أمواله بذكاء.
- غرس مفهوم العطاء: تشجيع الطفل على التبرع بجزء من عيديته يعزز لديه روح التعاون والمشاركة.

وتقترح د. نهاد، بعض الطرق لجعل العيدية أداة تعليمية ممتعة:

- اشرح للطفل مصدر النقود: أن هذه الهدية ثمرة عمل الأب والأم، فلا تنفقها بلا تفكير.
- شجع على التخطيط المالي: اطلب من الطفل تحديد شيء يحلم بشرائه، وشجعه على ادخار جزء من العيدية لتحقيقه.
- قدم بدائل غير نقدية: مثل كتاب شيق، لعبة تعليمية، أو حتى تذكرة لدخول مكان ممتع مع العائلة.

ضغط اجتماعي
رغم الجانب الإيجابي للعيدية، فإن البعض يحولها إلى منافسة مادية بين الأسر، وهو ما قد يفقدها معناها الحقيقي، يقول الدكتور عمر فاروق، خبير تربوي، أن المشكلة ليست في العيدية نفسها، بل في المبالغة في قيمتها، مما يجعلها عبئا على الأسر محدودة الدخل، الأهم هو شرح قيمتها المعنوية للأطفال، وإنها هدية حب، وليست مقياسا لقيمة الشخص.

ويوضح د. عمر أن انتشار صور العيدية على مواقع التواصل الاجتماعي يحدث ضغطاً نفسياً على الأطفال الذين يحصلون على مبالغ أقل، مما يؤثر على تقديرهم لذاتهم ويجعل العيدية وسيلة للمقارنة بدلا من الفرح، ويشير إلى أهمية توعية الأطفال بأن العيدية ليست مقياسا للمكانة الاجتماعية، بل هي وسيلة للتعبير عن المحبة والاحتفال بالمناسبة.

ويضيف: "عندما يشارك الطفل في توزيع جزء من عيديته على أطفال محتاجين، نربط الفرحة بالتعاطف، ونعلمه أن السعادة الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين."

رمزًا للحب 
رغم تغير أشكال العيدية من نقود فضية في أكياس قماشية إلى تحويلات إلكترونية في المحافظ الرقمية، تظل قيمتها الحقيقية في تلك الابتسامة العفوية التي ترتسم على وجه الطفل عندما يشعر بأنه "كبير" بما يكفي لامتلاك كنزه الصغير، فالعيدية ليست مجرد عملات، بل رسالة حب واهتمام تقول للطفل: "أنت مهم، وأنت جزء من دائرة الحب هذه".

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية